ضابط سابق بالجيش الأمريكي: على الغرب أن يتحرك اليوم وليس غداً لإنقاذ أوكرانيا
أعرب أليكسندر فيندمان، وهو مقدم متقاعد بالجيش الأمريكي والمدير السابق لقسم الشئون الأوروبية بمجلس الأمن القومي في مقال له في صحيفة واشنطن بوست، عن اعتقاده أن الدول الغربية فشلت على مدار العشر سنوات الماضية في مواجهة الممارسات الروسية وهو الأمر الذي يدعو الغرب إلى التحرك لإنقاذ أوكرانيا الآن وليس غداً أو الأسبوع القادم.
ويقول فيندمان، والحاصل على زمالة أكاديمية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، إن الشعب الأوكراني يقاتل حالياً ببسالة في مواجهة القوات الروسية للدفاع عن أراضيه معرباً عن اعتقاده أن الشعب الأوكراني قد أبهر العالم بشجاعته تلك وإصراره على الدفاع عن بلاده. ولقد بدأت الدول الغربية، والتي كانت عازفة في أول الأزمة عن تقديم مساعدات لأوكرانيا، في اتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل مع التحدي الذي يواجهها في أوكرانيا وبدأت في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وفرض عقوبات قاسية على روسيا. وعلى الرغم من أن هذه الخطوات تعتبر أمراً جيداً إلا أنها ليست كافية.
فقد اتخذ فلاديمير بوتين قراراً بتهديد المجتمع الدولي بأسره بالترسانة النووية الروسية إذا تدخلت دول أخرى في حربه على أوكرانيا. وعلى الرغم من العاصفة التي أثارها بوتين بقرار الحرب على أوكرانيا إلا أن قواعد لعبة المنافسة والمواجهة بين القوى العظمي لم تتغير منذ بداية الحرب الباردة غير أننا نسينا كيف نواجه الممارسات الروسية.
ويوضح الكاتب أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجب أن يتبنوا سياسات استباقية جديدة في تعاملهم مع الأزمة في أوكرانيا لتحل محل السياسات الفاشلة التي تبنوها على مدار العقود السابقة تجاه المنطقة فلم تسعى الإدارات الأمريكية السابقة إلى تعزيز التعاون مع أوكرانيا خوفاً من تأثير هذا التعاون على علاقات الولايات المتحدة الهشة مع موسكو. كذلك قامت الإدارة الأمريكية على مدار عقد كامل بالسعي لتهدئة مخاوف الكرملين دون أن تلجأ لأدوات القوة الخشنة وهو الخطأ الذي ندفع ثمنه الآن جميعاً وأولنا أوكرانيا.
ووفقا للكاتب، فالولايات المتحدة وشركاؤها بإمكانهم الآن تكوين شراكة قوية مع أوكرانيا من خلال اللجنة المسؤولة عن علاقات أوكرانيا مع حلف شمال الأطلسي وتعزيز علاقات أوكرانيا مع الحلف وذلك من خلال تطبيق خطة مماثلة لخطة مارشال بهدف إعادة بناء أوكرانيا وتعزيز اقتصادها إلى جانب تقديم مساعدات عسكرية تتمثل في أسلحة مضادة للدبابات ومنظومات دفاع جوي متقدمة وطائرات بدون طيار لتمكين القوات الأوكرانية من استهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية والبيلاروسية والتي تستخدم في الحرب ضد أوكرانيا.
ويوضح الكاتب أن تمويل مثل هذه المساعدات الضخمة يتجاوز بكثير قيمة المساعدات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بيدن والتي تصل إلى 350 مليون دولار، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تخصص اعتمادات لمساعدة أوكرانيا تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.
ويشير الكاتب إلى أن العلاقات بين السوفييت والغرب إبان الحرب الباردة شهدت نماذج مماثلة للحرب بالإنابة حيث جرت العادة أنه في حالة تورط أحد الطرفين في صراع ما خارج حدوده يقوم الطرف الآخر بتقديم مساعدات للخصم بينما كانت المواجهة المباشرة بين الطرفين نادرة الحدوث آنذاك.
واختتم الكاتب بالقول: والآن وبعد أن أفاق الغرب من غفوته، علينا أن نقرر ما إذا كانت لدينا الرغبة في التعلم من أخطاء الماضي وتغيير أسلوب تفكيرنا أم لا كذلك يجب على المجتمع الدولي أن يقرر ما إذا كانت لديه الشجاعة الكافية أم لا لمساند الشعب الأوكراني في حربه دفاعاً عن الحرية.