الجنرال الذهبي.. القوات المسلحة تحتفى بيوم الشهيد مع الذكرى الـ53 لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض
تحتفل مصر والقوات المسلحة المصرية، في التاسع من مارس كل عام بـ"يوم الشهيد"، تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي كان يعد أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين.
ويعبر يوم الشهيد عن الاعتزاز بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن على مر العصور.
وأعلنت القوات المسلحة، الشعار الرسمي للاحتفال بيوم الشهيد في الذكرى الـ53 لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي استشهد عام 1969.
ويحمل التصميم المنفذ اسم "أنا من كل بيت مصري"، ليدل على أن الشهداء هم أبطال من أبناء الأسر المصرية من نبت هذه الأرض الطيبة.
ويتكون التصميم من علم مصر ونموذج لأبطال الظل الذين يضحون بحياتهم فداء الوطن مع حمام أبيض يحلق في سماء الوطن.
9 مارس
وتم إعلان يوم 9 مارس من كل عام يوم للشهيد المصري تزامنًا مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض أحد أهم قادة القوات المسلحة، والذي ضرب مثلًا رائعًا في التضحية والفداء.
ولد الفريق عبد المنعم رياض في طنطا بقرية سبرباي في شهر النصر 22 أكتوبر عام 1919، وبدأ تعليمه بكتاب القرية قبل أن يتلقى تعليمه في مدرسة السيدة نفيسة بالعباسية ثم بمدرسة العريش الابتدائية.
انتقل بعد ذلك الفريق عبد المنعم رياض إلى مدرسة الرمل الابتدائية بالإسكندرية، ثم مدرسة الخديوي إسماعيل الثانوية.
والده هو العقيد محمد رياض عبد الله، قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، وقد توفى عام 1931 وكان عمره نجله وقتها لا يتجاوز الثانية عشرة.
عاشق الجندية
تربى عبد المنعم رياض وترعرع محبا وعاشقا للجندية و برغم ذلك إلا أنه قدم أوراقه بعد تخرجه في المدرسة الثانوية لكلية الطب، وتم قبوله بها ودفع مصروفاتها إرضاءً لوالدته وأمضى بها عامين.
حبه الشديد للجندية لم يمت بداخله، مما دفعه للالتحاق بالكلية الحربية في يوم 6 أكتوبر 1936 وتخرج منها يوم 21 فبراير 1938 برتبة ملازم ثان.
كلية أركان الحرب
استمرت مسيرة الفريق عبد المنعم رياض والتحق بكلية أركان الحرب، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول على الخريجين، وأجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.
الحرب العالمية الثانية
بعد ذلك شارك الفريق عبد المنعم رياض في الحرب العالمية الثانية عام 1939 بالصحراء الغربية ومرسى مطروح، ثم حرب فلسطين عام 1948.
تولى بعد ذلك قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في مايو 1952 ثم عين في يوليو 1954 قائدا للمدفعية المضادة للطائرات.
أكاديمية "وولتش" العسكرية
سافر الفريق عبد المنعم رياض إلى إنجلترا، حيث حصل على تدريب خاص في سلاح المدفعية المضادة للطائرات بكلية "مانويير" بإنجلترا بتقدير امتياز، واستكمل دراسته بأكاديمية "وولتش" العسكرية.
الجنرال الذهبي
ولم يكتف الجنرال الذهبي كما أطلق عليه الروس بهذا الكم من العلم، ولكن تلقى دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية وقضى عدة سنوات في أرقى الكليات العسكرية بالاتحاد السوفييتي.
شارك الفريق عبد المنعم رياض في "العدوان الثلاثي" عام 1956، وكان 10 مارس 1964 تاريخًا فاصلًا في حياة الجنرال الذهبي، حيث صدر قرار بتعيينه رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة.
رئيس الأركان
وبعد ذلك بعامين تحديدًا في 21 أبريل 1966، تم ترقيته إلى رتبة "فريق" ثم عُين قائدا لمركز القيادة المتقدم في الأردن ثم عُين قائدا للجبهة الأردنية.
بعد أيام قليلة من نكسة يونيو 1967 تم تعيين عبد المنعم رياض رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، وبدأ في إعادة بناء القوات المسلحة ونجح فيها بامتياز.
المدمرة إيلات
حقق الجنرال الذهبي انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة "رأس العش" التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وذلك في آخر يونيو 1967 وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و1968.
الجبهة
مع بداية يوم 8 مارس 1969، شنت المدفعية المصرية قصفا لنقاط العدو في خط بارليف، وحققت نتائج مبهرة وأصابت العدو بحالة من الجنون، وفى اليوم التالي قرر رياض أن يكون هناك على الجبهة بين جنوده وضباطه.
قوبل قراره بزيارة الجبهة التي لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة بمعارضة شديدة من الضباط، إلا أنه أصر على الزيارة.
قصف إسرائيلي
وصل إلى أقرب نقاط التماس مع العدو، وحينها بدأ القصف الإسرائيلي فجأة مركزًا على المناطق المدنية، وفجأة انهالت دانات المدافع بعد وصوله للموقع بـ 15 دقيقة وتجددت اشتباكات المدفعية وتبادل الجانبان القصف.
ظل الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة وإلى جانبه قائد الجيش ومدير المدفعية، وقبيل الرابعة وتحت هدير المدافع سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من الخندق الذي يحتمي فيه الشهيد ومعه قائد الجيش ووقع انفجار هائل وانطلقت الشظايا إلى داخل الحفرة.
واستشهد الجنرال الذهبي حينها وفارق الحياة وهو يرتدي زيه العسكري، ليخلد اسمه في سجل الشهداء من عظماء الوطن.