بعد حديث الرئيس السيسي عنها.. ماذا تريد سوق العمل من التخصصات المستقبلية؟

تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن أهمية ربط التعليم بسوق العمل، لافتا إلى أن هناك كليات مثل الآداب تخرج سنويا الآلاف من الطلبة بأقسام منها الجغرافيا والتاريخ، متسائلا: «هو سوق العمل فيه الكلام ده؟».

التأهيل لسوق العمل بتخصصات يحتاجها

كلمات الرئيس السيسي، جاءت اليوم، خلال فعاليات إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، والتطرق إلى أهمية التأهيل لسوق العمل بتخصصات يحتاجها، مضيفا :«إنتو عاوزين إيه.. عاوزين تعلموهم لسوق العمل ولا عاوزين تغسلوا إيديكم إنكم علموتهم وخلاص.. العدد اللي بيخرج ملوش مكان».

أسباب تراجع مستوى الخريج

قال الدكتور محمد كمال، عضو هيئة التدريس، بجامعة كفر الشيخ، إن الرئيس السيسي، أثار العديد من المشكلات التي يعاني منها التعليم خاصة الجامعات، مشيرا إلى أن تراجع مستوى الخريج يرجع لأمور كثيرة على رأسها ضعف الإمكانات التي تساعد على التعليم العملي، وضعف مناهج بعض المواد الدراسية، وضعف بعض القائمين بالتدريس، وهروب المتميزين متى جاءت لهم الفرصة للخارج هروبا من ضعف المرتبات الذي أشار الرئيس إلى أنها أقل مرتبات على مستوى العالم.

برنامج تأهيلي للشباب

كشف الرئيس السيسي عن برنامج تأهيلي للشباب بتكلفة 30 ألف دولار لكل طالب من خريجي كليات الهندسة والحاسبات على نفقة الدولة، موضحا أنه تقدم لها 300 ألف ونجح 111 فقط، قائلا: لسوء مستوى التعليم، مع أن الدولة كانت على أتم استعداد للإنفاق على الشباب».

وأشار كمال -في تصريحات خاصة إلى «مستقبل وطن نيوز»- إلى أن حديث الرئيس أكد أهمية هيكلية النظام التعليمي الجامعي، لافتا إلى أنه بالفعل هناك انفصال كبير بين المتاح للتعليم في الجامعة وسوق العمل، بجانب تخصصات بها بطالة كبرى وما زال يلتحق بها مئات الآلاف كل عام من كليات «حقوق وتجارة» وبعض تخصصات «الآداب والتربية»، وبدلا من الحد من قبول الطلاب في هذه التخصصات يتم زيادة أعداد الطلاب بها وفتح كليات جديدة منها سواء في الجامعات الحكومية أو الأهلية وبعضها عانى من قلة أعداد الطلاب في تخصصات العلوم الإنسانية، بينما يجب الحد من الأعداد فيها بشكل كبير ودمج التخصصات المتكررة في ذات الجامعة، بأقسام للغة العربية في الآداب و التربية ودار العلوم على سبيل المثال ويتطلب دمجها إعادة تطوير المناهج.

 تخصصات يحتاجها سوق العمل

عضو هيئة التدريس بجامعة كفر الشيخ، أشار إلى أن هناك تخصصات يحتاجها سوق العمل بشدة مثل «الطب والتمريض»، كذلك كليات القطاع الإنتاجي مثل «طب بيطري وزراعة وفنون تطبيقية» تعاني من قلة الإقبال من ناحية وعدم تحديث البرامج بما يتفق مع سوق العمل وتوفير الإمكانيات الحقيقية لتخريج طالب قادر على المنافسة في سوق العمل خارجيا وداخليا.

30 ألف دولار للدارس
وقال الرئيس السيسي: « سوق العمل اللي بتكلم عليه فيه دولة في مستوي العالم عاوزه مليون وظيفة فيه مليون وظيفة أنا عندي شباب كبير.. 30 ألف دولار للدارس أنا جاهز من أجل دعم هذه الوظائف».

الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، أوضح أن هناك تخصصات جامعية تبدأ مع الطلاب من نقطة الصفر لأنه لم يتم إعداد الطالب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي بشكل يتلاءم مع متطلبات استكمال التخصص، فعلى سبيل المثال وكما ذكر الرئيس السيسي، وضرب مثال لخريجي الحاسبات والمعلومات؛ مما يطرح العديد من التساؤلات عن مناهج الحاسب الآلي بالمدارس ومؤهلات طالب الثانوية العامة فيه، هل تم تأهيله وإعداده في أساسيات البرمجة ليكون لديه المعلومات التي تؤهله لاستكمال دراسته في هذا المجال أم أن حصيلتهم هي معرفة كيفية تشغيل نظام ويندوز فقط لا غير؟.

واعتبر كامل -في تصريحاته إلى «مستقبل وطن نيوز»- أن مشكلة التعليم الجامعي في مكتب التنسيق الذي يفرض على الطالب دراسة تخصص قد لا يكون من طموحاته بناء على مجموع الثانوية العامة كما أنه يفرض على الكليات أعداد قد تفوق طاقتها الاستيعابية، بدون دراسة لاحتياجات سوق العمل ومتطلباته، مشيرا إلى أنه لابد من إعادة هيكله المناهج التعليمية بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل، فبناء الإنسان هي مرحلة هرمية، لا يمكن فصلها واللقاء اللوم على «التعليم العالي» بدون النظر التعليم ما قبل العالي ونظم القبول بل ولا يمكن الحديث عن سوق العمل بمعزل عن الحديث عن قوة التعليم الفني وعدد مدارسه ومعاهده التي نعاني من ندرة المدارس ذات المستوى الراقي التي تسمح بتقليل نسب الالتحاق بالثانوي العام، لتخفيف الضغط على الجامعات.