بعد وضعها في حالة تأهب.. ما المقصود بتهديدات روسيا باستخدام القوة النووية؟
أثار إعلان الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، أمس الأحد، بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية بما فيها القوات النووية، فى حالة تأهب، مخاوف دولية من اندلاع حرب نووية عالمية، أو تكرار لحادثة تشيرنوبل النووية التى وقعت عام 1986، بشمال أوكرانيا.
وقال بوتين -خلال لقائه بقادة بلاده العسكريين الأحد-: آمر وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي"، وبعدها أمر وزير الدفاع الروسي، ورئيس الأركان العامة للجيش، بوضع قوات الردع النووي في "نظام خاص للخدمة القتالية".
ولكن ما هو المقصود بوضع "قوات الردع" فى حالة تأهب؟
تُعرف "قوات الردع" الروسية بأنها مجموعة من الوحدات العسكرية مهمتها ردع أي هجوم على موسكو، بما في ذلك، حرب تتضمن أسلحة نووية.
وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تنقسم قوات الردع الاستراتيجية إلى قوات هجومية وأخرى دفاعية. بينما تمثل قوات الردع النووية أساسا للقوات الهجومية، التي تعتمد على أنظمة صاروخية وجوية عابرة للقارات، وأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى.
إضافة إلى ذلك، تضم "قوات الردع" أيضا، القوات الاستراتيجية غير النووية، التي بالأساس تعتمد على قاذفات استراتيجية وبعيدة المدى وسفن وغواصات وطائرات حاملة للصواريخ عالية الدقة وطويلة المدى.
والمعني العملي، لتأهب هذه القوات، هو استنفار الوحدات البرية والبحرية والجوية التي تضم الأسلحة النووية أي التي تشمل المنصات البرية الثابتة والمتحركة ومقاتلات الجيل الخامس الجوية والسفن والغواصات النووية الاستراتيجية، وجعلها فى حالة استعداد.
الهدف من تهديدات بوتين النووية
رأى المحللون السياسيون، أن أمر الرئيس الروسي، بوضع القوات النووية فى حالة تأهب، يحمل معنييّن، الأول تحذير للدول الغربية لمنع تدخلها فى الحرب الأوكرانية، عبر صناعة بروباجندا لتذكير الأوروبيين والأمريكيين أن موسكو دولة نووية، وبالتالي الضغط عليهم لعدم التدخل في أوكرانيا، ولتحسين شروط التفاوض الحالية؛ خاصة بعد تصريحات مسؤولي حلف "الناتو" العدوانية تجاه موسك، والثاني قد يكون تعبيرا عن حالة الغضب التى أصابت الرئيس الروسي، نتيجة العقوبات الغربية على بلاده، التى وصفتها موسكو بأنها قوية ومؤلمة.
ردود الفعل الدولية على تحذير روسيا باستخدام القوة النووية
اعتبر وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، الأحد، قرار الرئيس الروسي، باستنفار قوات الردع الاستراتيجي النووية، بأنه محاولة لزيادة الضغط على الوفد الأوكراني في المحادثات المقرر عقدها الاثنين مع روسيا، قائلا "إذا استخدم بوتين السلاح النووي ضد أوكرانيا فسيكون ذلك كارثة للعالم".
تصعيدا غير مقبول
كما اعتبرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، استنفار الرئيس بوتين، لقوات الردع النووي الاستراتيجية الروسية، "تصعيدا غير مقبول".
وقالت جرينفيلد -في تصريحات لشبكة "سي بي اس" الأمريكية الأحد-: "هذا يعني أن الرئيس بوتين يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة بالمطلق، ويجب أن نواصل وقف ممارساته بأقصى طريقة ممكنة".
ودخل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على خط الأزمة، بعدما وصف الرئيس الروسي، بالذكي، وأنّ التهديدات النووية الروسية ناجمة عن غباء القادة الأمريكيين، قائلا : "المشكلة ليست أن بوتين ذكي، وهو بالطبع ذكي، لكن المشكلة الحقيقية هي أن قادتنا أغبياء. لقد سمحوا له حتى الآن بالإفلات من هذه المهزلة والاعتداء على الإنسانية ".
خطاب خطير
فيما قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، فى تصريح لشبكة سي إن إن الأحد-: "هذا خطاب خطير. هذا سلوك(وضع القوات النووية الروسية فى حالة تأهب) غير مسؤول ".
تبرير المزيد من العدوان
وفى موازاة ذلك، علق البيت الأبيض، على تهديدات بوتين النووية، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي -فى تصريحات صحفية الأحد- إن بوتين يلجأ إلى نمط استخدمه في الأسابيع التي سبقت شن الغزو ، "وهو صنع تهديدات غير موجودة من أجل تبرير المزيد من العدوان".
وأضافت، أن روسيا لم تتعرض لتهديد من قبل حلف شمال الأطلسي أو أوكرانيا، مشددة "لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا ، لكننا نحتاج أيضًا إلى تحديد ما نراه هنا".
وعلقت جمهورية الصين، أيضاً، على تهديدات بوتين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين، الاثنين، إن جميع الأطراف يجب أن تتحلى بالهدوء وتتجنب المزيد من التصعيد.
وجدد المتحدث الصيني -فى تصريحات صحفية - تأكيده على موقف الصين بأن المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول يجب أن تؤخذ بجدية.