بعد تزايد المطالبات بفصلها عن «سويفت».. هل استعدت روسيا لتخفيف صدمتها بإنشاء «SPFS»؟
بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فجر الخميس الماضي، إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا، تزايدت الدعوات المطالبة بفصل موسكو، عن نظام «سويفت» البنكي الذي يربط آلاف المؤسسات المصرفية حول العالم.
وأجاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في أول ظهور له بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، الخميس الماضي، عن سؤال صحفي عن إمكانية تنفيذ مطلب كييف بفصل موسكو عن نظام «سويفت»، قائلا إنها "خطوة لا تزال خيارا"، مستدركا "لكن الأوروبيين منقسمون بشأنها"، موضحا أن بلاده لا تتحرك بمفردها إزاء هذا الأمر.
ومع دخول الحرب الروسية الأوكرانية ليومها الثالث، أعلن البيت الأبيض، أمس السبت، أنه بالتنسيق مع المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، تدعم الولايات المتحدة استبعاد بنوك روسية من نظام "سويفت" البنكي".
ولكن في البداية، ما هو نظام «سويفت»؟ وهل له بدائل أخري تلجأ لها موسكو، حال الاتفاق على فصلها عن المنظومة البنكية؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا التقرير.
ما هو نظام «سويفت»؟
تأسس نظام «سويفت» والذي يعرف باسم “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك” في عام 1973، كبديل لنظام “التلكس”، ويبلغ حالياً عدد المستخدمين لهذه المنظومة المالية، أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة، لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع، مما يجعله العمود الفقري لنظام التحويل المالي الدولي.
وتُدار المنظومة بمجلس إدارة يتألف من 25 شخصاً، ويقع مقرها في بلجيكا، حيث تأسست بموجب القانون البلجيكي، ولذلك فهي تخضع للوائح الاتحاد الأوروبي.
كيف استعدت روسيا لتخفيف آثار فصلها عن نظام «سويفت»؟
واجهت موسكو، عام 2014 تهديدات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بفصلها عن نظام «سويفت»، عندما أعلنت ضم شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية، ما دفع موسكو، حينها، إلى إنشاء نظام الدفع الخاص بها «SPFS»، في نفس العام.
ووفقا للبنك المركزي الروسي، بلغ عدد المستخدمين لنظام الدفع «SPFS»، حاليا 400 مستخدم، ويجري عن طريقه نحو 20% من التحويلات المحلية الروسية، ولكن حجم الرسائل محدود والعمليات محدودة بساعات أيام الأسبوع.
أثار الفصل عن نظام «سويفت»
تعرضت إيران، عام 2012، لعقوبات أوروبية بسبب برنامجها النووي، وكان من ضمنها فصل البنوك الإيرانية عن نظام «سويفت» من 2012 حتي 2016، ما أسفر عن تعرض طهران خلال هذه الفترة، لخسائر كبيرة، بلغت إلى ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و 30٪ من التجارة الخارجية.
هل هناك بدائل أخري لنظام «سويفت»؟
بعدما أعلنت موسكو، عام 2014، إنشاء نظام الدفع الخاص بها «SPFS»، أنشأت الصين، هي الأخرى نظام الدفع بين البنوك الجديدة لديها «CIPS»، ليكون بديلاً آخر لنظام SWIFT. فيما اضطرت موسكو أيضًا إلى اللجوء إلى استخدام العملات المشفرة. لكن هذه البدائل ليست جذابة.
نظام «سويفت» في روسيا
ذكرت جمعية روسيفت الوطنية في روسيا، أن موسكو تعتبر ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة من حيث عدد المستخدمين لهذه المنظومة، حيث تنتمي حوالي 300 مؤسسة مالية روسية إلى النظام.
وأضافت أن أكثر من نصف المؤسسات المالية الروسية أعضاء في «سويفت».
التهديدات التي قد تواجهها موسكو حال فصلها عن نظام «سويفت»
نقلت وكالة "فرانس برس" عن جونترام وولف مدير مؤسسة بروجيل البحثية ومقرها بروكسل، قوله إن "المزايا والعيوب محل نقاش من الناحية التكتيكية".
وأضاف، أنه من الناحية العملية فإن الإزالة من SWIFT تعني أن البنوك الروسية لا يمكنها استخدامها لإجراء أو تلقي المدفوعات مع المؤسسات المالية الأجنبية للمعاملات التجارية، وسيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد.
وتابع مدير مؤسسة بروجيل البحثية فى بروكسل : "من الناحية العملية، سيكون ذلك صداعًا حقيقيًا"، لا سيما بالنسبة للدول الأوروبية التي لديها تجارة كبيرة مع روسيا، والتي تعد أكبر مورد وحيد لها للغاز الطبيعي.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن فجر الخميس، إطلاق عملية عسكرية خاصة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور.
وقال بوتين -في كلمة متلفزة الخميس- إنّ تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.
ووجه الرئيس الروسي، حديثه للجيش الأوكراني قائلا : "آباؤكم وأجدادكم لم يقاتلوا، لذلك قد تساعدون النازيين الجدد".
فيما كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن القوات الروسية، بدأت دخول الأراضي الأوكرانية من شبه جزيرة القرم.