بعد الاتفاق الأوروبي الأمريكي على عزل روسيا منه.. ما نظام سويفت؟
خلال الساعات القليلة الماضية، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا على عزل عددا من البنوك الروسية الرئيسية من نظام "سويفت"، ضمن سلسلة من العقوبات يفرضها الغرب على روسيا، تشمل تجميد أصول البنك المركزي الروسي، ما يحد من قدرة روسيا على الوصول إلى احتياطياتها الخارجية، بعد العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا.
ما نظام سويفت؟
هو الاسم المختصر لجمعية الاتصالات المالية بين المصارف في العالم، والذي يربط أكثر من 11000 مؤسسة مالية تعمل في أكثر من 200 بلد وإقليم، وهو أقوى الأسلحة المالية التي يمكن أن تُعاقب به دولة، إذ سيقطع البلاد عن جزء كبير من النظام المالي العالمي.
كما أنه يعد نظام مراسلة آمن يجعل المدفوعات السريعة عبر الحدود ممكنة، ما يمكّن التجارة الدولية من الاستمرار بسلاسة.
ويلعب سويفت دورا محوريا في دعم الاقتصاد العالمي، لكن ليس لديه سلطة اتخاذ قرارات العقوبات بنفسه.
العقوبات من وجهة نظر الاقتصاديين
من جهته، قال الدكتور نبيل زكي، أستاذ الاقتصاد الدولي بمعهد نيويورك للعلوم المالية، إن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشؤون أفريقيا أكد أنه لا بد من توخي الحذر عند فرض العقوبات المالية والاقتصادية على روسيا لأنها سترتد سلبا على كل مصالح أمريكا والدول الغربية.
وأضاف- خلال تصريحات تلفزيونية- أن العقوبات لن تكون فعالة مع روسيا لأنها أمضت ومنذ عام 2014 لتحسين وضعها الاقتصادي، ومن ناحيه العملة النقدية فروسيا لديها 650 مليار دولار أمريكي.
ولفت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عمل على خفض نسبة الديون الخاصة بدولته، حيث إنه وفي 2014 وصل حجم الدين الروسي إلى 750 مليار دولار، وحاليا وصل الدين الخارجي لبوتين لا يتعدي الـ145 مليار دولار أي 18% من الدخل القومي الإجمالي.
وأكد أن العقوبات لم تطل أهم السلع الأساسية كالقمح والبترول والذرة والغاز الطبيعي، حيث إن أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي موجود في روسيا بواقع 48 تريليون متر مكعب، تنتج منه سنويا 22 تريليون.
وذكر أن الاحتياطي الروسي كبير، وفرق كبير بينها وبين أمريكا لأن أمريكا لا يتعدى الاحتياطي الأمريكي 15%.
وحول عقوبات نظام سويفت، قال "سويفت هو نظام اقتصادي مصرفي عبارة عن كود مشفر، وإذا تم إلغائه بالنسبة لروسيا فأوروبا هتتأذي في استيراد الغاز لأنه يفيدها في ذلك".
يذكر أن جمعية الاتصالات العالمية المالية (سويفت) كانت أعلنت صباح اليوم الأحد، أنها تستعد لتنفيذ العقوبات المالية على المصارف الروسية.
كما أوضحت أنها تجري محادثات مع السلطات الأوروبية من أجل تحديد الكيانات والمصارف الروسية التي ستخضع للعقوبات الجديدة.
بيان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول عزل البنوك الروسية الرئيسية من نظام “سويفت”
واتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما على عزل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي سويفت عقب القصف الروسي لأوكرانيا، كما سيجرى تجميد أصول البنك المركزي الروسي، ما يحد من قدرة روسيا على الوصول إلى احتياطاتها الخارجية.
وعزل البنوك عن سويفت هو تقييد شديد لعملها لأن جميع البنوك تقريبا تستخدم النظام.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس الماضي، باستبعاد روسيا من نظام سويفت وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة أن أولئك الذين يعارضون استبعاد روسيا من نظام سويفت، "ستكون أيديهم ملطخة بدماء الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في أوكرانيا".
قرار عزل روسيا من سوفيت يطال الجميع
وسيضر استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت المستخدم في معاملات قيمتها تريليونات الدولارات، بالاقتصاد الروسي بشدة. وعلى حد تعبير البيت الأبيض، فإنه سيجعل البلاد تعتمد على "الهاتف أو جهاز الفاكس" لتسديد المدفوعات ولكن هذا مجرد مبالغة طفيفة كون هناك حلول بديلة لسويفت ولكن لا توجد حلول فعالة.
وتعمل روسيا على بناء دعم من العملات الأجنبية لحماية بنوكها، لكن هذا الإجراء الجديد سيقلل بشكل كبير من الاحتياطيات المتاحة.
وعزل روسيا من نظام السويفت من شأنه أن يضر بقدرة الاتحاد الأوروبي على دفع ثمن واردات النفط والغاز الروسي التي يعتمد عليها.
وبلغت حصة روسيا من معاملات نظام السويفت نسبة 1.5% عام 2020، وفقًا للأرقام التي نقلتها فاينانشيال تايمز.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن قرار شل أصول البنك المركزي الروسي سيمنع الكرملين من "استخدام أمواله في الحرب".
ووافق الاتحاد الأوروبي وشركاؤه على تجميد معاملات البنك ومنعه من تصفية أصوله.
وأضافت أنه ستكون هناك حملة على ما يسمى بـ"جوازات السفر الذهبية" التي "تتيح للأثرياء الروس المرتبطين بالحكومة الروسية أن يصبحوا مواطنين في بلادنا ويتمكنوا من الوصول إلى أنظمتنا المالية".
وقال مسؤول ألماني إن البنوك المتضررة هي "كل تلك الخاضعة بالفعل للعقوبات من قبل المجتمع الدولي، وكذلك المؤسسات الأخرى، إذا لزم الأمر".
استبعاد إيران من قبل
وجرى استبعاد دولة واحدة فقط من هذا النظام في الماضي، وهي إيران، ما أدى إلى خسارة 30٪ من تجارتها الخارجية.
