وزير الري: التعاون مع الدول الإفريقية أحد المحاور الرئيسية في السياسة الخارجية المصرية

أكد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية أن التعاون مع دول حوض النيل والدول الإفريقية يعد أحد المحاور الرئيسية في السياسة الخارجية المصرية في ظل ما تمتلكه مصر من إمكانيات بشرية وخبرات فنية ومؤسسية متنوعة في مجال الموارد المائية وغيرها من المجالات، ويتم من خلال هذا التعاون تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التي تعود بالنفع المباشر على مواطني تلك الدول، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين ويسمح بمواجهة التحديات التي تتعرض لها القارة مثل الزيادة السكانية. 

جاء ذلك خلال تسليم وزير الري 20 متدربا من عدد من دول حوض النيل، شهادات إتمام الدورة التدريبية الـ26 في مجال "هندسة هيدروليكا أحواض الأنهار"، والتي ينظمها المركز القومي لبحوث المياه التابع للوزارة.

ورحب الدكتور عبدالعاطي بالمتدربين الأفارقة بوجودهم في مصر، وهنأهم باجتيازهم للبرنامج التدريبي، معربا عن أمله في تحقيق الهدف المرجو منه في رفع وتنمية قدرات الباحثين والمتخصصين من أبناء دول حوض نهر النيل على المستوى الفني، ونقل الخبرات المكتسبة خلال البرنامج للتطبيق الفعلي بدول حوض النيل الشقيقة، والمساهمة في تدعيم التعاون وتبادل الخبرات والأفكار بين المتدربين من مختلف الدول، وتحقيق التكامل بين مهندسي المياه بدول حوض النيل.

وأشار الوزير إلى ما تقدمه وزارة الري من دورات تدريبية إقليمية متنوعة للمتخصصين بالدول الإفريقية الشقيقة في مجال المياه، بهدف دعم القدرات البشرية، بما يسمح بتحسين عملية إدارة الموارد المائية بهذه الدول، من خلال تدريس العديد من الموضوعات العلمية المتعلقة بالمياه مثل: أنظمة الري الحديث ورفع كفاءة استخدام المياه، إدارة المياه الجوفية، استخدام الموارد المائية غير التقليدية، تنمية المصادر المائية، النماذج الهيدروليكية للأنهار، تصميم المنشآت المائية، هندسة السدود، نظم المعلومات الجغرافية، والاستشعار عن بعد، وغيرها من الموضوعات التطبيقية والبحثية والقياسات الحقلية والمعملية.

وقال عبدالعاطي إنه يتم تدريب 183 متدربا سنويا بمركز التدريب الإقليمي بالسادس من أكتوبر، ومركز تدريب معهد الهيدروليكا بالقناطر الخيرية، لمتدربين من مصر والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبورندي والكونغو الديمقراطية وأرتيريا وغانا وزامبيا وملاوي والكاميرون وبوركينا فاسو وتشاد والجابون وغينيا كوناكري وغينيا بيساو ومالي ونيجيريا والنيجر وسيراليون وأنجولا والسنغال والصومال وجيبوتي، بالإضافة لتوفير منح دراسية للدكتوراه والماجستير للطلاب الأفارقة، وإيفاد الطلبة والدارسين الأفارقة للحصول على دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة أو الدبلومات التي تعقد بالمركز القومي لبحوث المياه.

من جانبهم، عبر المتدربون الأفارقة عن سعادتهم بوجودهم في مصر والمشاركة في هذا البرنامج التدريبي وما يحتويه من مواد علمية هامة، مع الإشادة بمركز تدريب الهيدروليكا وما يتمتع به من إمكانيات تدريبية، معربين عن إعجابهم بالزيارات الميدانية لمشروعات الموارد المائية وزيارتهم للعديد من المواقع السياحية والأثرية في مصر.

وأشاروا إلى أن مصر تعتبر من الدول المتميزة في مجال إدارة المياه وعلوم الري، وأن هذا البرنامج يعد دليلا على دعم مصر لأشقائها الافارقة، مع التأكيد على سعيهم لتطبيق الخبرات المكتسبة من هذا البرنامج في إدارة الموارد المائية ببلادهم.

وقد تم عقد البرنامج التدريبي "هندسة هيدروليكا أحواض الأنهار" بمقر مركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومي لبحوث المياه خلال الفترة من 5 ديسمبر 2021 إلى 24 فبراير 2022، وذلك بمشاركة 20 متدربا من حوض النيل من دول السودان، جنوب السودان، تنزانيا، رواندا، الكونغو الديمقراطية ومصر.

واشتمل البرنامج التدريبي على عدد من الزيارات مثل: زيارة المعامل المركزية للرصد البيئي بالمركز، والنماذج الهيدروليكية المنفذة بمعهد بحوث الهيدروليكا، ووحدة تحلية المياه المنفذة بمعرفة وحدة البحوث الاستراتيجية، ومعامل معاهد الإنشاءات والبيئة بالمركز، ومحطة الأبحاث التابعة للمركز بوادي النطرون، وتجارب تأهيل الترع وأنظمة الري الحديث المنفذة بالمركز، ومتحف الري والحدائق بالقناطر الخيرية، وزيارة المنشآت المائية بقناطر الدلتا وقناطر وهويس إسنا، ومركز التنبؤ بالفيضان، ووحدة نظم المعلومات الجغرافية ووحدة التليمتري بمقر الوزارة، ومحطة معالجة مياه بقر البقر بمحافظة بورسعيد.

كما تم تنظيم زيارات لعدد من أبرز المواقع السياحية والأثرية في مصر مثل: أهرامات الجيزة ومعابد الأقصر وأسوان والسد العالي ومكتبة الإسكندرية ومتحف النيل بأسوان.

حضر تسليم الشهادات، الدكتور خالد عبدالحي رئيس المركز القومي لبحوث المياه، وكريم أمين نائب الأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، والصادق عمر نائب سفير السودان بالقاهرة، وموزانجي مبيلا قنصل سفارة الكونغو الديمقراطية، وفليبرت ناكوراندا السكرتير الأول للسفارة الرواندية.