خاص| لهذه الأسباب تسعى الحكومة لتوطين مشروعات الهيدروجين الأخضر
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، إن الحكومة تعكف حالياً على إعداد مجموعة من الحوافز لمشروعات الهيدروجين الأخضر، في ظل عدد من العروض المقدمة من الشركات الكبرى، لافتاً إلى أنه يتم بالتالي العمل على سرعة إعلان هذه الحوافز في ظل اهتمام الدولة بمشروعات الطاقة النظيفة.
فما هو الهيدروجين الأخضر؟ وما هي استخداماته؟ ولماذا تسعى الحكومة لدخول هذا المجال الجديد؟ وكيف تدعم الدولة هذا القطاع؟ وما هي الفرص الاستثمارية التي يوفرها؟.. كل هذا يجيب عنه الدكتور أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، في تصريحات خاصة لـ«مستقبل وطن نيوز».
قال الدكتور أيمن حمزة المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن مصر تتخذ عدة خطوات مدروسة بشكل دقيق للغاية، للدخول في مجال الهيدروجين الأخضر، الذي يتجه إليه العالم الآن، مضيفًا إنه -الهيدروجين الأخضر- سيكون وقود المستقبل خلال الـ10 سنوات المقبلة، ومصر وصلت بنسبة مشاركة 20% هذا العام.
وأضاف حمزة، إن الدولة تولي اهتمام كبير بالهيدروجين الأخضر للحفاظ على البيئة من التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن وزارة الكهرباء وقعت عددًا من مذكرات التفاهم للبدء فى الدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع تجريبي لانتاج الهيدروجين الاخضر في مصر كخطوة أولى للتوسع بهذا المجال.
وشرح المتحدث باسم وزارة الكهرباء، طريقة انتاج الهيدروجين الأخضر، هو الحصول على عنصر الهيدروجين من خلال المياه عبر مصادر الطاقة المتجددة، موضحًا أنه عند انتاجه يمكن استخدامه محليًا، أو دخوله فى التصنيع وسيمثل مصدر كبير وقوى للدخل.
وأشار الدكتور أيمن حمزة المتحدث، إلى أنه يتم التعاون من خلال إجراء دراسة حول المشروعات المشتركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال تخزين ثانى أكسيد الكربون فى حقول الغاز الطبيعى المتقادمة، وتشمل الدراسة أيضًا التعرف على استهلاك السوق المحلي المحتمل للهيدروجين وفرص التصدير المتاحة ، وكذلك تقييم الخطط والاعمال اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة.
جهود الدولة
كشف حمزة عن الدعم الذى توليه الدولة المصرية والتعاون القائم لإيجاد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر والاستفادة من مزاياه، حيث تعمل حالياً لجنة وزارية على دراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال، والحوافز التي سيتم منحها للمستثمريين.
وأوضح الدكتور أيمن حمزة، أن مصر تتمتع بفرض هائلة لتوليد الكهرباء من الطاقات المتجددة وانها تسعى بكل قوة لاستغلال ذلك اقتصاديا والدخول والمنافسة بقوة في مجال انتاج الهيدروجين.
وتابع متحدث الكهرباء: «هناك إقبال كبير من المستثمرين الأجانب، للمشاركة في إنتاج هذا القطاع من الطاقة النظيفة في مصر نتيجة توفير الدولة لكافة سبل جذب الاستثمار بهذا القطاع».
طرق الاستخلاص والانتاج
من جهته، قال المهندس وائل النشار، خبير الطاقة المتجددة، إنه يتم استخلاص الهيدروجين الأخضر من الماء، مضيفًا إن جزيء الماء يتكون من ذرة أكسجين مركزية ترتبط بها ذرتا هيدروجين، ثم يتم فصل ذرتي الهيدروجين عن الأكسجين.
وتابع في تصريحات خاصة: «ومن ثم يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه بطريقة تضمن الحفاظ عليه، لنتمكن من استخدامه كمصدر نظيف للطاقة».
أنواع أخرى من الهيدروجين
وأشار خبير الطاقة المتجددة، إلى إن إنتاج الهيدروجين الأخضر يعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة، كالطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة المتولدة من مساقط المياه.
وعدّد النشار أنواع الهيدروجين، قائلًا: «الأخضر وهو أكثر أنواع الهيدروجين نظافة لأنه يُنتج من خلال مصادر الطاقة النظيفة، وهناك الهيدروجين الرمادي وهو ينتج عن طريق الغاز الطبيعي، والهيدروجين الأزرق الذي ينتج بواسطة الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة التقليدية، مثل البنزين والسولار».
مصر تستطيع إنتاج كميات كبيرة
وأكد المهندس وائل النشار، أن مصر قادرة على إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر، من خلال الاعتماد على محطات الطاقة الشمسية العملاقة، التي تم إنشائها؛ إضافة إلى مصادر المياه المختلفة والطاقة الناتجة منها، وطاقة الرياح.
وتابع أن إنتاج مصر للهيدروجين الأخضر يدعم خطتها في التحول لمركز للطاقة المتجددة والنظيفة، لافتًا إلى أن مصر لديها خطة لإنتاج 42% من الطاقة المتجددة والنظيفة بحلول عام 2030.
«اقتصادية قناة السويس»: اهتمام بتوطين صناعات الهيدروجين الأخضر
وعبّر المهندس يحيى زكي، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن الاهتمام البالغ التي توليه المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتوطين صناعات الهيدروجين الأخضر بالتزامن مع استضافة مصر لقمة المناخ cop 27 ؛ موضحًا أن هذا النوع من الصناعات على رأس أولويات العمل داخل المنطقة، مشيرًا إلى استعداد المنطقة الاقتصادية لعودة مصر وبقوة كمركز رائد في مجال تموين السفن نظرًا لموقعها وحجم التجارة العالمية التي تمر من خلال قناة السويس.