الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل
تعامدت اليوم الثلاثاء، الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبده الكبير بمدينة أبوسمبل السياحية، جنوب أسوان، في ظاهرة فلكية فريدة يتكرر حدوثها مرتين خلال العام يوم 22 فبراير، و22 أكتوبر، وسط حضور يتجاوز ستة الآف من السائحين الأجانب والمصريين، بحضور عدد من المسئولين.
وقال الأثري الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام أثار أسوان والنوبة، إن ظاهرة التعامد بدأت الساعة 6.23 دقيقة صباحا، واستمرت لمدة 25 دقيقة، وحتى الساعة 6.48 دقيقة، قطعت خلالها أشعة الشمس 60 مترا داخل المعبد مرورا بصالة الأعمدة حتى حجرة قدس الأقداس لتسقط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، في ظاهرة ومعجزة فلكية فريدة، كانت لفكر وأو معتقد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع اله الشمس عند القدماء المصريين.
وأشار إلى أن الظاهرة الفلكية استمرت قرابة 33 قرنا من الزمان، وجسدت مدى التقدم العلمي الذي بلغه القدماء المصريون، خاصة في علوم الفلك والنحت والتحنيط والهندسة والتصوير والدليل على ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها، والتي كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم.
وأضاف أن ظاهرة تعامد الشمس كانت تحدث في الماضي يومي 21 من شهرى فبراير وأكتوبر من كل عام لكنها تغيرت إلى يوم 22 خلال نفس الشهريين بسبب تغير مكان المعبد بعد تنفيذ مشروع إنقاذ آثار النوبة في عام 1963 حيث انتقل المعبد من مكانه القديم حوالي 180 مترًا بعيدًا عن النيل وبارتفاع قدره 63 مترًا.
ونفي سعيد ما يتردد عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه، معتبرًا ذلك أنه ''أمر لا يوجد له أساس علمي"، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة.
من جهته قال الأثري أسامة عبد اللطيف مدير منطقة أثار أبوسمبل إن الظاهرة الفلكية لتعامد الشمس تحدث بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبدة الكبير بمدينة أبوسمبل، بجانب تعامدها أيضا على تماثيل الآلهة أمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم حيث تخترق أشعة الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترًا داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لفكر واعتقاد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع اله الشمس عند القدماء المصريين.
يذكر أن معبد أبوسمبل شهد مساء أمس احتفالية فنية، بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس، كما تم تقديم عرض للصوت والضوء بالمعبد، يحكى عن قصة معبد أبوسمبل والصراع الذي خاضه الملك رمسيس الثاني ضد الحيثيين في معركة قادش الشهيرة، وتاريخ إنقاذ المعبد من الغرق أبان فترة إنشاء السد العالي ضمن الحملة الدولية لليونسكو لإنقاذ معابد النوبة القديمة من الغرق والتي من بينها معبد أبوسمبل، كما تم تقديم عروض فنية لفرق الفنون الشعبية الـ18 المحلية والدولية المشاركة هذا العام في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون.