خاص|«رخص الحديد» تعزز الثقة بنمو القطاع.. ومنتجون: المشروعات القومية أكبر داعم للإنتاج

تؤشر رخص الحديد الست الجديدة المطروحة أمام المستثمرين، من قبل هيئة التنمية الصناعية، إلى قدرة السوق المحلية على استيعاب المزيد من الاستثمارات في سوق إنتاج حديد التسليح، والتفاؤل بشأن مواصلة الطلب على المنتج، وتحقيق قيمة مضافة تصديريا، بحسب منتجين وتجار أوضحوا -في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز»- أن التنافس من قبل الشركات التي سحبت كراسات الشروط حتى الآن هو تصويت على الثقة في قطاع إنتاج الحديد في مصر.

وبدأت هيئة التنمية الصناعية، قبل أيام، تلقي العروض النهائية من الشركات الراغبة في الحصول على رخص الحديد الجديدة؛ حيث بلغ إجمالي عدد الشركات التي قامت بسحب كراسة الشروط الخاصة بالرخص الجديدة 12 شركة، وتشمل الرخص الست، ثلاث رخص لإنشاء مصانع لإنتاج البيلت بطاقة إنتاجية 1.1 مليون طن للرخصة الواحدة سنويا، وأخرى لتصنيع 2.5 مليون طن من الحديد الإسفنجي سنويا، واثنتين لتصنيع مكورات الحديد بطاقة إنتاجية 8 ملايين طن للمصنع الواحد سنويا.

الرخص الجديدة تلبي الطلب محليا وخارجيا

في البداية، يقول محمد الجارحي، نائب رئيس أحد المجموعات الصناعية المتخصصة في إنتاج الحديد، إن الرخص الجديدة تأتي ملبية لطلب مرتفع في السوق المحلية؛ خاصة في ظل وجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك، مشيرا إلى أن المشروعات القومية العملاقة التي تؤسسها الحكومة والقطاع الخاص في المدن الجديدة أكبر داعم لقطاع إنتاج حديد التسليح في مصر الفترة المقبلة.

وأضاف محمد الجارحي، أن الرخص الجديدة تدعم قطاع إنتاجي حيوي وهام هو مصانع الدرفلة، التي تعمل على اسيراد احتياجاتها من خام البيليت، وبالتالي تكون أكثر تأثرا بتقلبات الأسعار العالمية، علاوةً على أن الرخص الجديدة من شأنها زيادة الإنتاج الفترة المقبلة، وهو ما يعزز من قدرة القطاع التنافسية في ظل الصادرات المحققة منه بشكل قياسي العام الماضي.

تحويل مصانع الدرفلة إلى «متكاملة»

ووفقًا للأسعار المعلنة في أسواق الصلب العالمية، سجّلت أسعار الخردة 440 دولارًا للطن، وأسعار خام الحديد 101 دولار للطن، فيما تراوحت أسعار مربعات الصلب – البيليت – ما بين 595 إلى 620 دولارًا للطن، وأسعار حديد التسليح ما بين 675 دولارا للطن، ولفائف الأسلاك 850 دولارًا للطن، والمسطحات 920 دولارًا للطن.

أما طارق الجيوشى، رئيس إحدى الشركات المنتجة لحديد التسليح، فقال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أهم ما تقوم بها الرخص الجديدة هو إتاحة الفرصة أمام مصانع الدرفلة للاستغناء عن الاستيراد للخام من الخارج، وذلك بتحول المصانع إلى مصانع متكاملة وليست شبه متكاملة، وهو ما يعزز من قدرة القطاع على الصمود دون معوقات أسعار الخامات.

زيادة الصادرات المصرية إلى دول الجوار

وأوضح طارق الجيوشي، أن السوق المحلية سوق استهلاكية كبيرة، وأن هذه السوق تواصل النمو فضلاً عن توقعات طلب دول الجوار وخاصة ليبيا على حديد التسليح اللازم لإعادة الإعمار، وهو ما يوفر النقد الأجنبي للبلاد عبر زيادة حصيلة الصادرات المصرية من منتجات القطاع التامة وشبه التامة مثل البيليت والمكورات.

وتتراوح أسعار الحديد اليوم في مصر، بين 14500، و15150 جنيه للطن، وتبقى أسعار حديد التسليح محل اهتمام الراغبين في البناء.

ويعتبر الحديد أحد أهم مكونات منظومة البناء التي تشمل أيضًا أسعار الأسمنت والطوب، وتتأثر أسعار الحديد في مصر بالخامات العالمية المستوردة، مثل خام الحديد، مربعات الصلب، البليت والخردة، وهي مواد شهدت ارتفاعا ملحوظًا الفترة الأخيرة.