«المصل واللقاح»: استقبال تكنولوجية mRNA له أبعاد عديدة.. وهذه أسباب اختيار مصر
أوضح الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة في المصل واللقاح، وقوف عوامل عديدة وراء اختيار مصر لاستقبال التكنولوجية المتطورة mRNA المستخدمة في إنتاج اللقاحات والعقاقير.
وذكر الحداد، في تصريحات خاصة إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن العوامل التي دفعت اختيار مصر لاستقبال التكنولوجية المتطورة في إنتاج اللقاحات والعقاقير تكمن في وجود الإرادة السياسية ومنظومة صحية متطورة قائمة على تحديث وإنشاء المصانع المتعددة، ووضع منظومة لقاحات على أعلى مستوى، لافتًا إلى توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لعدد كبير من المواطنين، واستقبالها من عدد كبير من دول العالم والمنظمات الصحية العالمية.
ولفت الحداد إلى التوجه الرئاسي بشأن جعل مصر مركزًا لإنتاجات اللقاحات والعقاقير في القارة الإفريقية، وما يعود على ذلك من فوائد اقتصادية وصحية عديدة.
أبعاد عديد
وأضاف أن استقبال مصر أحدث النظم العالمية في إنتاج اللقاحات له أبعاد عديدة، لافتًا إلى أن اختيار مصر للحصول على تكنولوجية mRNA المستخدمة في إنتاج اللقاحات والعقاقير لم يكن محض الصدفة.
وأوضح أن اختيار مصر لاستقبال التكنولوجية المتطورة mRNA جاء نتيجة البعد الصحي المتميز القائم على توفير اللقاحات على المستوى المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وجعل مصر مركرًا لإنتاج اللقاحات والعقاقير على المستوى الإفريقي.
ولفت الحداد أيضًا إلى أن البعد الاقتصادي الناجح يتحقق من وراء إنتاج اللقاحات والعقاقير على المستوى المحلي، بتوفير المبالغ المالية المخصصة لاستيرادها.
وأضاف أن استقبال التكنولوجية المتطورة يمكن مصر من إنتاج نوعيات عديدة وكبيرة من الأدوية البيولوجية، مما يساهم في القضاء على العديد من الأمراض.
حصول مصر على تكنولوجية mRNA
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الجمعة 18 فبراير، في المؤتمر الصحفي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية على هامش أعمال القمة “الإفريقية/ الأوروبية”، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك للإعلان عن الدول الأفريقية المتلقية لتكنولوجيا mRNA للقاحات.
وأعرب الرئيس السيسي عن التقدير لاختيار مصر ضمن دول القارة الأفريقية التي ستتلقى الدعم للحصول على تكنولوجيا mRNA المستخدمة في تصنيع اللقاحات وغيرها من العقاقير الطبية الهامة لمواجهة الكثير من الأمراض المستعصية.
وشدد على أن هذا الحدث يمثل انعكاسًا حقيقيًا لما يمكن للشراكة الدولية في المجال الصحي تحقيقه من إيجاد وسائل فعالة لمواجهة التحديات العالمية، إذا ما توافرت الإرادة السياسية اللازمة لذلك، فضلًا عن أن تحقيق هذا الإنجاز سيساهم في تمكين الدول الأفريقية من تجاوز الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، بما يمثل خطوة على الطريق نحو الشراكة الشاملة المنشودة في المجال الصحي، داعيًا الشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود المبذولة في هذا المجال لدعم الدول الإفريقية، وتوفير التمويل المستدام لسد احتياجاتها الصحية، وكذلك تعزيز الآليات الدولية ذات الصلة بتوزيع اللقاحات لتصبح أكثر عدالة واستجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة.
وأضاف الرئيس السيسي، أن هذه الخطوة تأتي تكريسًا لما تقوم به مصر على صعيد الاستعداد لإنتاج اللقاحات، سواء للاستخدام المحلي أو لتوفيرها للدول الأفريقية، استنادًا إلى البنية التحتية الطبية والتصنيعية التي استثمرت فيها مصر على مدار السنوات الماضية، والقادرة على استيعاب هذه التكنولوجيا وتوظيفها بالشكل الملائم لضمان استمرار توافر اللقاحات داخل مصر، وأيضًا لدعم الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لتوفير اللقاحات لمواطنيها.