«تعزز قدرة مصر على الإنتاج».. ماذا يعني اختيار مصر لتلقي تكنولوجيا تصنيع اللقاحات؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن اختيار مصر ضمن أول 6 دول لتلقي التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات "mRNA" في القارة الإفريقية.
جاء ذلك خلال حفل أقامه المجلس الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الإفريقي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤساء الدول التي تم اختيارهم لتصنيع اللقاحات عن القارة الإفريقية، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في بروكسل.
وأعرب الرئيس السيسي، عن شكره وتقديره لاختيار مصر ضمن الدول الإفريقية التي ستتلقى الدعم للحصول على تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، مؤكدا أن هذا الحدث يعكس عمق الشراكة الدولية في المجال الصحي، داعيا الشركاء الدوليين إلى مزيد من الدعم للقارة الأفريقية في المجال الصحي، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تعد تكريسا لما تقوم به مصر على صعيد تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات؛ استنادا إلى البنية التحتية القوية في المجال الصحي، وتكنولوجيا التصنيع.
ثمرة جهود كبيرة للقيادة السياسة:
قال الدكتور وليد فيصل الخطيب أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة الجلالة، إن اختيار مصر ضمن دول القارة الإفريقية للحصول على الدعم وتلقى التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع اللقاحات، يمثل ثمرة جهود كبيرة بذلتها القيادة السياسة ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي طيلة الأعوام السابقة، مشيرا إلى أن مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع جائحة فيروس كورونا منذ ظهورها في مدينة ووهان الصينية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الـ 6 دول التي تم اختيارهم لاستقبال التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات "mRNA"، هي: مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتونس.
وأضاف أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة، في تصريحات خاصة إلى «مستقبل وطن نيوز»، أن مصر تعاملت مع هذه الجائحة من خلال مسارين، أولهما بتوفير اللقاحات التي تؤدى إلى اكتساب مناعة مضادة للفيروس وإتاحة هذه اللقاحات، وهو ما جاء بالتوازي مع المسار الثاني وهو عمليات صناعة وتوطين تكنولوجيا اللقاحات، مشيرا إلى أن مصر الآن تسعى لتوفير اللقاحات محليا والخروج من هذه الدائرة إلى التصدير إقليميا ودوليا.
دعم الشركات المصنعة:
منظمة الصحة العالمية أكدت أن هذا الاختيار يهدف إلى دعم الشركات المصنعة في تلك البلدان لإنتاج اللقاحات الخاصة بهم؛ استنادا لأحدث تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، كما أنه يضع البلدان في مقعد القيادة عندما يتعلق الأمر بأنواع اللقاحات وغيرها من المنتجات التي يحتاجون إليها لتلبية أولوياتهم الصحية، لأنه وفقا لمعايير دولية تضمن أن لديهم جميع إجراءات التشغيل، والمعرفة اللازمة لتصنيع لقاحات mRNA على نطاق واسع.
وأكد الخطيب، أهمية وجود التقنيات الحديثة والمستدامة والتي تعمل على تصنيع اللقاحات وتطويرها وان يكون لدى مصر براءات الاختراع والتطوير الخاصة بها، وخصوصاً في ظل تزايد المتحورات الخاصة بفيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن مصر عملت على توفير اللقاح محليا والآن ستلقى الدعم الدولي لأن تكون منطقة محورية وركيزة أساسية لتوفير وتصدير اللقاحات دوليا.
وأشار أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة، إلى أن هناك جهود كبيرة ومساع كثيرة عملت عليها القيادة السياسية لتطوير وتصنيع اللقاحات وتوفير البنية التحتية والعلمية والتقنية اللازمة لذلك، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بصناعة الدواء وتوفير معايير الجودة من خلال هذه التقنيات بجانب عمليات المراقبة التي تتم خلال مراحل التصنيع المختلفة، والعمل على سد كافة الاحتياجات المحلية والتصدير دوليا.
أولويات الجمهورية الجديدة:
الملف الصحي، يأتي على رأس أولويات الجمهورية الجديدة، التي دشنها الرئيس السيسي، بجانب توطين صناعة الدواء، أهمية كبرى، وهو انعكس على افتتاح الرئيس السيسي، لمدينة الدواء بمنطقة الخانكة، والتي تعد من بين أحد أهم المشروعات القومية، وأكبر المدن من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، على مساحة 180 ألف متر مربع.
وأوضح الخطيب، أن مدينة الدواء، تعد امتدادا لتطوير وصناعة الدواء المصري، وتوفير القدرات العظمية التي قدمتها الدولة في صناعة الدواء، من ناحية الأمن الدوائي المصري، وهو أحد خطوات بناء الجمهورية الجديدة التي دشنها الرئيس السيسي.
وشاركت هيئة الدواء المصرية بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في المناقشات، والاجتماعات الفنية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية بشأن نقل تصنيع تلك التكنولوجيا، من خلال ممثلين عن قطاعيها الحكومي والخاص، كما عقد في وقت سابق من هذا الشهر اجتماعا تنسيقيا بين هيئة الدواء المصرية وممثلي الاتحاد الأوروبي؛ للتعرف على الإمكانات المتوفرة في السوق المحلي، والاحتياجات اللازمة لتصنيع لقاحات كورونا في مصر.
الدكتور عبدالناصر سنجاب، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون البحوث والدراسات العليا، اعتبر أن اختيار مصر ضمن دول القارة الإفريقية للحصول على الدعم وتتلقى التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع اللقاحات، تكليلا للجهود التي قدمتها مصر في مواجهة وباء كورونا، مشيرا إلى أهمية الأبحاث العلمية التي قدمتها الجامعات منذ ظهور الجائحة.
التوسع في تصنيع اللقاحات:
ويشير سنجاب، في تصريحات خاصة إلى «مستقبل وطن نيوز»، إلى أن التقنية سيكون لها نتائج إيجابية كبيرة في التوسع في تصنيع اللقاحات، ومنها اللقاح المضاد لفيروس كورونا، خاصة بعد أن نجحت مصر في التعامل مع الفيروس وهو ما يساعد على تلقيح وتطعيم جميع الفئات التي المستهدفة داخل الدولة، مؤكدا أن القيادة السياسة تولي اهتماما كبيرا بتوطين صناعة الأدوية وإنشاء مدينة الدواء بالإضافة إلى العمل على توفير اللقاحات بالتوزي مع عملية الصناعة، موضحا أن مصر تلقت العديد من الإشادات فيما تقوم به على المستوى الصحي وسعيها لتوفير اللقاحات وتوفير الأمن الصحي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنه من المتوقع أن يسير العمل وفقا لخطة محكمة، وخارطة طريق واضحة، وأنه سوف يتم التعاون فيها بين منظمة الصحة العالمية وشركائها مع البلدان المستفيدة، ومنها مصر، حتى يتمكنوا من البدء في إنتاج اللقاحات في أقرب وقت ممكن.