واشنطن تطالب بوتين بالتراجع عن «حافة الهاوية» وسط إعلان الإنفصاليين التعبئة العامة شرق أوكرانيا
وسط إعلان الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك شرقي أوكرانيا، التعبئة العامة، طالب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، السبت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتراجع عما أسماه «حافة المواجهة» في الأزمة الأوكرانية، متوعدا روسيا، بالوقوف مع حلفاء الولايات المتحدة، حال قررت الأولى غزو أوكرانيا، قائلا: «على بوتن أن يعرف أن واشنطن ستقف مع حلفائها»، فيما اتهمت المفوضية الأوروبية، الكرملين، بالسعى إلى تقويض الأمن الأوروبي.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي، أن «روسيا تستعد لضرب أوكرانيا»، لكنه استدرك بقوله: الغزو الروسي "ليس حتميا"، مضيفا: «يجب على العالم أن يحاول حتى آخر لحظة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا».
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت، إن هناك حاجة للتضامن الغربي من أجل تجنب "إراقة دماء لا داعي لها" جراء الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنه لا يزال بإمكان الدبلوماسية أن تسود.
وأضاف جونسون عبر حسابه على تويتر: "الرسالة التي أحملها لمؤتمر ميونيخ للأمن اليوم، هي أن الحلفاء يجب أن يتحدثوا بصوت واحد كي يؤكدوا للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين الثمن الباهظ الذي سيدفعه مقابل أي غزو روسي آخر لأوكرانيا".
وكان جونسون قال الأسبوع الماضي إن بلاده ستواصل العمل مع حلفائها "لإعداد حزمة من الإجراءات الاقتصادية لمعاقبة روسيا في حالة انتهاك سيادة أوكرانيا".
ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتبرج، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، للاجتماع مع الناتو، لبحث الأزمة الناجمة عن الحشود الروسية على الحدود الاوكرانية.
وأعاد أمين عام الناتو في كلمته أمام مؤتمر ميونخ للأمن، السبت، التأكيد على أن الحلف "لا يرى مؤشرات على أي انسحاب للقوات الروسية، بينما تتواصل الحشود العسكرية على حدود أوكرانيا".
وشدد ستولتبرج على أن "خطر الصراع مع روسيا حقيقي"، مضيفاً "لا نهدد أحداً لكننا مستعدون لاتخاذ كل التدابير الضرورية للدفاع عن حلفنا، وسنواصل العمل الدبلوماسي لكن روسيا لم تظهر أي إشارات على الرغبة في تخفيف التوتر".
وبشأن المخاوف الروسية من تواجد قوات للناتو على حدودها، قال ينس ستولتبرج، "روسيا ستحصل على المزيد من قوات الحلف".
وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، السبت، إن "روسيا افتعلت أزمة أوكرانيا، وتستخدم التضليل في مساعيها نحو زعزعة استقرار أوكرانيا منذ سنوات".
وشددت المسؤولة الأوروبية، خلال كلمتها في مؤتمر ميونخ للأمن، على ضمان أمن الطاقة الأوروبي، "إذا قررت روسيا قطع الغاز خلال الشتاء"، مضيفة "لايمكننا الاعتماد على مورد واحد يهدد بإشعال حرب واسعة".
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوربية أن "الكرملين يسعى إلى تقويض هيكلية الأمن الأوروبي بالكامل"، وأن روسيا "تقوم بمحاولة صارخة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي".
وهددت أوروسولا فون دير لاين، بعقوبات فادحة على روسيا إذا أقدمت على غزو أوكرانيا، مضيفة "قد يكلف روسيا مستقبلاً مزدهراً".
وأفاد شهود لوكالة رويترز، السبت، بسماع دوي انفجارات شمالي مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، في الإقليم الواقع شرقي أوكرانيا.
ولم يتضح مصدر الانفجارات. ولم يصدر تعليق فوري من سلطات الإقليم أو من كييف.
وأعلن الجيش الأوكراني، صباح السبت، رصد 12 انتهاكاً لوقف إطلاق النار من الانفصاليين المواليين لروسيا في شرق أوكرانيا، صباح السبت، مقارنة بـ 66 انتهاكاً في اليوم السابق.
وذكر الجيش الأوكراني، في صفحته على فيسبوك، أن الانفصاليين فتحوا النار على أكثر من 20 تجمعاً سكنياً مستخدمين المدفعية الثقيلة المحظورة بموجب اتفاقات مينسك.
وزادت وقائع القصف عبر الخط الذي يفصل بين القوات الحكومية والانفصاليين بشدة هذا الأسبوع فيما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه "استفزاز".
ونفت حكومة أوكرانيا بشدة تلميح روسيا بأن كييف قد تشن هجوماً في شرق البلاد.
وكان دينيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك شرقي أوكرانيا، أعلن في وقت سابق، التعبئة العامة في المنطقة، وذلك في ظل تزايد القصف المدفعي بين قواته وبين قوات الحكومة الأوكرانية، مع استمرار عمليات إجلاء المدنيين إلى مقاطعة روستوف الروسية.
أعلن دينيس بوشيلين زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك شرقي أوكرانيا، التعبئة العامة في المنطقة، وذلك في ظل تزايد القصف المدفعي بين قواته وبين قوات الحكومة الأوكرانية، مع استمرار عمليات إجلاء المدنيين إلى مقاطعة روستوف الروسية.
وقال بوشيلين في مقطع مصور "أحث أبناء الوطن في الاحتياط على القدوم إلى المفوضيات العسكرية. لقد وقعت اليوم مرسوماً بشأن التعبئة العامة".
وأضاف أن قواته منعت القوات الخاصة الأوكرانية "من الانخراط في أعمال إرهابية" خلال الأيام الماضية، بحسب تعبيره.
وكان زعيم الانفصاليين المواليين لروسيا في شرق أوكرانيا، أعلن في وقت سابق الجمعة، موافقة السلطات الروسية على استقبال السكان المتضررين من القصف المدفعي المتبادل بين القوات الحكومية الأوكرانية والقوات الانفصالية.
ورفضت السلطات المحلية في إقليم دونيتسك، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية، الجمعة، لمحادثات مع الحكومة الأوكرانية.
وأعلن مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السبت، رصد "زيادة كبيرة" في انتهاكات وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا حيث تشهد المنطقة مواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا مع القوات الأوكرانية منذ 2014.
وأعربت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، السبت، عن رفضها الاتهامات الأميركية بتورط موسكو في الهجمات السيبرانية الأخيرة على أوكرانيا، قائلة إن روسيا لم تشارك في الهجمات الإلكترونية الأخيرة على البنوك الأوكرانية.
وقالت السفارة الروسية في تغريدة على تويتر: "إننا نرفض رفضاً قاطعاً هذه التصريحات التي لا أساس لها من قبل الإدارة (الأميركية)"، مؤكدة أن "روسيا لا علاقة لها بالأحداث المذكورة.. لم تقم مطلقاً بأي عمليات خبيثة في الفضاء الإلكتروني".