حقنة وملابس ملطخة بالدماء.. يقظة الأمن تنقذ سيدة من براثن الموت على يد 3 رجال
هنا القاهرة؛ الآمنة الساهرة العامرة؛ سر متى شئت وأينما شئت في أرجائها ليل نهار؛ مصري كنت أم غير مصري فللوطن وأبنائه وضيوفه رجال تحميهم.
روايتنا هنا ليست فيلمًا هوليوديًا؛ أو أحد روايات الخيال العلمي إنما واقعًا أبطاله «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه». كان القول الأمني التابع لوحدة مباحث قسم شرطة القطامية بمديرية أمن القاهرة بدائرة القسم، يُباشر مهام عمله بدائرة القسم كالمعتاد؛ لحفظ الأمن وعدم الإخلال بالنظام من الخارجين عن القانون وأشباههم؛ ولحماية المواطنين الشرفاء والأطفال والنساء والعجائز والبسطاء؛ ممن قد تسول لهم نفوسهم الضعيفة تخطي الحدود الحمراء، ومحاولة التعدي على القانون؛ حينما ساورهم القلق من سيارة تقف أمام إحدى البنايات.
سر الحقيبة
سأل رجال الشرطة قائد السيارة المتوقفة؛ ليكتشفوا أنه يعمل سائقًا بإحدى شركات النقل الخاص ولديه رفقة مازالوا في العمارة السكنية التي يتوقف أمامها؛ فجأة نزل 3 أشخاص يحملون حقيبة بها ملابس متلطخة بالدماء و«حقنة»؛ شك فيهم رجال الشرطة ليقتادوهم لأقرب قسم ليكتشفوا: ماذا فعل ثلاثتهم، وما سر الحقنة الغريبة التي بحوزتهم؟.
الحس الأمني وحده قاد رجال الشرطة لاكتشاف ما حدث؛ نزل الأشخاص الثلاثة، الذين اتضح أن لديهم معلومات جنائية، وبصحبتهم مالكة الشقة وتبين أنها طليقة أحد المتهمين (حامل في الشهر الرابع) مصابة بحالة إغماء وفقدان الإتزان وهذيان وبها كدمات متفرقة بالجسم ومقيدة من اليدين والقدمين بلاصق بلاستيكي.
سبب الانتقام
كانت السيدة، التي تظهر في عقدها الثالث من العمر، بحالة إغماء بعد إعطائها حقنة مخدر بغرض الإدمان والتعاطي؛ والسبب هو أن أحد الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الواقعة كان زوجها، وكانت هذه السيدة حامل من هذا الرجل؛ إلا أنها قامت بفضحه بإرسال صورًا عارية له لأهل زوجته الأولى؛ إنتقامًا منه.
عند هذا؛ اشتاط الرجل غضبًا وقرر الانتقام من السيدة التي فضحته أمام أهل زوجته الأولى؛ فقام بجلب شخصين آخرين وارتكب فعلته ليجعلها مدمنة؛ وبذلك يفعل ما يحلو له بها بعدما تُصبح فريسة سهلة بين يديه، فتلقي بنفسها بين ذراعيه لمنحها السم الزعاف، على هيئة حقنة تُريح أوردتها، مؤقتًا، من عناء الألم القاتل الذي يغزوها شيئًا فشيئًا.
وأثناء الفحص، حضر (بائع ملابس - مقيم بمحافظة القليوبية) ولدى مشاهدته القول حاول الفرار وتمكن القول الأمني من ضبطه وبحوزته حقيبة بداخلها (كمية من الملابس، حقنة، وسادة - جميعهم ملوثين بالدماء)، وكذا (شاشة صغيرة الحجم)؛ وبمواجهته اعترف بقيامه وآخرين متواجدين بالطابق الرابع بذات العقار بسرقة مالكة الشقة بالإكراه.
حقيقة الواقعة
وبمواجهة المتهمين، أقر أحدهم بأنه زوجها السابق وأنه نظرًا لانفصاله عنها قامت بالتشهير به بصور شخصية له "عارية" تحصلت عليها إبان فترة زواجهما وإرسالها لزوجته الأولى؛ مما أثار حفيظته فخطط للانتقام منها، واختمرت في ذهنه فكرة حقنها بمادة "الميدياستيك" المخدرة والتي تؤثر على القوى العقلية لمتعاطيها؛ تمهيدًا لحقنها عدة مرات أخرى بغرض التأثير على قواها العقلية ليتمكن من إيداعها بمصحة للإدمان.
وفي سبيل ذلك استعان بباقي المتهمين (شقيقي زوجته الأولى "أحدهما معالج إدمان بإحدى المصحات")، وقام بطلب سيارة من شركة للنقل الخاص، وتوجهوا للشقة محل سكن المجني عليها فقاموا بطرق الباب ولدى فتحها الباب قاموا بتكميم فمها وتوثيقها والتعدي عليها بالضرب مُحدثين إصابتها وحقنها بالمادة المخدرة، والاستيلاء منها على متعلقاتها الشخصية (مبلغ مالي - هاتف محمول).
العرض على النيابة
تم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة حيال المجني عليها، والعرض على النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
كانت هذه السيدة محظوظة؛ بصدفة قادت رجال أمناء انتزعوها من بين مخالب الموت بأعجوبة، بعدما تمكن طليقها من التعدي عليها، وإعطائها حقنة الموت المؤقت. كانت يقظة رجال الأمن هي المنقذ للسيدة ويد العقاب الذي طال المتهمين؛ تناسوا أن هناك رجال يسهرون ليل نهار، وعدلى مدار الساعة لحماية الجميع بلا استثناء؛ حمت يقظة الرجال روحًا كانت يد الموت قاب قوسين أو أدنى منها.