«أيرباص» و«تاليس إلينيا سبيس» تستعدان أخيرًا للتوقيع على سلام «مسلح»
قامت شركتا "إيرباص سبيس" و"تاليس ألينيا سبيس" (مركز كان ماندليو الفضائي)، ببناء فريق صناعي مشترك في مجال الرصد الفضائي من أجل برنامج IRIS والذي سيخلف cso (منظومة مكونة من ٣ أقمار صناعية)، وذلك تحت رعاية وزارة الجيوش الفرنسية.
ونقلا عن مصادرة موثوقة، ذكرت المنصة الإخبارية لـ صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية، أن مجموعتى "إيرباص سبيس" و"تاليس ألينيا سبيس" (TAS)، سيوقعان على ما يمكن أن يطلق عليه "سلامًا مسلحًا"، مشيرا إلى أن المصنعين للأقمار الصناعية، قاما منذ ربيع العام الماضى، تحت رعاية وزارة الجيوش الفرنسية، ببناء فريق صناعي مشترك في المراقبة الفضائية لـ برنامج IRIS (قمران صناعيان) و الذى سيخلف CSO (المكون البصري المكاني).
وبحسب "لا تريبيون"، أقرت فلورنس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية، أثناء انعقاد لجنة الاستثمار الوزارية في ديسمبر الماضي، إدارة المشروع المشترك من قبل مجموعة إيرباص الفضائية ومجموعة تاليس بشأن IRIS.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المخطط الصناعي الجديد ينطبق أيضًا على الصادرات، حيث انخرطت المجموعتان في منافسة شرسة وكثيرا ما أدت إلى نتائج عكسية، مما أثار استياء وزارة الجيوش الفرنسية التي اضطرت إلى التحكيم في أحدهما أو الآخر، مضيفة أنه يجري العمل على وضع مخطط صناعي مشترك على نفس النموذج لـ برنامج CELESTE والذي سيخلف كوكبة من ثلاثة أقمار صناعية CERES (القدرة على استخبارات الفضاء الكهرومغناطيسي).
و قالت الصحيفة الفرنسية إن هذا الأتفاق يضع حدا للحرب التى أطلقتها شركة إيرباص على مدار خمس سنوات، مشيرة إلى أنه فى العام 2016 قامت إيرباص بتمزيق اتفاق يحدد خارطة طريق لرصد الفضاء.
ونوهت الصحيفة إلى أن إيرباص خرجت منتصرة من هذه الحرب وهي اليوم فى موقع القوة لفرض حل وسط صناعي جديد بين المجموعتين. ولأنه من الواضح أن الاستثمارات التي قامت بها شركة إيرباص في كوكبة Pléiades Neo قد منحتها مصداقية جديدة كما أدت أيضًا إلى الإخلال بالتوازن في مراقبة الفضاء بين المجموعتين.
وتابعت "لا تريبيون"، أنه حتى الآن، كان لدى مجموعة تاليس القيادة على الأداة والآن يجب أن تتقاسمها مع مجموعة إيرباص، منوهة إلى أن رهان إيرباص قد أتى بثماره في وجه إحجام تاليس وليوناردو عن الاستثمار في المراقبة بطريقة مماثلة.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه ووفقا للمخطط الصناعي الجديد، يجب تشغيل أول قمر صناعي (EHRmin)، تم تطويره وتصنيعه بشكل أساسي من قبل مجموعة إيرباص، في العام 2028، أو حتى في العام 2029، يتبعه تشغيل قمر صناعي ثان EHRmax) ( طورته تاليس، في العام 2032، مشيرة إلى أن مجموعة إيرباص سوف تعتمد على تكنولوجيا السيليكون (مرآة كربيد السيليكون)، في حين سوف تطور مجموعة تاليس قمراً صناعياً أكثر كلاسيكية مع البصريات كما كانت تفعل فرنسا منذ "هيليوس"، ومن المتوقع أن يكون أداء القمر الصناعى الأول أفضل بقليل من أداء من CSO، لكن الثاني سيكون أكثر كفاءة، خاصةً في مهام تحديد الهوية والاستخبارات الاستراتيجية.
وتابعت المصادر قائلة:"في القمر الصناعي الأول، سيتم تخفيض حصة تاليس إلى الحد الأدنى، بينما في الثاني ستقترب حصة إيرباص من تلك التي تم الحصول عليها من CSO". مضيفة أنه "تاريخيا، قدمت مجموعة إيرباص المنصة والجزء الأرضي لأقمار التجسس الفرنسية مما دفع بـ نقابات تاليس إلى مخاطبة وزيرة الجيوش الفرنسية لـ تنبيهها إلى هذا "السيناريو غير المتوازن على حساب تاليس خاصة وأن الفريق الفرنسي سيعرض الأقمار الصناعية إيرباص للتصدير. كما طالبوا الإطلاق السريع لمشاريع تكنولوجيا الدفاع (PTD) لمشروع IRIS EHRmax من أجل الحفاظ على مهارات "تاليس".
ويشار إلى أن مجموعة "تاليس إلينيا سبيس" أو "مركز كان ماندليو الفضائي" هي مؤسسة فرنسية متخصصة في صناعة الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات والفضاء. تأسست سنة 1929، وبدأت عملها في مجال الطيران، لكنها توسعت بعد الحرب العالمية الثانية لتشمل مجالات عمل أخرى أهمها الاتصالات وأنظمة الدفاع.