في عيد الحب.. تعرف على مذبحة العشاق في يوم «الفصل»
بمناسبة عيد الحب تقول “الأسطورة” إن الرجل والمرأة كانا يعيشان في جسد واحد، يشعران بالسعادة، والاكتفاء، والارتواء، والكمال، ولكن ذلك لم يعجب الآلهة التي كانت في حاجة ماسة إلى من يعبدها، ويناجيها، ويشكو إليها، حتى لا تفقد سلطتها وتتبعثر هيبتها وتصبح «زي قلتها».
دعت الآلهة إلى اجتماع طارئ، لبحث شؤون الإنسان (الموحد)، الذي لا يعترف بوجودها، ويرفض تقديم القرابين إليها، وبعد المشاورات والمداولات، كان القرار أن يتم الفصل بين الرجل والمرأة، حتى يتذوق ذلك الإنسان المغرور طعم الوحشة، والحرمان، واللوعة، والدموع، ويحس بالنقص، والضعف، وبالتالي يضطر إلى تقديم القرابين، ويخر على ركبتيه وهو يطلب العون والمساعدة.
وتم تنفيذ المذبحة في يوم واحد، وكان يوما مهيبا، تعالى فيه الصراخ، دون مغيث، وانتهى بفقد كل إنسان لنصفه، وفي الصباح أفاق الجميع من الصدمة، وظل كل نصف يفتش عن نصفه الآخر إلى يومنا هذا!
هناك من مات دون أن يعثر على نصفه الآخر، ومن وجده، ولكن الظروف فرقت بينهما من جديد، ومن التقى به متأخرا بعد فوات الأوان، ومن خدعه الشبه وأخطأ الاختيار، وقليلون جدا عادوا إلى حياتهم الأولى، بعد أن احتضن كل منهما نصفه واكتمل.
أول جريمة قتل في التاريخ كانت بسبب النصف الآخر، خناقة بين أخين على بنت جميلة، كلاهما يظن أنها بقيته، ويرفض أن يتنازل عنها، والنتيجة مصرع أحدهما.
عيد الحب وقصص الغرام
أشهر قصص الحب العالمية أبطالها ملوك وأمراء ومع ذلك فقد انتهى بهم الحال إلى الانتحار في نهاية الأمر عندما تأكد كل منهما أنه لن يحصل على نصفه الآخر، أما قصص الحب العربية فقد قادت أبطالها الشعراء نحو الجنون، وهم لا يصدقون أن نصفهم تزوج من شخص مختلف!
عيد الحب بين شادية وإحسان
شادية اعتبرت النصف الآخر هو أول بختها، وغنت «القلب يحب مرة ما يحبش مرتين»، وإحسان عبد القدوس اعترض، ونصحنا بعدم التسرع، وهو يصف الحب الأول بالوهم، وكتب رواية «الوسادة الخالية» التي جسدها عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز.
اليوم هو عيد الحب، يحتفل فيه كل نصف بنصفه الآخر، محلات الزهور المهجورة طيلة السنة، تأنس بزيارات «الحبّبيبة» على مدار الـ24 ساعة، ليشترون الورد ويقدمونه للورد!
في عيد الحب يسخر «السناجل» من أنفسهم، وهم يجلسون على مقاعد المتفرجين، لا يفعلون شيئا سوى مراقبة «الكابلز» في الشوارع ووسائل المواصلات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويتمنون أن يأتي اليوم الذي لا يصبحون فيه وحيدين ومهملين كالمراوح المعلقة على سقف الشتاء.
اليوم من حق كل يسرية أن تطالب بنصيبها في الإحساس والاهتمام بها، وإزالة الغبار عن علاقة حبها التي جار عليها الزمن، وقست عليها الظروف، وهزمتها أعباء الحياة، من حقها أن تقول لـ«إبراهيم» حس على دمك شوية، وتصرخ في وجهه: «أنا عاوزة ورد يا إبراهيم».