رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

البرهان: نحن مستعدون لتسليم السلطة إذا حدث التوافق في السودان

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الاستعداد لتسليم السلطة في حال حدث التوافق السياسي في بلاده، مشددًا على الاستعداد للحوار مع القوى السياسية والشبابية والثورية من أجل الوصول إلى التوافق.
وقال البرهان، في حوار مع التلفزيون السوداني -مساء السبت- إنه متى ما حدث توافق وطني أو أجريت الانتخابات سأكون والمؤسسة العسكرية خارج الأطر السياسية، موضحًا أنه لا يريد أن يحكم السودان إطلاقًا ولا يريد للمؤسسة العسكرية أن تحكم السودان.
وأضاف: "المؤسسة العسكرية ترى أنها الجهة التي يجب أن تحافظ على أمن السودان، وأنها الجهة المسؤولة عن أمن ووحدة السودان"، لافتًا إلى أنه إذا توافق الشعب السوداني على شئ لن ترفضه القوات المسلحة، وإذا حدث تفويض لأي جهة عن طريق الانتخابات القوات المسلحة ستكون هي أول المنصاعين لهذا التفويض.
وأوضح البرهان أنه متى ما تم توافق وطني من القوى الغالبة والعظمى من القوى السياسية، فالقوات المسلحة مستعدة أن تجلس وتتحاور معهم في النظر في كيفية إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية، لافتا إلى الجيش سيعود إلى ثكناته لكن هذا الأمر لن يتم إلى عن طريق الحوار والتفاوض مع القوى الوطنية والسياسية للنظر في من يتولى إدارة المرحلة الانتقالية، وحتى الآن هناك عدم توافق بين القوى السياسية والقوى المختلفة التي قامت بالتغيير.
وأكد البرهان أن التغيير الذي حدث في السودان شاركت فيه كل القوى بلا استثناء وإدارة المرحلة يجب أن تشارك فيها كل القوى بلا استثناء، لكن حزب "المؤتمر الوطني" المحلول لا مكان له في هذه المرحلة.
وقال البرهان: "تحدثنا لأكثر من عام عن ضرورة أن يعود الجميع للحوار ووقف الإقصاء وتوسيع قاعدة المشاركة، وكل طرف كان يريد أن يستحوذ على المبادرات وأن يُفصل مستقبل السودان حسب منظوره، وهذا أمر نرفضه كعسكريين وآخرون رفضوه"، مؤكدا أن "الساحة السياسية كانت تنذر بمخاطر أكبر مما هو موجود الآن".
وشدد على أن إجراءات 25 أكتوبر كانت ضرورة أملتها المقتضيات الأمنية المحيطة بالسودان داخليا وخارجيا، وقال: "كان هناك عداء للمؤسسة العسكرية كلها، وكانت هناك نوايا بالتدخل في المؤسسة العسكرية التي نؤمن بأنه لا تفويض لجهة بالتدخل فيها، وليس من حق أي أحد بحث إصلاح المؤسسة العسكرية، إذا لم تكن لديه حكومة منتخبة، فالمؤسسة العسكرية هى العمود الفقري وصمام أمان البلد".
وأضاف: "قرارات 25 أكتوبر كانت صحيحة وصائبة، والآن الجميع يتحدث عن ضرورة الوفاق، وتشكيل حكومة كفاءات من المستقيلن، وكنا نتحدث عن حكومة مستقلين وإصلاح الوثيقة الدستورية وإجراء الانتخابات، وهذا كان قبل وبعد 25 أكتوبر"، مشددًا على أن "الحديث عن انقلاب أمر غير صحيح ومردود عليه من خلال ما ظللنا ندعو إليه من خلال الدعوة للحوار، وإذا تم الاتفاق على تسليم السلطة سنسلمها".
وأكد البرهان أنه "لن نختلف مع القوى السياسية المدنية إذا توافقت، ونريد أن تتوافق القوى المؤمنة بأن هذه المرحلة مرحلة بناء لمستقبل السودان، ونضع الإطار العام للانتخابات وأسس الدستور، وإذا حدث التوافق بالتأكيد نحن مستعدون لتسليم السلطة".
وأوضح البرهان أن الثورة بدأت سلمية ونريدها أن تستمر سلمية وأن تنتهي سلمية، معربا عن حزنه لسقوط ضحايا.
وقال البرهان: "لا نظن أنه من مصلحتنا أن يموت أو يصاب أي شخص، تحدثت للأجهزة الأمنية صراحة بأنه لا استخدام للسلاح أو حمله، وهناك لجان تحقيق ستظهر نتائجها، لكن هناك شكوكا في أن جهات أخرى تمارس هذا القتل وهناك متاجرة بهذا الموت وآلام وأحزان أسر الضحايا".
وأضاف: "هناك موقوفون ولجان تحقيق ستحدد من يتسبب في قتل المتظاهرين، و يجب أن نتعاون جميعا للوصول إلى الجهات التي تمارس القتل، وأنا اتحمل المسؤولية كاملة إذا كنت أصدرت تعليمات بملاحقة المتظاهرين وقتلهم أو أعلم أن هناك جهة تقتل المتظاهرين".
وشدد على أن هناك جهات مستفيدة من إرباك المشهد ومنتفعين من هذا الوضع، وجهات كانت تحظى بالحكم بدون تفويض وجهات تريد أن ترى السودان ممزقا ومشتتا، موضحا أن الحوار هو الذي يخرج البلد من الأزمة الراهنة.
وأكد البرهان أنه لا يُفضل تمديد الفترة الانتقالية، موضحًا أنه من ضمن الحوار يجب النظر إلى مستقبل نظام الحكم في السودان، وهناك بعض الأطروحات بأنه يجب أن يتغير إلى نظام رئاسي، وإذا تم التوافق على هذا الأمر يمكن أن تجري الانتخابات الرئاسية التي لا تحتاج إلى تحضيرات معقدة مثل الانتخابات النيابة، وهذا الأمر مطروح ويجب أن يتحاور الجميع فيه بجدية وهو من الموضوعات التي يمكن أن تختصر الطريق وأن تقام الانتخابات قبل موعدها إذا أردنا ذلك.
وأكد أن المؤسسة العسكرية على قلب رجل واحد، وأنها تدعم التحول الديمقراطي وتنأى بنفسها عن العمل السياسي، وتريد أن تأمن على نفسها، وأن تسلم نفسها لحكومة منتخبة، لأنه لا أحد يأمن أن تأتي أي مجموعة لتعبث بمقدرات هذه القوات، قائلا: "القوات المسلحة نحن تسلمناها وسنسلمها مكتملة إلى حكومة منتخبة أو حكومة يتوافق عليها الشعب السوداني".
وأضاف: "حافظنا على السودان قرابة الأعوام الثلاثة الماضية، ولم يكن هذا بالأمر السهل، وتحملنا الكثير ومستعدون للتضحية بأنفسنا كي نحافظ على السودان ووحدته ونسلمه إلى حكومة منتخبة أو توافق".
وأوضح أن الاقتصاد مأزوم منذ فترة طويلة والوضع ليس وليد اليوم، مشيرًا إلى أنه من الخطأ أن الميزانية لعامين متتاليين كانت معتمدة على الخارج، لكن هذا العام الميزانية وضعت بدون أي مساعدات خارجية، والسودانيون حتما سيتفقون لأننا غير راغبين في أن نمضي وحدنا.

عاجل