خاص| بعد حديث الرئيس السيسي عنها.. النفايات البلاستيكية خطر حقيقي في البحار والمحيطات

تُمثل النفايات البلاستيكية تحديًا حقيقيًا لدول العالم نظرًا لخطورتها على البيئة، لاسيما البحار والمحيطات؛ ما يشكل تهديدًا للحياة البحرية والبرية والتنوع البيولوجي بهما؛ لذلك برزت الأهمية نحو التخلص الآمن من النفايات البلاستيكية صعبة التحلل، والحفاظ على الكائنات الحية من مصدر تلوث خطير يهدد حياتها.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي -خلال كلمته في افتتاح فعاليات قمة محيط واحد، في مدينة بريست الفرنسية، اليوم الجمعة، حرص مصر منذ وقت مبكر، على وضع الأطر القانونية المنظمة للأنشطة الاقتصادية، ذات الصلة بالبحار والمحيطات؛ لتضمن استدامة الموارد البحرية والحفاظ عليها ولتحول دون تعرض البحار للتلوث بشتى أنواعه، بما في ذلك التلوث بالنفايات البلاستيكية، الذي يمثل تحديًا حقيقيًا؛ خاصة أمام الدول النامية التي تسعى للحصول على الدعم والتكنولوجيا، اللازمين لتنفيذ استراتيجيات الحد من استخدام البلاستيك المضر بالبيئة.

وأضاف الرئيس السيسي: "عملت مصر خلال رئاستها لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي على إطلاق مسار تفاوضي، للتوصل إلى أهداف جديدة لحماية الطبيعة، وفى مقدمتها حماية البحار والمحيطات، كما تشارك مصر باهتمام في المشاورات الجارية، تحت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، للتوصل إلى أداة قانونية جديدة، لحماية التنوع البيولوجي في المناطق البحرية، خارج نطاق الولاية الوطنية".

خطورة النفايات البلاستيكية على البيئة

وكشف الدكتور سعد السيد حسن، الخبير البيئي والكيميائي، عميد كلية العلوم جامعة عين شمس السابق -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- الخطورة الشديدة للنفايات البلاستيكية خصوصًا على البحار والمحيطات، لافتًا إلى عدم حدوث تحلل بيولوجي للنفايات البلاستيكية وبالتالي تظل موجودة في البيئة لسنوات طويلة لتصبح مصدرًا لتلوثها.

وكشف سعد، أن هناك دراسات كشفت أن خلال فترة تتراوح ما بين 10 إلى 20 سنة ستغطى جميع البحار بالكامل بالمواد البلاستيكية؛ ما يهدد الحياة البحرية والتنوع البيولوجي بها.

وذكر، أن العديد من دول العالم أصبحت تستخدم الورق بدلًا من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، نظرًا لسهولة تحلل الورق واختفائه؛ ما يجعله مصدرًا أقل حدة في التلوث مقارنة بالنفايات البلاستيكية.

وقال سعد، إنه في حالة حرق النفايات البلاستيكية فإنها تسبب خطرًا أكبر على البيئة وصحة الإنسان، لافتًا إلى ضرورة إيجاد بدائل أخرى أكثر أمانًا على البيئة من المنتجات البلاستيكية.

وأضاف، أن العديد من الدول تحاول بجدية في تقليل استخدام المواد البلاستيكية كمواد للتعبئة مثل الأكياس أحادية الاستخدام، واستبدالها بالورق.

أضرار النفايات البلاستيكية على البحار والمحيطات

وذكر سعد، أن النفايات البلاستيكية المنتشرة على سطح مياه البحار والمحيطات تحجب ضوء الشمس والأكسجين عن الوصول إلى الكائنات الحية داخل المياه؛ ما تهدد بالقضاء على الحياة البيولوجية. 

من جهته، كشف الدكتور وحيد محمود إمام، أستاذ البيئة بكلية العلوم بجامعة عين شمس -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- أن البحار والمحيطات تمثل 75% من مساحة الكرة الأرضية، لافتًا إلى أن تلك المساحة المائية تحتوي على أعشاب وطحالب وشعاب مرجانية تخلص الأرض من حوالي 40% من الانبعاثات الكربونية، بينما تمتص الغابات والأشجار 60% من تلك الانبعاثات.

وكشف إمام، أن سلامة البحار والمحيطات تعني منع التلوث الواقع عليها من خلال التخلص الآمن من النفايات البلاستيكية الموجودة، التي تسبب خطرًا شديدًا على الحياة البحرية. 

ولفت إلى أن العالم يتجه نحو التخلص من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، مشيرًا إلى أنه خلال 5 سنوات سيتم التخلص منها نهائيًا باستبدالها بالورق أو القماش أو استخدام أنواع من البلاستيك سريعة التحلل.

وأضاف إمام، أن غالبية الدول التي حضرت في قمة "محيط واحد" بدأت منع استخدام أنواع معينة من البلاستيك، وهي التي تكون صعبة التحلل، واستبدالها بأنواع أخرى، بهدف الحفاظ على البيئة البحرية.