الرئيس السيسي أعلن التوسع في إنتاجه.. 3 خبراء يكشفون أهمية الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة
يولي العالم اهتمامًا كبيرًا للاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة مع تصاعد أهمية الحفاظ على البيئة من مصادر التلوث المختلفة، لاسيما الناتج عن استخدام أنواع الوقود الحفري مثل البنزين والسولار والجازولين، وما يسببه من زيادة الانبعاثات الكربونية التي تساهم بقدر كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تؤدي في النهاية إلى تغير المناخ، الذي يترتب على آثاره أضرار بالغة.
ويعتبر الهيدروجين الأخضر أحد أهم المصادر النظيفة التي اتجه العالم نحو الاعتماد عليها، خلال السنوات الماضية، وتتبنى مصر ذلك الاتجاه تأكيدًا لدورها في الحفاظ على البيئة من التلوث، بجانب مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة الأخرى، مثل الرياح والطاقة الشمسية، ومساقط المياه.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي -خلال كلمته في فعاليات افتتاح قمة "محيط واحد"، في مدينة بريست الفرنسية، اليوم الجمعة-: "تتخذ مصر خطوات حثيثة للتحول إلى مركز للطاقة المتجددة، بما في ذلك التوسع في إنتاج الهيدروجين الأخضر، بما يمثله من فرصة حقيقية، لخفض حجم انبعاثات قطاع النقل البحري".
وذكر الرئيس السيسي: "سنعمل خلال الفترة المقبلة على طرح أفكار ومبادرات للتشاور حولها مع شركاء التنمية، بهدف حشد المزيد من الدعم للجهود المصرية في هذا المجال المهم".
ما الهيدروجين الأخضر؟
ذكر المهندس وائل النشار، خبير الطاقة المتجددة -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- أن الهيدروجين الأخضر يعتمد في إنتاجه على الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، والطاقة المتولدة من مساقط المياه.
وأوضح النشار، أن الهيدروجين الأخضر يتم استخلاصه من الماء، لافتًا إلى أن جزيء الماء يتكون من ذرّة أكسجين مركزية ترتبط بها ذرتا هيدروجين، مشيرًا إلى استخدام إحدى مصادر الطاقة المتجددة النظيفة أو الطاقة الكهربائية الناتجة عنها في فصل ذرتي الهيدروجين عن الأكسجين، وعلى هذا الشكل يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه بطريقة مناسبة، تضمن الحفاظ عليه، حتى استخدامه كمصدر نظيف للطاقة.
وكشف، أن الهيدروجين الأخضر أكثر أنواع الهيدروجين نظافة لأنه يُنتج عن طريق مصادر الطاقة النظيفة مثل الرياح والمياه والشمس، لافتًا إلى وجود الهيدروجين الرمادي الذي ينتج عن طريق الغاز الطبيعي، والهيدروجين الأزرق الذي ينتج بواسطة الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة التقليدية، مثل البنزين والسولار.
إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر
وذكر النشار، أن مصر لديها القدرة على إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر بالاعتماد على محطات الطاقة الشمسية العملاقة، وآخرها محطة بنبان؛ بالإضافة إلى توافر مصادر المياه المختلفة والطاقة الناتجة منها، كذلك الأمر فيما يخص الطاقة الناتجة عن الرياح.
وتابع أن إنتاج مصر للهيدروجين الأخضر يدعم خطتها في التحول لمركز للطاقة المتجددة والنظيفة، لافتًا إلى أن مصر لديها خطة لإنتاج 42% من الطاقة المتجددة والنظيفة بحلول عام 2030.
من جهته، كشف الدكتور سعد السيد حسن، الخبير البيئي والكيميائي، عميد كلية العلوم جامعة عين شمس السابق -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- أن مصر توجد بها بحوث متعددة عن إنتاج الهيدروجين الأخضر بطريقة آمنة وتخزينه بشكل سليم بما لا يحدث أضرارا للبيئة.
وأوضح حسن، أن الهيدروجين الأخضر من أنظف مصادر الطاقة التي تستخدم في المجالات المختلفة، لافتًا إلى المميزات المختلفة لاستخدامه، مثل توليد طاقة عالية جدًا ولا يترتب على ذلك غازات ملوثة للبيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون.
وشدد الدكتور وحيد محمود إمام، أستاذ البيئة بكلية العلوم بجامعة عين شمس -في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"- على أن مصر تمتلك المقومات الأساسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وفي مقدمتها التكنولوجيا المستخدمة في استخلاصه من المياه، بجانب مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة العديدة التي يمكن الاعتماد عليها في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتوافر مصادر مياه متعددة لاسيما في البحرين الأحمر والمتوسط.
وكشف إمام، أن مصر لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتصديره إلى أوروبا خلال 10 سنوات مقبلة، في ظل توافر مصادر الطاقة المتجددة وتنوع مصادر المياه؛ ما يسهم في جعل مصر مركزًا للطاقة المتجددة والنظيفة.
ووقعت شركة سيمنس للطاقة، في أغسطس الماضي، مذكرة تفاهم مع الشركة القابضة لكهرباء مصر للتعاون في وضع أسس لإنتاج الهيدروجين والصناعات القائمة عليه في مصر، مع إمكانيات التصدير للخارج.
يأتي ذلك، ضمن الشراكة القائمة بين شركة سيمنس للطاقة، والشركة القابضة لكهرباء مصر للترويج للاستثمار ونقل التكنولوجيا وتنفيذ المشروعات المتعلقة بإنتاج الهيدروجين؛ اعتمادًا على الطاقة المتجددة المتوفرة.
وتقوم سيمنس للطاقة والشركة القابضة لكهرباء مصر بتأسيس وإطلاق مشروع تجريبي تصل فيه قدرة المُحلّلات الكهربائية إلى 100-200 ميجاوات؛ ما سيساعد على تحفيز إجراءات النشر المبكر لتكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وتأسيس منظومة الشراكة، واختبار البيئة التشريعية، والحصول على شهادات الاعتماد الدولية، وتهيئة علاقات الشراء وتحديد المفاهيم اللوجستية للمشروع.
الهيدروجين الأخضر أنظف أنواع الطاقة
وقال الدكتور سعد السيد حسن، إن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية اتجهتا منذ فترة نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، بدلًا من الاعتماد على الوقود الحفري الذي ينتج عنه ملوثات للبيئة؛ ما يؤدي إلى زيادة الاحتباس الحراري، ويزود فرص تغير المناخ.
وأوضح حسن، أن الهيدروجين الأخضر ينتج عن احتراقه بخار ماء لا يؤثر على البيئة بالسلب عند استخدامه كمصدر للطاقة في الصناعة أو تسيير المركبات، لافتًا إلى التخزين يبقى المشكلة الرئيسية فيما يتعلق بالهيدروجين الأخضر.
وذكر أن الهيدروجين الأخضر عندما يختلط بالأكسجين يحدث انفجارًا، تزيد خطورته في وجود مصدر حراري وقت الانفجار؛ لذلك برزت أهمية حفظ وتخزين الهيدروجين الأخضر بطريقة عصرية وآمنة.
وكشف حسن، أن شركة تسلا أصبحت تنتج سيارات تستخدم الطاقة النظيفة بدلًا من البنزين والسولار، الذي يتسبب في زيادة نسب أكاسيد الكبريت والكربون والنيتروجين في الهواء.