بالوثائق.. صحيفة إسبانية تكشف نص الرد الأمريكي والناتو على الاقتراحات الروسية الأمنية
كشفت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، عن النص الكامل لرد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على المقترحات الروسية الأمنية، التي قدمتها موسكو لواشنطن، منتصف ديسمبر الماضي.
ونشرت الصحيفة، اليوم الأربعاء، وثيقتين باللغة الإنجليزية، أحدهما تتكون من خمس صفحات تتضمن الرد الأمريكي، وأبرزت الأخرى من أربع صفحات رد الناتو، نقلًا عن موقع “روسيا اليوم”.
أولاً: الرد الأمريكي
ردت الولايات المتحدة، على المقترحات الأمنية الروسية، بشأن أزمة أوكرانيا، بالتأكيد على استعدادها للتفاوض مع موسكو، للتوصل لاتفاقات بشأن مسائل ذات اهتمام مشترك بما يشمل وضع آليات للتعامل مع مباعث القلق الأمنية المتبادلة.
وحسب الوثيقة الأولي، عبّرت الإدارة الأمريكية، عن استعدادها لمناقشة مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة وتوضيح تفسيرها له، بناء على طلب موسكو، مشددة في الوقت نفسه، على دعمها لمواصلة الناتو انتهاج "سياسة الأبواب المفتوحة".
إلى ذلك، تقدمت الإدارة الأمريكية، في ردها بعدة اقتراحات، وهي:
1 - مناقشة تبني إجراءات شفافة والتزامات متبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا بعدم نشر منظومات صاروخية هجومية وقوات دائمة بمهمة قتالية في أراضي أوكرانيا.
2- مناقشة إجراءات رامية لزيادة الشفافية بشأن المناورات العسكرية البرية الكبيرة في أوروبا وتدابير خاصة بوضع آلية معززة للإبلاغ بالتدريبات العسكرية وخفض المخاطر النووية، على أساس متبادل مع روسيا.
3 - مناقشة إجراءات إضافية لتفادي وقوع حوادث في البحر والجو.
4 - إطلاق مشاورات بشأن الرقابة على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
5 - وضع آلية شفافة لمنع نشر صواريخ "توموهاوك" المجنحة في المناطق الساحلية المطلة على بحر إيجه في رومانيا وبولندا، مقابل تبني موسكو إجراءات شفافية بخصوص اثنتين من قواعدهما الصاروخية سيختارهما الناتو.
6 - إبرام اتفاقية بديلة عن معاهدة "ستارت 3" ("ستارت الجديدة") تخص أنواعا جديدة من الأسلحة النووية بالإضافة إلى الرقابة على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
كما أكدت الولايات المتحدة، امتناع دول الناتو، عن "انتشار دائم لقوات عسكرية ملموسة" وعن نشر أسلحة نووية في شرق أوروبا، محذرة، من أن مواصلة روسيا "عدوانها على أوكرانيا" وحشد قواتها عند حدود هذا البلد "ستجبر" واشنطن وحلفاءها على "تعزيز موقفها الدفاعي" في المنطقة.
وطالبت واشطن، موسكو، بخفض التصعيد فيما يخص الخطوات الروسية المهددة تجاه أوكرانيا، لإحراز تقدم في أي من المسائل المذكورة.
ثانيًا: رد الناتو
أبدى حلف الناتو، بحسب الوثيقة الثانية، التزامه بـ"المبادئ والاتفاقات الأساسية لأمن أوروبا"، مضيفا أن وجود علاقات مستقرة وقابلة للتنبؤ بينه وروسيا في مصلحة كلا الطرفين.
وذكر الحلف، أنه درس المقترحات الروسية وحدد المجالات التي يمكن له وموسكو فيها "التواصل على نحو بناء ضمن إطار حوار جوهري"، وقدم هو الآخر، سلسلة اقتراحات، منها:
1 - إعادة تفعيل قنوات التواصل واستئناف عمل بعثتي الناتو وروسيا لدى موسكو وبروكسل.
2 - احترام سيادة جميع الدول وحقها في تشكيل تحالفات عسكرية وتحديد سياساتها الخارجية (مع تأكيد التزام الناتو بـ"سياسة الأبواب المفتوحة".
3 - "انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا" (في إشارة إلى شبه جزيرة القرم وجمهورية بريدنيستروفيا المولدافية غير المعترف بها دوليا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا).
4 - التواصل على نحو بناء لتحديث "وثيقة فيينا" الخاصة بالرقابة على التسلح وضمان الشفافية وخفض المخاطر ضمن منظمة معاهدة الأمن والتعاون في أوروبا.
5 - زيادة إجراءات الشفافية الخاصة بالمناورات العسكرية.
6 - عقد إحاطات متبادلة بين روسيا والناتو بشأن سياساتهما النووية.
7 - التشاور بشأن تفادي وقوع حوادث عسكرية خطيرة وحوادث في البحر والجو وخفض المخاطر في الفضاء وتوفير "مجال سيبراني آمن وحر وسلمي".
8 - عودة روسيا إلى اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، بما يشمل تبادل معطيات عن تعداد ومواقع انتشار قواتها.
وفى الوقت نفسه، شدد الحلف على ضرورة وقف روسيا حشد قواتها عند حدود أوكرانيا، حتي يتم إحراز تقدم في أي من هذه المسائل، مشددًا على أنه "لا يسعى إلى المواجهة لكن ليس بوسعه تقديم تنازلات بشأن المبادئ التي يعتمد عليها الحلف وأمن أوروبا وأمريكا الشمالية".