خاص| الغاز المصري المُسال يصل «هولندا».. وخبراء: أفضل وأوفر لأوروبا

باستقبال هولندا، يوم أمس الأول، أول شحنات الغاز المصري المُسال، تدخل مصر كلاعب صاعد في تزويد أوروبا باحتياجاتها من الغاز المُسال، في ظل مساعٍ أوروبية لتنويع واردات القارة من الوقود، وتخفيف الاعتماد على الغاز الروسي الذي يشكل 40% من احتياجات الاتحاد الأوروبي.

الخطوة وُصفت من قبل خبراء الطاقة، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» بـ«المهمة التي يمكن البناء عليها»، خاصة مع نجاح مصر في تحقيق أعلى معدل نمو عالمي في صادرات الغاز المسال خلال عام 2021، بحسب تقرير «أوابك»، مشيرين إلى أن مصر من خلال تحالفاتها الإقليمية ومساع زيادة الإنتاج بدعم من طرح المزايدات ومواصلة أعمال الاستكشاف الفترة المقبلة.

اتجاه أوروبي لتنويع الواردات واستعداد مصري 

المهندس وائل حامد، خبير الطاقة قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن شحن ناقلة غاز مُسال من من محطة دمياط للغاز الطبيعي المسال، بإجمالي 70 ألف طن إلى ميناء جيت بروتردام الهولندية يبعث بكثير من الرسائل الهامة، فهو من ناحية يعبر عن تعافٍ في قدرة القطاع المصري على تحقيق فوائض وشحنها للخارج، ومن ناحية أخرى يفتح المجال أمام أوروبا لتنويع وارداتها من الغاز، وتقليص الغاز الروسي، مضيفاً: «خطوة هامة يمكن البناء عليها».

وأضاف المهندس وائل حامد، أن القرب الجغرافي الذي يجمع مصر بأوروبا يجعل شحناتها أفضل للقارة من الغاز الأسترالي أو الأمريكي، بالنظر إلى طول المسافة وارتفاع كلفة الشحن، علاوةً على أن نمو الصادرات المصرية من الغاز العام الماضي بمستويات قاربت الـ385% عن العام السابق له، مؤشر على قدرة مصر على سد جانب من الطلب الأوروبي على الغاز الفترة المقبلة.

الغاز المصري يواصل النمو بدعم من أعمال التنقيب

ومن جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن إنتاج مصر من الغاز سيواصل النمو العام الجاري بمستويات غير مسبوقة، تشمل هذه المؤشرات المزايدة العالمية التي تم ترسيتها قبل أيام على 7 شركات أجنبية للتنقيب في شرق البحر المتوسط والصحراء الغربية وخليج السويس، بالإضافة إلى المزايدة التي تستعد وزارة البترول والثروة المعدنية طرحها منتصف العام الجاري.

وكشف وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، أن الحكومة تعتزم طرح مزايدة عالمية جديدة للتنقيب عن النفط والغاز قبل يونيو المقبل، بينما كانت الحكومة قد أرست في وقت سابق من هذا الشهر 8 مناطق للتنقيب عن النفط والغاز من خلال مزايدة عالمية على شركات «إيني»، و«بي بي»، و«أبكس إنترناشيونال»، و«إنرجين إيجيبت»، و«إينا نافتا»، و«سيبترول»، و«يونايتد إنرجي»، والمناطق التي وقعت عليها الترسية، هي منطقتان بالبحر المتوسط، و4 مناطق بالصحراء الغربية، فضلاً عن منطقتين بخليج السويس.

بئرين جديدين في «ظُهر» يدخلان الإنتاج

وأضاف المهندس مدحت يوسف، أنه مع وضع بئرين جديدين على إنتاج حقل ظُهر خلال الأسابيع المقبلة، فإن إنتاج الحقل الأهم في مصر سيرتفع، خاصة مع عزم شركة بتروشروق ضخ 690 مليون دولار استثمارات في خطة العام المالي المقبل، لمواصلة النشاط البحثي والاستكشافي، ومواصلة تحسين كفاءة الإنتاج، موضحاً أن هذه المؤشرات تبرهن على أن مصر تتجه إلى لعب دور بارز بما تملكه من احتياطيات غازية في السوق الأوروبية.

واستقبلت هولندا، اليوم الإثنين، أول شحنة غاز مسال مصرية، في وقت تسعى فيه الأسواق الأوروبية نحو تأمين احتياجاتها بشكل عاجل من الغاز في ضوء التوترات الحالية بين روسيا وأوكرانيا.

ووصلت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بارتفاع الطلب العالمي بعد التباطؤ الاقتصادي لكورونا العام الماضي، وغذتها إحجام روسيا عن تصدير إمدادات إضافية إلى أوروبا للمساعدة في تلبية الطلب على الرغم من ارتفاع أسعار السوق.

وارتفع إنتاج مصر من المنتجات البترولية بنسبة 16.5 في المئة، لتصل لـ29.7 مليون طن عام 2019/2020، في حين بلغت نسبة الزيادة في إنتاج البنزين نحو 13.6 في المئة، إذ سجل الإنتاج 5 ملايين طن عام 2019/2020، بينما زاد إنتاج السولار بنسبة 20.8 في المئة، مسجلًا 9.3 مليون طن عام 2019-2020.