شهر رجب.. تعرف على حكم صيام أول أيامه
يعتبر شهر رجب أحد الأشهر الحرم، وسمي بذلك لأن العرب كانت ترجب رماحها؛ أي تنزع النصل من رماحها وتتوقّف عن القتال.
وذكر المولى عز وجل شهر رجب والأشهر الحرم في محكم آياته، قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"، سورة التوبة، الآية 36 والأشهر الحرم هي "ذو القعدة، ذي الحجة، شهر المحرم ورجب".
وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن غدًا الأربعاء هو غرة شهر رجب لعام 1443، وأن اليوم الثلاثاء هو المتمم لشهر جمادى الآخر.
واستطلعَت دار الإفتاءِ المصرية هلالَ شهرِ رجب لعام 1443 هجريًا بعد غروب شمس اليوم الثلاثاء 29 من شهر جمادى الآخر الموافق 1 من شهر فبراير لعام 2022 ميلاديًا، من خلال اللجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ على مستوى أنحاء الجمهورية.
وأظهرت النتائج، بالرؤية البصرية الشرعية الصحيحة، ثبوتِ رؤية هلالِ شهر رجب لعام 1443 هـ، وبناء عليه أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن غدًا الأربعاء، الموافق 2 من شهر فبراير لعام 2022 ميلاديّا، الأول من شهر رجب لعام 1443 هـ.
وأجابت دار الإفتاء، أنه من المستحب عند جمهور الفقهاء، التنفل بالصيام في شهر رجب، كما هو مستحب طوال العام، والصوم في رجب بخصوصه، وإن لم يصح في استحبابه حديث بخصوصه، إلا أنه في العمومات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا، فضلًا عن أن الوارد فيه من الضعيف المحتمل الذي يعمل به في فضائل الأعمال.
وقالت دار الإفتاء، إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، في القرآن الكريم، أن من يبارك بدخول الشهر الفضيل، سيحرم جسده على النار، وحذرت من المساعدة في انتشار مثل هذه الرسائل وأنه يتعين على الجميع حذفها عند استقبالها.
وأكدت دار الإفتاء على جواز التطوع بالصيام في جميع أوقات العام، سواء كان في شهر رجب أو غيره من الشهور، بخلاف الأيام المنهي عن صومها، مثل أول العيدين، دون وجود شروط للصيام قبله أو بعده.
ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنه صام أول رجب، لكن الأولى فيه الإكثار من فعل الخيرات والتقرب إلى الله بكل أنواع الطاعات، وميز الله شهر رجب بمعجزة الإسراء والمعراج والتي حدثت لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض فيها "فريضة الصلاة".
وكما جاء في حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم" من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث، صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتيجة لجواز صيام النوافل، لما لها من عبادة عظيمة على نفوس الجميع، وبالتالي فمن اعتاد صيام النوافل، فليكثر من الصيام بشهر رجب طمعًا في الثواب والأجر بحسب ما استدل عليه الفقهاء الأربعة، من مميزات الصيام.
ودائما ما كان يحرص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، على استقبال شهر رجب بالدعاء والطاعات، كونه يعتبر من الأشهر الحرم، فكان يقول صلى الله عليه وسلم، إذا دخل شهر رجب “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلًا يا أرحم الراحمين، اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين”.
ويجوز لعموم المسلمين، المواظبة على ترديد مثل هذه الأدعية مع تواتير دخول شهر رجب، عل الله أن يستجيب الدعوات، ومن بينها " اللَّهُمَّ لا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْنًا إِلاَّ قَضَيْتَهُ وَلا مَرِيضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ وَلا مُبْتَلَى إِلاَّ عَافَيْتَهُ وَلا ضَالاً إِلاَّ هَدَيْتَهُ وَلا غَائِباً إِلاَّ رَدَدْتَهُ وَلا مَظْلُوماً إِلاَّ نَصَرْتَهُ وَلا أَسِيراً إِلاَّ فَكَكْتَهُ وَلا مَيِّتاً إِلاَّ رَحِمْتَهُ وَلا حَاجَةً لَنَا فِيهَا صَلاحٌ وَلَكَ فِيهَا رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا بِفَضْلِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وغيرها من الدعوات المستحبة في تلك الأيام المباركة.
وأطلق الصحابة والسلف الصالح، على شهر رجب، لقب "الأصب" لأن الله سبحانه وتعالى يصب الرحمة على عباده في هذا الشهر، ويحرص الكثير من عباد الله على الدعاء والاستغفار.