الإسكندرية لن تغرق بسبب التغيرات المناخية.. الجغرافيا تحمي عروس البحر المتوسط| خاص
أقاويل كثيرة تم تداولها خلال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ الـ26 وما احتمالية تعرض الإسكندرية للغرق بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي، بسبب التغيرات المناخية التي يصاحبها ظواهر جوية عديدة ترتبط بالرياح وارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها بشكل ملحوظ وزيادة نسبة الرطوبة والشبورة المائية.
وكشف الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، في تصريحاته إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن مصر من ضمن الدول التي تأثرت فعلًا بموجة التغيرات المناخية، التي بدأت تعاني منها دول العالم بسبب النشاط المتزايد للدول الصناعية الكبرى وزيادة نسبة الانبعاثات الكربونية، ووجود ظاهرة الانبعاث الحراري.
وكشف شاهين، أن ما يدل على ما سبق أن درجة الحرارة في الصيف وصلت معدلاتها إلى 42 درجة وذلك لأول مرة، لافتًا إلى أن فصل الخريف الماضي شهد تساقط ثلوج في محافظة أسوان، وهي ظاهرة نادرة الحدوث.
الإسكندرية لن تغرق
واستبعد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، احتمالية غرق الإسكندرية بسبب ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغيرات المناخية بما يسبب ارتفاع منسوب سطح البحر.
وكشف شراقي، في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز"، أن التصريحات التي صدرت في مؤتمر المناخ الـ26 الذي عقد في مدينة جلاسكو، حول غرق الإسكندرية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية ما يعني ارتفاع منسوب سطح البحر تحتاج إلى مراجعة لأن من الصعب للغاية حدوث هذا السيناريو.
وقال بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، خلال كلمته في قمة الأمم المتحدة للمناخ الـ26، إن مدن مثل ميامي والإسكندرية وشنجهاي، كلها ستضيع تحت الأمواج، إذا ارتفعت درجة الحرارة 4 درجات مئوية إضافية عن المُعدّل العالمي، على حدّ تعبيره.
وحذّر جونسون من الاستمرار في كل ما يتسبب في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما يرفع درجة حرارة كوكب الأرض.
وأضاف: "نهاية العالم أصبحت قريبة، وعملية ضخ الكربون في الهواء متسارعة، وعلينا الإسراع في اتخاذ التدابير لمواجهة التغيرات المناخية".
أسباب صعوبة غرق الإسكندرية
وعدّد شراقي الأسباب التي تمنع الإسكندرية من الغرق في أن من الصعب للغاية ارتفاع معدلات درجات الحرارة 4 درجات، لافتًا أن ذلك يحتاج آلاف السنين ولا يمكن أن يحدث ذلك في القريب العاجل.
وذكر أن مدينة الإسكندرية تم إنشاؤها على حاجز صخري يتراوح ارتفاعه من 10 إلى 15 مترًا عن سطح البحر، ويصل ارتفاع الحاجز الصخري إلى 30 مترًا في منطقة المكس، ويقل إلى 5 أمتار فقط في أبوقير، لافتًا إلى أنه حتى إذ زادت درجة الحرارة بمعدل 4 درجات وارتفع منسوب سطح البحر لن تغرق الإسكندرية بسبب الطبيعة الجغرافية للمدينة.
واقترح شراقي إنشاء طريق بطول الساحل الشمالي ليكون حاجز أمام ارتفاع منسوب البحر، ويمنع غرق المدن الساحلية، لافتًا إلى أن كورنيش الإسكندرية يحمي المدينة من الغرق عند ارتفاع الأمواج، كذلك الأمر كورنيش منطقة المعادي الذي يعمل حاجز يحول دون وصول مياه النيل عن ارتفاع منسوبها إلى المناطق السكنية.
وتوقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن تكون مستويات المياه أعلى بمقدار 60 سم، بحلول عام 2100، حتى في حال حصر الاحترار العالمي بأقل من درجتين مئويتين، وهو الهدف الأساسي لاتفاق باريس الموقع عام 2015.
وحذرت الهيئة من احتمالات "قاتمة" متاحة أمام مدن ساحلية كثيرة على المدى الطويل في حال عدم خفض الانبعاثات بدرجة كبيرة.
استضافة مصر مؤتمر تغير المناخ
ومن المقرر أن تستضيف مصر مؤتمر تغير المناخ الـ27 في نهاية العام الجاري، في مدينة شرم الشيخ، ما يعبر عن مشاركة مصر على المستوى الدولي في تفادي آثار التغيرات المناخية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على درجات الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر.