للمزارعين.. طرق عديدة لحماية المحاصيل من التلف بسبب موجة البرد القارس| خاص
طرق عديدة يمكن أن يتبعها المزارعون لحماية النباتات من آثار موجة التغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل، وتؤدي إلى ذبولها وموتها نتيجة انخفاض درجات الحرارة التي تصل إلى حد الصقيع خلال ساعات الليل، وبالتالي ينخفض إنتاج المحاصيل ويترتب عليه تحريك أسعارها نتيجة قلة المعروض في الأسواق.
وتشهد مصر خلال فصل الشتاء الجاري فترة من عدم استقرار الأحوال الجوية لاسيما خلال ساعات النهار، الذي يشهد فيه لطقس تقلبات عديدة ما بين المعتدل إلى البارد، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال ساعات الليل، تصل لحد الصقيع أحيانًا، مما يؤثر على نمو النباتات، التي تتأثر بالانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.
وللتعرف على كيفية حماية المحاصيل من التلف نتيجة الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، خصوصًا خلال ساعات الليل، تواصل موقع "مستقبل وطن نيوز" مع مسؤولين مختصين في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
مسؤوليات على المزارع
وكشف الدكتور عبدالمحسن تهامي، رئيس بحوث متفرغ في معهد بحوث أمراض النباتات، أن الفلاح يحمل على عاتقه مسؤوليات كبيرة في حماية النباتات من التلف جراء الطقس شديد البرودة، وذلك من خلال مراقبة الأحوال الجوية والتعامل بشكل مناسب مع النباتات من حيث عمليات الري والتسميد والرش.
وذكر تهامي، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، أنه من الضروري عند حدوث موجة للطقس البارد أن يقوم المزارع بري المحصول قبل سطوع الشمس، لافتًا إلى أن طول أشعة الشمس تمتص الرطوبة من الأرض طوال فترة النهار، وتمنع حدوث صقيع حول النباتات، مما يحافظ عليها من الإتلاف.
وشدد على ضرورة استخدام المبيدات اللازمة التي توصي بها وزارة الزراعة للحفاظ على النباتات من التلف بسبب الطقس شديد البرودة ومن ضمنها مركبات النحاس.
وأضاف تهامي، أن المزارع يمكن أيضًا أن يضيف للفدان المزروع نصف لتر حامض فسفوريك الذي يحافظ على النباتات ويمنع تكون الصقيع حولها.
نصائح مهمة لزراعة آمنة
من جانبه، ذكر الدكتور شاكر أبوالمعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي، أهمية التواصل مع المزارعين للاستعداد لأي تغيرات مناخية محتملة حتى يكون للنبات صفة المقامة لتفادي أي آثار سلبية للتقلبات المناخية.
وكشف أبوالمعاطي، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، ضرورة اختيار الوقت المناسب للزراعة والري والتسميد وزراعة الأصناف الزراعية المناسبة للطقس، فعلى سبيل المثال تعتبر المانجو من أبرز المحاصيل التي تتأثر سلبًا من الطقس شديد البرودة نظرًا لأنه محصول استوائي، لذلك لا يجب زراعته بشكل واسع في ظل درجات الحرارة المنخفضة.
وشدد على ضرورة تجهيز الأرض بالصرف المناسب لمنع تكون المياه حول النباتات مما يهددها بالإتلاف، وتقليل الأضرار الناتجة عن سقوط الأمطار والصقيع الشديد خلال ساعات الليل، وتقلبات الطقس خلال النهار.
ونصح أبوالمعاطي بضرورة تقليل المسافة الزمنية بين مرات الري في ظل الطقس البارد، واستخدام الكبريت الزراعي، ومركبات الطاقة، ووضع الزيوت المعدنية على أوراق النباتات حتى لا تتكون المياه الباردة لفترة طويلة على الأوراق مما يؤدي إلى امتلاء المسافات البينية على أوراق النبات بالثلوج ويحدث تهتك في أنسجة خلايا النباتات، ولا يتم سحب الغذاء من الجذور لتصل لنهايات الأوراق والثمار.
حالة الطقس
وتشهد مصر في الوقت الجاري نشاط رياح على مناطق متفرقة من البلاد، ما يزيد الإحساس ببرودة الطقس أكثر، وتتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال البلاد حتى شمال الصعيد وسيناء وخليج السويس، ويصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة.
وذكرت الأرصاد الجوية، أن الكتلة الهوائية التي تتأثر بها مصر يصاحبها أيضًا ظهور الشبورة المائية على الطرق الساحلية والمؤدية من وإلى القاهرة، وسقوط أمطار من متوسطة إلى شديدة، يصاحبها سقوط حبات البرد "الثلوج"، لاسيما على المناطق الساحلية.
وبخصوص الظواهر الجوية التي تشهدها محافظات الجمهورية خلال الفترة القريبة المقبلة، فمن المتوقع ظهور شبورة مائية على بعض الطرق المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء وشمال الصعيد، ونشاط رياح على مناطق من القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية وسيناء على فترات متقطعة.
ومن المتوقع سقوط أمطار من خفيفة إلى متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري على فترات متقطعة، بنسبة حدوث 30% تقريبًا.
وستكون متوسط درجة الحرارة العظمى على القاهرة 17 درجة مئوية والصغرى 8 درجات، وعلى السواحل الشمالية العظمى 16 درجة والصغرى 10 درجات، وشمال الصعيد العظمى 16 درجة، والصغرى 6 درجات، وجنوب الصعيد 19 درجة العظمى والصغرى 8 درجات.