الطماطم والبطاطس الأكثر تأثرًا.. كيف يؤثر البرد القارس على المحاصيل؟

تعتبر المحاصيل الزراعية أبرز ما يتأثر بموجة التغيرات المناخية التي يصاحبها ظواهر جوية عديدة في فصل الشتاء، مثل الرياح والأمطار والشبورة المائية، فضلًا عن تساقط حبات البرد "الثلوج" أحيانًا على بعض المناطق، ويؤثر على النباتات المنزرعة، مما يؤدي إلى تباطئ نموها، وتراجع إنتاجية التربة.

منتدى شباب العالم| مدبولي: معدل الكوارث يتضاعف بسبب تغيرات المناخ والجنس البشري مهدد

القصير: تغيرات المناخ لها أثر سلبي في انتشار الآفات بالأراضي الزراعية

وتشهد مصر خلال فصل الشتاء الجاري فترة من عدم استقرار الأحوال الجوية لاسيما خلال ساعات النهار، الذي يتراوح فيه حالة الطقس من المعتدل إلى البارد، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الليل، تصل لحد الصقيع أحيانًا، مما يؤثر على نمو النباتات، التي تتأثر بالانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.

تأثر النباتات بانخفاض درجات الحرارة

وللحديث في هذا الإطار، كشف الدكتور شاكر أبوالمعاطي، أستاذ المناخ ورئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي، أن انخفاض درجات الحرارة تؤثر على نمو النباتات، لاسيما المزروعة حديثًا، وتؤدي إلى قلة المحاصيل الزراعية إذا لم يتم التحضير والتعامل المناسب مع النباتات من خلال الأدوية والأسمدة المعدة لتفادي آثار موجات الصقيع.

وذكر أبوالمعاطي، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن موجات الصقيع تؤدي إلى امتلاء المسافات البينية في ورقة النباتات بحبات البرد مما يؤدي إلى تهتك أنسجة خلايا ورقة النبات، وبالتالي لا يتمكن النبات من امتصاص الغذاء من الجذور، ولا يحصل المزارع على الإنتاج المنتظر من المحصول.

محاصيل تتأثر بالطقس شديد البرودة

وتابع أبوالمعاطي تصريحاته بأن محاصيل المانجو والبطاطس والموز والطماطم هي الأكثر تأثرًا بالطقس شديد البرودة، مما يؤدي إلى تحريك أسعارها، ويمكن ملاحظة ذلك في ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق خلال الوقت الجاري، الذي يشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة تؤثر على إنتاج المحصول.

وأضاف أنه في ظل الظروف الجوية غير المستقرة والصقيع الذي يسيطر على أغلب الأنحاء خلال ساعات الليل ينخفض عدد الأيدي العاملة في الأراضي الزراعية مما يؤدي إلى قلة الإنتاج المعروض في السوق ويدفع ذلك الأسعار للتحريك، لاسيما في ظل تأثر النباتات بالعوامل المناخية غير المستقرة.

خطورة الصقيع على النباتات

من جانبه أكد الدكتور عبدالمحسن تهامي، رئيس بحوث متفرغ في معهد بحوث أمراض النباتات، أن موجة الصقيع تؤثر على العديد من المحاصيل وأهمها البطاطس والطماطم، مما يؤدي إلى قلة المعروض من تلك المحاصيل في الأسواق، وارتفاع أسعارها، لافتًا إلى ضرورة مواجهة الفلاح ظروف الطقس شديد البرودة لمنع ذبول وموت النباتات.

وذكر تهامي، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن ولاية فلوريدا الأمريكية تشهد فترة من الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة أدت إلى موت جميع نباتات محاصيل الموالح بسبب تأثرها بالصقيع، لافتًا إلى أن الموالح تعتبر أكثر مواجهة لظروف الطقس السيئ، وعلى الرغم من ذلك تم فقدان جميع أشجار الموالح في موجة الطقس البارد.

حالة الطقس

وتشهد مصر في الوقت الجاري نشاط رياح على مناطق متفرقة من البلاد، ما يزيد الإحساس ببرودة الطقس أكثر، وتتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال البلاد حتى شمال الصعيد وسيناء وخليج السويس، ويصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة.

وذكرت الأرصاد الجوية، أن الكتلة الهوائية التي تتأثر بها مصر يصاحبها أيضًا ظهور الشبورة المائية على الطرق الساحلية والمؤدية من وإلى القاهرة، وسقوط أمطار من متوسطة إلى شديدة، يصاحبها سقوط حبات البرد "الثلوج"، لاسيما على المناطق الساحلية.

وبخصوص الظواهر الجوية التي تشهدها محافظات جمهورية خلال الفترة القريبة المقبلة، فمن المتوقع ظهور شبورة مائية على بعض الطرق المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء وشمال الصعيد، ونشاط رياح على مناطق من القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية وسيناء على فترات متقطعة.

ومن المتوقع سقوط أمطار من خفيفة إلى متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري على فترات متقطعة، بنسبة حدوث 30% تقريبًا.

وستكون متوسط درجة الحرارة العظمى على القاهرة 17 درجة مئوية والصغرى 8 درجات، وعلى السواحل الشمالية العظمى 16 درجة والصغرى 10 درجات، وشمال الصعيد العظمى 16 درجة، والصغرى 6 درجات، وجنوب الصعيد 19 درجة العظمى والصغرى 8 درجات.