سفير اليونان: تجمعنا مع الجاليات المصرية قواسم مشتركة
أكد السفير اليوناني بالقاهرة نيكولاس جارلينيس، أن الجالية اليونانية ليس فقط في مصر أو الإسكندرية، وإنما في كافة أنحاء العالم تجمعها قواسم مشتركة مع الجاليات المصرية المتواجدة بالخارج، وأهمها امتلاك أفراد هذه الجاليات القدرة على التعايش المشترك تحت أي ظروف أو ضغوط.
جاء ذلك خلال مداخلة السفير اليوناني بالقاهرة في ندوة "اليونانيون وصناعة مصر الحديثة" المقامة ضمن فعاليات معرض الكتاب، وأقامها الجانب اليوناني (ضيف شرف المعرض) لمناقشة كتاب "اليونانيون وصناعة مصر الحديثة" للكاتب ألكسندر كيتروف.
وشدد السفير نيكولاس جارلينيس أيضا على أن أفراد الجالية اليونانية والمصرية لديهم قدرة عالية على التكيف مع القوانين التي تفرضها الدول التي يتواجدون فيها فهم يتبعون القوانين ويكونون أكثر امتثالا لأنظمة هذه الدول، ويتخطي الأمر ذلك وصولا إلى قدرتهم على الإبداع وتولي مراكز قيادية بهذه الدول فضلا عن الإسهام في تحقيق نهضات اقتصادية بها.
وأرجع السفير أسباب تواجد أبناء الجالية اليونانية في مصر على مدى العصور إلى الإمكانيات والفرص الاقتصادية التي تزخر بها مصر دائما، مشيرا إلى أن العلاقات اليونانية المصرية دائما ما تتمتع بزخم تاريخي عميق على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية والثقافية.
وأعرب عن أمله في أن تعود الأوضاع للحقبة المضيئة للجالية اليونانية في مصر لاسيما من ناحية العدد؛ خاصة أن الجالية كانت تتمتع بحضور كبير ولافت في مصر ويعمل أفرادها بالعديد من المجالات المختلفة.
وشدد على أن اليونانيين جاؤوا إلى مصر برغبتهم لعلمهم بوجود فرص العمل الكثيرة في مصر فضلا عن ثقتهم التامة في "مصر الحديثة" آنذاك.
وأشار إلى أن الجالية اليونانية تبذل قصارى جهدها وتحاول باستمرار للإسهام في ازدهار تواجد الجالية بمصر خاصة من خلال فتح أبواب جديدة، وإيجاد أفضل الطرق والوسائل التي من شأنها الإسهام في إنجاح هذا الأمر؛ خاصة وأن مصر تشهد تطورا كبيرا في كافة المجالات خلال الفترة الحالية.
وتحدث السفير اليوناني بالقاهرة عن التميز الذي يتسم به الجناح اليوناني في معرض الكتاب داعيا الجميع إلى زيارة جناح بلاده "ضيف شرف المعرض" والاستفادة من الكتب والمطويات التي تبرز التاريخ اليوناني، وتعزز معرفة المجتمع المصري بالتاريخ اليوناني صاحب القواسم المشتركة مع التاريخ المصري.
وكشف السفير نيكولاس جارلينيس، عن اعتزام تجديد أرشيف الجالية اليونانية بالإسكندرية من خلال التعاون مع الاتحاد الأوروبي بما يسهم في إظهار الكنوز التاريخية التي يحتويها الأرشيف والمساعدة في التعريف بهذا التاريخ ليس فقط لأبناء الجالية اليونانية في مصر أو الزوار من اليونان لكن أيضا للمجتمع المصري.
من جانبه، تحدث نائب رئيس الجمعية اليونانية بالإسكندرية أندريا بفيادس، عن الجالية اليونانية بالإسكندرية كونها أقدم جالية في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، معلنا أن الجمعية ستحتفل العام القادم بمرور 180 عاما على نشأتها.
وأشار إلى أن الطابع اليوناني له أثره على العمارة التي تتميز بها شوارع الإسكندرية، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأماكن في الإسكندرية التي تحمل أسماء يونانية مثل "زيزنيا وجليم" وغيرها من الأماكن، منوها إلى أن الكثيرين من اليونانيين لهم بصمتهم وآثارهم في الإسكندرية.
ونبه إلى أن الجمعية تسعى وتبذل قصارى جهدها إلى إيجاد وسيلة لإعطاء التواجد اليوناني في مصر حياة وهدفا للمستقبل ليس في الإسكندرية وحدها ولكن أيضا في كافة ربوع مصر.
وشدد على القواسم المشتركة التي تربط بين اليونانيين والمصريين، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى القواسم المشتركة بين الجانبين، التي تعود لآلاف السنين.
يشار إلى أن الدورة الـ53، من معرض القاهرة الدولى للكتاب التي انطلقت أمس تستمر حتى 7 فبراير المقبل، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، والتي تحتفي بيحيى حقي وعبد النواب يوسف كشخصيتي المعرض.
وتحل على المعرض دولة اليونان كضيف شرف، ومن المقرر أن يشهد المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكانت اللجنة العليا للمعرض قررت من قبل اختيار محور "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل" كشعار للدورة الحالية.