عبدالدايم: مصر تحتفي بالثقافة عبر معرض الكتاب في ظل الجمهورية الجديدة
قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، إن مصر تحتفي بالثقافة عبر معرض القاهرة الدولي في دورته الـ53 وهي في خضم تدشين الجمهورية الجديدة القائمة على توطيد المعرفة ودعم الاهتمام بالقراءة إيماناً بأنها حق أصيل لكل إنسان.
وأكدت عبد الدايم - خلال مشاركتها في انطلاق الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «الترجمة عن العربية جسر الحضارة .. كتبنا تنير العالم" في مستهل فعاليات الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأربعاء - أن مصر التي تنفذ مبادرة للحياة الكريمة لا تهتم فيها فقط بتوفر المسكن والملبس والمأكل بل تحرص على توفير غذاء العقل والروح وعلى تثبيت دعائم الهوية من خلال هذه المبادرة التي يتجاور فيها المساران الثقافي والاجتماعي مثل الظلان لا يفترقان لذا لم يكن غريبا علينا أن تأتي هذه الدورة برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد فيها أن مصر كما تبني المدن هي أيضا تبني الإنسان.
وأوضحت أن هذه الدورة فارقة في تاريخ المعرض يسترجع فيها موعد انعقاده المعتاد في الأسبوع الأخير من يناير كل عام، ليس هذا فحسب بل تعلن مصر بتنظيم هذه الدورة التي لا يفصلها عن الدورة السابقة سوى ستة أشهر القدرة على تخطي الصعاب، وتنظيم فعاليات دولية كبرى في موعدها، وأن الوباء الذي اجتاح العالم لن يقعدنا عن الاحتفال والاحتفاء بالثقافة عبر احد أقدم وأكبر معارض الكتب في العالم معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كان وسيظل باسقا بعطائه الثقافي في واحة الثقافة والمعرفة العربية.
وأشارت عبد الدايم إلى أن هناك 52 عاما قد مروا على الدورة الأولى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ظل فيها صرحا ثقافيا شامخا يراه كل بعيد ويقصده كل قريب وينهل منه كل طالب للمعرفة، خمسون عاما ويزيد كانت القاهرة بمعرضها قبلة للمثقفين ومحل ترحال للباحثين عن المعرفة، خرج من رحمه الكثير والكثير وحضر فعاليته الجمع الغفير عاما بعد عام، ولا أبالغ إذا قلت أنه لا يوجد مثقف ولا باحث ولا مبدع عربي لم ينهل من بحر معرض القاهرة ويتأثر به تأثرا مباشرا، إما من كتاب اقتناه أو من عمل إبداعي صدر له بالمعرض أو ندوة أو فعالية ثقافية وفنية حضرها بالمعرض عبر سنواته الممتدة.
وأكدت وزيرة الثقافة أنه استكمالا لمسيرة معرض القاهرة الدولي للكتاب من العطاء في الحياة الثقافية العربية، تنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام لبرنامج مهني تهدف من خلاله لدفع تنمية صناعة النشر المصرية والعربية وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، وتتطور بها صناعة النشر وآلياتها، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج والورش والجلسات يستضيفها المعرض ضمن البرنامج المهني المنعقد طوال فترة المعرض.
وتابعت عبد الدايم أن العالم يتغير والصناعات تتطور، والمعرفة أيضا صناعة تعنى بقيمة العقول، وكل صناعة تحتاج إلى تطور وتنمية حتى تلبي دوما احتياجات جمهورها، لذلك كان لابد للقاهرة أن يكون لها برنامجها المهني لصناع النشر لتتعلم من تجارب العالم وتعلم العالم، عبر منصة تبادلية للأخذ والعطاء والدراسة والتطبيق ليس أنسب لها من معرض القاهرة، مشيرة إلى أن البرنامج المهني للمعرض يأتي هذا العام متضمنا 7 محاور رئيسية، من ضمنها وعلى رأسها يأتي مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم" بمشاركة وزارتي الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومركز أبوظبي للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف، والذي يضم جلسة افتتاحية و3 ورش متخصصة حول الترجمة من العربية.
وأوضحت أن هذا المؤتمر مهتم بالترجمة لأنها جسر التواصل الإنساني، ومعبر الثقافات وناقلة المعرفة، وقد شهدت حركة الترجمة في القرن الأخير نهضة كبري في العالم وبالطبع في المنطقة العربية، نهضة نقلت للعالم العربي ثمار ومنجزات الفكر الغربي وإبداعه الأدبي، جعلتنا نتعرف عن كثب على الآخر ونقترب منه.
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن ما تشهده بلادنا من نهضة ومسيرة تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية يفرض علينا سؤالا وجوابا، أما السؤال فهو ألم يحن الوقت لندع الأخر يتعرف علينا أيضا كما عرفناه؟ وأما الجواب فنعم، لقد حان الوقت وأصبحت الترجمة عن العربية في شتى مناحي المعرفة والإبداع ضرورة نهضوية وإنسانية، نحتاج وبشدة لحركة ترجمة عن العربية تنقل إبداعنا للعالم بلغات العالم لتعيد كتبنا لتنير العالم كما كانت قبل قرون.
ولفتت إلى حركة دعم الترجمة عن العربية التي وضعتها مصر في خطتها 2030 والتي يحتاج لها الآخر تماما كما نحتاجها، ولتتضافر فيها جهودنا من جهات وهيئات حكومية، ومتخصصين ومعاهد وكليات للغات، وناشرين ومترجمين، لنرسم بها مستقبلا يتناسب مع صورتنا الحقيقة التي نعيها جيدا في سماحتها ووسطيتها واحترامها للآخر، ونحتاج للآخر أن يراها كما هي في الحقيقة عبر حركة للترجمة تحمل منارات المعرفة العربية معلقة فوق كتبنا التي سننير بها العالم.
شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، الشيخة بدور القاسمي رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، نيكولاس جاريليديس سفير اليونان بالقاهرة، الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الاوقاف.