بعد شتاء قارس وتقلبات غير مسبوقة.. هل تنتظر مصر صيفًا شديد السخونة؟
أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، منذ قليل، عن تحرك منخفض جوي اتجاه الشرق، لتصبح مدن القناة، وشمال ووسط سيناء، تحت تأثير الأمطار، وتستمر هذه الأجواء حتي الساعات القادمة.
وتبقى فرص سقوط الأمطار مستمرة على السواحل الغربية، والدلتا، وسجلت درجة الحرارة الآن على القاهرة 11، ونقطة الندي 4، وسرعة الرياح 17 عقدة.
واتفقت جميع بيانات هيئة الأرصاد الجوية، وآراء خبراء الأرصاد أن حالة الطقس التي تشهدها جميع مدن ومحافظات الجمهورية غير معتادة، ودرجات الحرارة المسجلة، أقل من الطبيعي في هذا التوقيت من العام.
وبدأ البعض يتسأل هل ما يحدث اليوم من طقس متقلب الأحوال له علاقة بالمتغيرات المناخية التي حذر منها مؤتمر "كوب 26" للمناخ الذي عقد بمدينة جلاسكو؟، هل هذا الشتاء قاسي البرودة سيقابله صيف ملتهب الحرارة؟
ويقول الدكتور على قطب، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق وأستاذ المناخ بجامعة الزقازيق لـ"مستقبل وطن نيوز": "لا توجد أي أوراق بحثية صدرت تفيد بوجود علاقة بين شتاء شديد البرودة وصيف قاسي الحرارة، والعكس صحيح".
ونوهت الأرصاد الجوية أن جميع خبراء وأطقم وفرق عمل الهيئة في حالة عمل مستمر، ومتابعة دورية لحالة الطقس على مدار الساعات القادمة، والإعلان بشكل لحظي عن أي متغيرات طارئة سيتم رصدها.
واتفق الدكتور جمال سعودي، خبير الأرصاد الجوية في حديثه لـ"مستقبل وطن نيوز"، مع رأي الدكتور علي قطب، نافيًا أن يكون هناك ثمة علاقة بين شتاء شديد البرودة وصيف ساخن.
ونشرت الصفحة الرسمية لهيئة الأرصاد الجوية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عددًا من الفيديوهات لتساقط الأمطار على مدينة دمياط الجديدة، وواحة سيوة، وطريق السويس.
وأشار أستاذ المناخ، إلى أن التغيرات المناخية سوف تلعب دورًا هامًا في اختلال الظواهر الجوية خلال السنوات القادمة، وسوف تشهد البشرية موجات من الحرارة المرتفعة، والبرودة الشديدة، وهو ما نطلق عليه "تطرف الظواهر الجوية".
وذكرت الأرصاد الجوية أن آخر صور الأقمار الصناعية أشارت إلى تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة الممطرة على مناطق من مدن القناة، والسواحل الشرقية، يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة .
وقال خبير الأرصاد الجوية: "إن الظواهر الجوية التي نشهدها الآن هي عبارة عن توزيعات ضغطية، أحيانا تقوى أو تضعف".
وتتكون سحب متوسطة تغزر أحيانا، مصحوبة بحبات البرد على مناطق من السواحل الشرقية، وشمال الوجه البحري (بورسعيد، دمياط، مناطق من محافظة الدقهلية).
وأوضح نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن ما تشهده كافة المدن والمحافظات المصرية خلال تلك الأيام من انخفاض شديد في درجات الحرارة لم يحدث منذ أكثر من 10 سنوات.
وحذرت الأرصاد الجوية من استمرار السحب الممطرة على السواحل الغربية، والدلتا، وشمال الصعيد، ومناطق من القاهرة الكبرى.
وضرب الدكتور جمال سعودي مثلًا بمنخفض الهند الموسمي الذي يضرب البلاد أحيانًا في فصل الصيف، وهو ما يشعرنا بحرارة شديدة، وهكذا الشتاء يتأثر بالمنخفض الموجود، هل هو منخفض على سطح الأرض فقط؟ أم مقابل له منخفض في طبقات الجو العليا؟، عندما يقابلا بعضهما نشعر بالبرد الشديد.
ومن المتوقع أن تنشط الرياح على أغلب محافظات الجمهورية خلال الساعات القادمة، مما يزيد الإحساس ببرودة الطقس.
وتطرق الدكتور على قطب إلى تحذيرات قمة "كوب 26" للمناخ من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض إلى درجتين مئويتين، قائًلا: "الفكرة ليست في ارتفاع درجة الحرارة درجتان، لكن ما الذي أدى إلى هذا الارتفاع؟."
ولفت خبير الأرصاد الجوية إلى ضرورة الانتباه للتغيرات المناخية الناجمة عن تلوث البيئة، مثل عمليات حرق الغابات، والاستخدام الزائد للمركبات، مما يؤدي إلى تكوين أكاسيد الكربون، التي تكون بدورها ذرات صغيرة من الكربون تتصاعد في الهواء، يتكثف عليها بخار الماء، حتى تعود مرة آخري للأرض في صورة أمطار، وفي فصل الصيف أكاسيد الكربون ترفع درجات الحرارة مما يتسبب في إذابة المناطق الجليدية، فيرتفع منسوب مياه البحار، وهذا ما يهدد بإغراق مدن خلال السنوات القادمة.
وتابع أستاذ المناخ: "التلوث البيئي الذي يقابله تلوث في الغلاف الجوي هو المسؤول الأول عن ارتفاع درجات الحرارة، والاختلال في مكونات الهواء، وطبقات الجو العليا، وهو ما يؤثر على طبقة الأوزون."
وأضاف نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أي خلل بطبقة الأوزون يؤدي إلى عنف في الظواهر الجوية، فالهواء عبارة عن غازات، والغازات لها مكونات ذرية، عدم التوازن في نسب تلك الذرات يؤدي إلى تطرف الطقس بشكل عام.