خاص| استيراد الأخشاب من دول إفريقية «مناورة» لمواجهة ارتفاع الأسعار.. وتوقعات بالتعافي
اتجه قطاع تجارة الأخشاب المصري إلى تنويع وارداته في ظل ارتفاع الأسعار العالمية للمنتج من الدول المنشأ، بعد عام قُدرت فيه نسبة الزيادة بـ20%، في وقت يُشكل فيه تحركات القائمين على القطاع، لاستيراد الأخشاب من دول إفريقية «مناورة» للتغلب على مشكلات السوق العالمية للأخشاب.
مستوردون وتجار قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن ارتفاع أسعار المنتج جاء بسبب عدة عوامل مجتمعة، منها تأثر القطاع بجائحة كورونا منذ منتصف 2020م، إلى جانب رغبة الشركات المنتجة في تعويض خسائرها بزيادة الأسعار، لتأتي أسعار الشحن ثالثاً في قائمة أسباب زيادة أسعار الأخشاب عالمياً.
4 آلاف جنيه زيادة في طن «السويد» و2 لـ«الزان»
وقال محسن التاجوري، نائب رئيس شعبة تجار الأخشاب بالاتحاد العام للغرف التجارية، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أسعار الأخشاب زادت الفترة الأخيرة، وأن طن خشب الزان ارتفع من 6 آلاف جنيه إلى 8 آلاف، بينما ارتفع سعر الخشب السويد من 6 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، مقدراً نسبة الزيادة خلال العام المنصرم بـ20%.
وتستورد مصر من الخارج 4 أنواع من الأخشاب لاستخدامها فى صناعة الأثاث وتشمل أخشاب طبيعية، وMDF، وخشب رقائقى، وقشرة الخشب، وتمثل الأخشاب الطبيعية القيمة الأكبر فى استيراد الأخشاب بنحو 68% مقارنة بالأنواع الأخرى، بينما شهدت صادرات الأثاث المصري نمواً خلال الـ8 أشهر الأولى من 2021 لتسجل نحو 161.413 مليون دولار مقابل 136.154 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2020 بنمو قدره 19%؛ بحسب تقرير المجلس التصديري للأثاث.
عوامل طبيعية وبشرية وراء ارتفاع الأسعار عالمياً
أضاف محسن التاجوري، أن القطاع تأثر بعدة عوامل منها ما هو طبيعي مثل السيول وحرائق الغابات وكورونا، ومنها ما هو إداري من جانب الشركات التي عمدت إلى زيادة الأسعار للاستفادة من هوامش الربح وتعويضاً للخسارة التي لحقت بها منذ ظهور الجائحة، لافتاً إلى أن أسعار الشحن هي الأخرى ضاعفت من معاناة القطاع على الصعيد العالمي.
وشهد عام 2020 انخفاض في واردات الأخشاب إلى مصر بنسبة 19% مقارنة بالعام السابق، كما انخفضت واردات الأثاث بنسبة 5%؛ بينما زادت واردات المنتجات الخشبية والأخري 5%؛ وبحسب تقرير للمجلس التصديري للأثاث فقد بلغت واردت الأخشاب إلى مصر خلال 2020 نحو 749 مليون دولار، والـM D F نحو 179 مليون دولار، والأبلاكاج نحو 179 مليون دولار، وقشرة الخشب مليوني دولار، وتستورد مصر الأخشاب من كندا ورومانيا وإندونيسيا وفرنسا وروسيا وهولندا وشرق أوروبا.
أسواق واعدة للأخشاب يجرى التعاقد معها في أفريقيا
وأوضح نائب رئيس شعبة تجار الأخشاب بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مصر تستورد من عدة دول في مقدمتها رومانيا، يوغسلافيا، فرنسا، هولندا وإندونيسيا، وأن هناك أسواقاً واعدة للأخشاب يجرى التعاقد معها في أفريقيا لتوريد الأخشاب بهدف استيعاب الزيادة العالمية.
من جانبه، قال أمير عباس، أحد مستوردي الأخشاب و عضو غرفة صناعة منتجات الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن قطاع إنتاج وصناعة الأخشاب مر بعام صعب العام الماضي زادت إثره الأسعار على المستوى العالمي، وضغطت على العديد من الصناعات المرتبطة بها، معرباً عن تفاؤله بمستقبل القطاع العام الجاري.
الأسواق العالمية تتجه لاستقرار التصدير والشحن والإنتاج
وارتفعت الأسعار الفترة الماضية، بدعم من مشكلات سلاسل التوريد ومشكلات المناشئ والدول المنتجة؛ حيث تعرضت كولومبيا البريطانية بكندا، مركز إنتاج الأخشاب في أمريكا الشمالية، إلى هطول قياسي في الأمطار، الشهر الماضي؛ ما تسبب في حدوث فيضانات وانهيارات طينية تسببت في إغلاق الطرق والجسور والقطارات في جميع أنحاء المقاطعة؛ ما جعل من الصعب الحصول على الخشب عبر ميناء فانكوفر - أكبر ميناء في كندا- كما أجبر موسم حرائق الغابات في شمال غرب المحيط الهادئ الأمريكي وكولومبيا البريطانية بعض كبار منتجي الأخشاب على تقليص الإنتاج خلال الصيف والخريف.
أضاف أمير عباس، أن الأسواق العالمية تتجه لاستقرار عملية التصدير والشحن والإنتاج، وهو ما ينعكس بدوره على الأسعار، علاوةً على أنه تم التعاقد على توريد شحنات من الأخشاب من دولة الكاميرون بنوعية جيدة وملائمة للصناعات المصرية، وبأسعار تنافسية للغاية تلبي الطلب على المنتج وبشكل تنافسي يحقق الجدوى الاقتصادية بشكل كبير.
وفي مايو الماضي، بلغ سعر العقود الآجلة للأخشاب ذروته عند 1711 دولارًا لكل ألف قدم لوح، قبل أن تتراجع الأسعار صيفا وصولاً إلى أدنى مستوى لها عند 454 دولارًا في أغسطس الماضي، قبل أن تعاود الصعود في الأشهر الأخيرة، قبل أن تعود العقود الآجلة للأخشاب إلى 1024 دولارًا.
