خاص| الصقيع يهدد إنتاج الأعلاف الخضراء بالتراجع.. وزراعيون يقدمون الحل
مثَّلت موجة الصقيع التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي ضغوطاً على إنتاج الأعلاف الخضراء «البرسيم»، حيث تتأثر إنتاجية النبتة بتراجع درجات الحرارة إلى حدود الصقيع، الأمر الذي يؤثر في نمو المحصول وتراجع المعروض وتأثر مربي الماشية، ممن يعتمدون على «البرسيم» في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف الأخرى.
وسجلت أسعار الذرة الصفراء المستوردة زيادة 10% خلال الفترة الأخيرة، ليسجل الطن 5350 جنيه، وبلغ سعر فول الصويا 11 ألف جنيه، بينما بيع تبن القمح بـ350 جنيه للطن، والنخالة 3350 جنيه، واستقرت أسعار الجلوتين المحلي 14300 جنيه، والمستورد 14700 والكسب 6100 جنيه.
300 جنيه زيادة في طن البرسيم
وقال أكاديميون وتجاراً، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن سعر الطن ارتفع 300 جنيه، ليسجل 3000 جنيه مقارنة بـ2700 الشهر الماضي، لأسباب تتعلق بتراجع الإنتاجية نتيجة الطقس السيئ وتراجع درجات الحرارة التي تؤثر على الإنتاج ونمو المحصول، مشيرين إلى أن الاستعداد المبكر أمر مطلوب لوقاية المحصول من تلك الآثار، وأنه يتعين على مربين الماشية تنويع استهلاكهم في الوقت الحالي تجنباً لزيادة الأسعار.
محمد الصايغ، أحد تجار البرسيم الحجازي بمحافظة دمياط، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن «الحش» تأخر بسبب موجة الطقس، والمحصول لم يُزهر على النحو الذي تتم معه هذه العملية، وبالتالي فإن الأسعار مرتفعة 300 جنيه في الطن لهذه الأسباب، إلا أنه من بدء دفء الطقس وعودة درجات الحرارة للارتفاع مجدداً ستتراجع الأسعار نتيجة زيادة المعروض.
3 ملايين فدان منزرعة بالبرسيم في مصر
وتبلغ المساحة المحددة لزراعة القمح سنوياً في مصر ما يقرب من 3.5 مليون فدان، تنتج ما يقرب من 10 ملايين طن قمح، بينما تبلغ مساحة الفول ما يقرب من 350 ألف فدان، وتصل مساحة البرسيم لنحو 3 ملايين فدان لصالح الثروة الحيوانية.
أضاف محمد الصايغ، أن تصدير البرسيم الحجازي ساهم في نقص المعروض المستخدم كعلف لتربية الماشية، كما أن اعتماد عدد كبير من المربين الأفراد على البرسيم يدفع أسعار اللحوم للارتفاع نتيجة أن 55% من سوق الماشية في أيدي أفراد بينما تظل النسبة المتبقية بحوزة الشركات التي تتغلب على ارتفاع الأسعار بتنويع العلف بين الأعلاف الخضراء كالبرسيم والأعلاف المحببة الأخرى.
الطقس البارد يهدد العديد من المحاصيل الزراعية
أما الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ، فقال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن شهور فصل الشتاء الحالي هي الأكثر برودة منذ سنوات لأسباب تتعلق بالتغيرات المناخية، وهو ما يجعل العديد من المحاصيل الزراعية ومن بينها البرسيم في وضع سيء ومهدد للإنتاج، بسبب تأثرها بالطقس البارد، وهو ما يتعين معه الاستعداد المبكر من قبل المزارعين.
وتخفف المساحات الإنتاجية المزروعة بالبرسيم من ضغوط استيراد الأعلاف اللازمة لتسمين الأغنام والماشية، في وقت تستورد فيه مصر أغلب استهلاك ثروتها الحيوانية من الأعلاف، وشهدت فيه الأسعار ارتفاعاً كبيراً العام المنصرم نتيجة للاختناقات في سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الأعلاف والشحن.
الحل في تدفئة التربة ورش مقويات النمو
أضاف الدكتور محمد فهيم، أن المحصول خلال موجة البرد يظل في أرضه دون عملية «الحش» لمدة تصل 3 أسابيع، وتمثل هذه المدة أزمة لمربي الماشية الذين يعتمدون على البرسيم كعلف عالي القيمة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف الأخرى، وخلال تلك الفترة ترتفع الأسعار في ظل نقص المعروض.
وأهم ما يميز البرسيم عن بقية الأعلاف هو احتوائه على قيم غذائية كبيرة منها السعرات الحرارية والبروتين والألياف اللازمة لتسمين العجول والأغنام، ويجعلها أكثر دراً للألبان.
وأوضح رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أنه يتعين على المزارعين استخدام الأدوية الزراعية مثل سوبر الفوسفات الذي يساعد في تدفئة التربة، بالإضافة إلى عالي الفوسفور الذي يسرع من عملية نمو البرسيم في ظل تقلبات الطقس الباردة هذه الأيام، لافتاً إلى أن الأول يستخدم بعد عملية الحصاد «الحش» مباشرة، بينما الثاني فيستخدم بعد 15 يوماً من تلك العملية.