وزير الاتصالات: قدمنا 100 ألف فرصة تدريب للشباب
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اهتمام مصر بالتنمية البشرية والتدريب، حيث ضاعفت الحكومة موازنة التدريب خلال الثلاث سنوات الماضية إلى 22 ضعفًا، وأنها كانت 52 مليون جنيه عام 2017 ولكن وصلت إلى ما يزيد على مليار جنيه خلال العام الحالي، كما قدمت الحكومة 100 ألف فرصة تدريب للشباب من خلال مبادرة "مستقبلنا رقمي" باستخدام التعليم الهجين.
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم الثلاثاء في طاولة مستديرة بعنوان "مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة"، خلال فعاليات اليوم الثاني من النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من المتحدثين والشباب المشاركين.
وأضاف أن الجائحة حفزت فكرة تلقى التعليم عن بُعد وكذلك ظهور المنصات التعليمية الرقمية، مشيرًا إلى خطة متكاملة مع 27 جامعة مصرية لتحويلها لجامعات رقمية، فضلًا عن تجهيز البنية التحتية لما يقرب من 2600 مدرسة بتكنولوجيا الألياف الضوئية لتمكينها من استخدام التكنولوجيا بمجال التعليم.
وأوضح أن ذلك سيساهم في توفير العمل اللائق الذي يُعد هو الآخر هدفًا من أهداف التنمية المستدامة؛ خاصة وأنه مرتبط بالفجوة المهنية، حيث ستُتاح حوالي من 600 مليون إلى مليار وظيفة حول العالم بحلول عام 2030، ولن يتمكن من المنافسة والحصول عليها إلا الذين لديهم إلمام بتكنولوجيا المعلومات.
وأكد طلعت، أهمية دور التكنولوجيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مسلطًا الضوء على الشراكات الاستراتيجية التي تقيمها مصر لتعزيز التحول الرقمي، وذلك في ضوء خطة الدولة الاستراتيجية "رؤية مصر 2030"، منوهًا بأولوية "القضاء على الفقر" ضمن أهداف التنمية المستدامة، وتابع "لو نظرنا على قدرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نجد أن كل ما تعكسه هذه التكنولوجيا هو قادر على مواجهة الفقر، وفيما يتعلق بالتعليم الجيد كأحد أهداف التنمية المُستدامة، فقد ساهمت الجائحة في تسريع الخطى نحو ما يسمى بالتعليم الهجين الذي مكن أعدادًا أكبر من الاستفادة من نفس الموارد المتاحة".
من جانبه، استعرض فيليب وانج نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي - شمال إفريقيا، رؤية الشركة لمستقبل التكنولوجيا والبنية التحتية وتأثيراتها على التحول الرقمي والتنمية المستدامة في إفريقيا والدول النامية، لافتًا إلى التحديات التي تواجه التحول الرقمي بمرحلة ما بعد الجائحة، والعوامل المؤثرة في تشكيل المستقبل الرقمي في إفريقيا، والتي تأتي البنية التحتية على رأسها، مستعرضًا إمكانيات القارة الأفريقية وطرق استغلالها في سبيل تحقيق التحول الرقمي في بلدانها وتمكينها رقميًا.
وبدورها، قالت دينا أيمن مدير البرنامج الفني بشركة ميكروسوفت والمدرس بمعهد نيوجيرسي للتكنولوجيا، إن الأبحاث أفادت إن ما يقرب من 53% من قادة الأعمال يرون أن الطلبة لا يحصلون على تعليمٍ كاف من التكنولوجيا بالمدارس، لذلك لابد من تدريب الطلاب وكذلك المعلمين على استخدام التكنولوجيا وهذا ما احتجنا إليه أثناء الجائحة.
وأضافت أن الهدف ليس أن نخلق جيلًا مستهلكًا فقط للتكنولوجيا بل أن نخلق جيلًا مبدعًا قادرًا على عمل أبحاث مبتكرة، لذلك ينبغي عمل نظام تعليم يحتوي على موضوعات عن الذكاء الاصطناعي والروبوت وغيرها من التطبيقات الرقمية والتكنولوجية، لذلك لابد من توفير برامج حكومية لتعليم التكنولوجيا لغير القادرين، وحث شركات القطاع الخاص على عمل شراكات مع المدارس والجامعات لتدريب الشباب والطلاب.
وأوضحت أن هناك رغبة في خلق تكنولوجيا متنوعة وشاملة حول العالم للجميع، وهناك أمل في أن يحدث هناك تغير لدى جميع الأوساط حول طبيعة الأعمال وأن يتم التحرر من فكرة أن هناك أعمال ذكورية وأخرى أنثوية.
من جانبهم، أكد المشاركون أهمية استخدام التكنولوجيا لتقوية البنية التحتية، حيث أن ضعف البنية التحتية يؤدي مشكلات مركبة منها ارتفاع تكلفة بعض الموارد الحيوية، ما يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء والسكن، وتضاؤل فرص استثمار القطاع الخاص، خاصة بدول إفريقيا التي تعاني من تسارع النمو السكني وندرة بعض الموارد الحيوية.
وفي ختام الجلسة، اتفق المتحدثون على أن جميع مكونات النظام البيئي الرقمي مهمة جدًا بالنسبة للاقتصاديات النامية، وخصوصًا في دول القارة الإفريقية، وبالتالي أهمية إدراك أن التحول الرقي والتطبيقات التكنولوجية الناجحة ستؤدي إلى أرباح في العديد من القطاعات الاقتصادية، فضلًا عن تحقيق الاستفادة القصوى من استخدام الموارد المتاحة وتعظيم الإنتاج.
وشهدت الجلسة عرض فيلم تسجيلي حول التطور التكنولوجي وكيف ساهمت جائحة كورونا في تسريع وتيرة التطور التكنولوجي، وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والكثير من التطبيقات الرقمية، واستطاعت الدول من خلال التكنولوجيا تقديم الرعاية الصحية للمصابين وكذلك تتبع ومتابعة والمخالطين، كما أن التكنولوجيا أثرت على التعليم والصحة أثناء الجائحة.
ويدور الفيلم حول فكرة أن جائحة كورونا كانت المسرِّع لدخول العالم في خضم الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في ظل تطور التقنيات التكنولوجية؛ مثل الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي، وإنترنت الأشياء، والبيج داتا، وشبكات الجيل الخامس الذي شهده العقد الماضي. يمكن مشاهدة الفيلم من خلال الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=MySxMyMXFLA
وتم مناقشة رؤية المشاركين لمستقبل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في التغلب على التحديات المختلفة خاصة في مرحلة ما بعد الجائحة في قطاعات التعليم والصحة، إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات الجيل الخامس والسادس وتطبيقاتها في مختلف المجالات.
شارك بالمائدة المستديرة كيفين فراي الرئيس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة "جيل بلا حدود"، وفيليب وانج، نائب الرئيس التنفيذي لشركة هواوي لشمال لإفريقيا، ودينا أيمن مديرة البرامج الفنية في بشركة مايكروسوفت، ومعتز عطا الله أستاذ صناعة المواد المتقدمة بجامعة برمنجهام، وتارا هوبكنز رئيسة السياسات العامة في شركة انستجرام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط.
كما شارك موجان أصغري مؤسس منصة "Thousand Eyes on Me" والشريك المؤسس في منصة "Women in AI"، وأناهيتا مقدم – مؤسس شركة "Neural Being"، وعايشة خانا، الرئيس التنفيذي لشركة "ADDO" للذكاء الاصطناعي، وبريان بوسير رائد أعمال وتقني إفريقي والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة.
يذكر أن النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم انطلقت أمس الاثنين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار «العودة معًا»، حيث يستضيف المنتدى نخبة من الشباب من 196 دولة من قارات؛ أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية وتستمر الفعاليات حتى 13 يناير الجاري.
ومنتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد انطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، ويهدف إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم. وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.