خاص| النحالون يترقبون زوال «البرد ومخاوف الخسارة».. وخبراء: الحل في المُغذيات

يواجه النحالون هذه أيام تحديات كبيرة متمثلة في انخفاض درجات الحرارة لمستويات كبيرة، وهو ما يؤدي إلى انتشار الأمراض وموت النحل، مما يضر بإنتاج العسل، فضلًا عن التراجع النسبي في حبوب اللقاح اللازمة لتغذية النحل خلال شهور فصل الشتاء، وهي مخاوف عَّبر عنها منتجون وأكاديميون، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز»، داعين إلى الاستعانة بالطرق السليمة لمواجهة الأمراض.

وقال منتجون وأكاديميون، إن التيارات الهوائية الباردة ونقص حبوب اللقاح شتاءً وانتشار الأمراض، أمور تؤدي إلى تأخر في النشاط، مما يضر بالعملية الإنتاجية نفسها ويؤجل التصدير مدة شهر أو أكثر، داعين إلى التحصين السليم والاستعانة بالمشورة الزراعية والأدوية المرخصة التي تضمن عدم وجود متبقيات لأثرها في المنتج النهائي، حفاظًا على جودة وسُمعة العسل المصري.

التغيرات المناخية أخطر ما يواجه النشاط

فتحي البحيري رئيس اتحاد النحالين العرب، قال في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» إن التغيرات المناخية هي أخطر ما يواجه نشاط إنتاج العسل في الوقت الراهن، وأنها تؤدي إلى انتشار الأمراض الناتجة عن ذلك وفي مقدمتها أمراض النيوزيما، موضحًا أن التيارات الهوائية الباردة هي في حد ذاتها أكبر عدو للنحل ما يجعل الموسم الحالي مصدر قلق لكثيرين ممن يعملون في النشاط وتؤثر سلبًا في إنتاجه.

ووصل الإنتاج المحلي من العسل بأنواعه، إلى 150 ألف طن عسل سنويًا، من 2 مليون خلية نحل منتشرة بأنحاء الجمهورية، وتصدر نحو مليون طن عسل نحل سنويًا، وتتعدد أنواعه بين عسل زهور البرسيم، عسل الموالح، عسل الأعشاب، عسل الشمر، وزهور، يانسون، وحبة البركة، والكراوية، عسل البردقوش، عسل السمسم وعباد الشمس، عسل السدر المصري والعسل خريفي، عسل الأسل، عسل الزهور المتعددة.

تأخير نشاط التصدير مدة شهر بسبب ظروف الطقس

وأضاف فتحي البحيري، أن المناحل لا تواجه في الشتاء تحدي نقص حبوب اللقاح، فحبوب اللقاح لا تنقطع طوال العام وحاليًا توجد حبوب لقاح الفول وقبله كانت هناك حبوب لقاح الكافور، وتعلل البعض بنقص حبوب اللقاح على عدم خبرتهم ودرايتهم الكافية، لافتًا إلى أن موسم الشتاء يشهد انخفاض في الأعداد النحلية مثلما هو الحال العام الجاري يتأخر النشاط مما يؤدي إلى تأخير نشاط التصدير مدة شهر أو تؤجل أكثر من ذلك، وهو ما يضر بالنحال وبالمناحل وبالعملية الإنتاجية ككل.

وأوضح رئيس اتحاد النحالين العرب، أن العجينة البروتينية التي يقدمها النحالون في الشتاء تستهدف إطالة عمر النحلة، وتتكون من البروتين والكربوهيدارت حتى تتمكن من مواجهة التقلبات المناخية والبرد الشديد، وبالتالي تنجح في عبور شهور الشتاء بسلام، كما أن التغذية البروتينية ضرورية في الشتاء لتكثيف الحضَّن.

توسع الإرشاد الزراعي في تربية نحل العسل

وبمصر نحو مليوني خلية نحل تنتج حوالي 25 ألف طن عسل سنويًا، وبلغ حجم صادرات مصر من العسل في عام 2020 ارتفعت إلى 2800 طن، وتبلغ استثمارات القطاع نحو 500 مليون دولار، حيث تحتل مصر المرتبة الثانية عربيًا في إنتاج عسل النحل بعد الجزائر، كما تحتل المرتبة الأولى في تصدير الطرود.

وأشار رئيس اتحاد النحالين العرب، إلى أن بعض النحالين لا يلجأون للأدوية الرسمية المصرح بها من وزارة الزراعة، ويعملون بعشوائية في استخدام المبيدات، ويواجهون الخسارة بعد ذلك، وعليه يجب الالتزام بالعلاج الجماعي في بداية فصلي الخريف والشتاء، ويجب التحصين ضد النيوزيما بشكل جماعي وإجباري، والترخيص من وزارة الزراعة باستخدام أدوية طبيعية لا تضر بالأثر المتبقي في العسل من قبل قسم بحوث النحل في وزارة الزراعة، كما أن المطلوب أن يتوسع الإرشاد الزراعي في تربية نحل العسل لأن النحال بحاجة إلى التوجيه والمشورة والمعونة لمواجهة التغيرات السريعة في الصناعة.

بدائل لحبوب اللقاح تعطي احتياجات المناحل شتاءً

من جانبه، قال الدكتور أيمن غنية، أستاذ تربية النحل بمركز البحوث الزراعية، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن هناك بدائل لحبوب اللقاح تعطي احتياجات المناحل خلال شهور فصل الشتاء، وتتكون من الخميرة وفول الصويا ومحلول سكري وعدة بدائل أخرى توفر الغذاء المطلوب للنحل خلال هذه الفترة.

ويتعرض النحل في فصل الشتاء إلى انخفاض كمية مخزونه من حبوب اللقاح مما يجعل حاجته من البروتينات تزداد للتغلب على برودة الجو والقدرة على تربية الحضنة وإنتاج الغذاء الملكي، بجانب أن البروتين يعد مصدر هاما يفيد النحل في مقاومة الإجهاد البيئي والأمراض نوضح الكميات المناسبة لتغذية النحل من البروتينات وطرق التغذية.

توفير ما يلزم من البروتين والمغذيات

وأضاف الدكتور أيمن غنية، أن هذه الشهور تمثل تحدٍ كبير أمام النحالين، وتؤثر بشكل عام في الإنتاج، وبالتالي فإن اللجوء إلى هذه البدائل تمنح النحل المناعة الطبيعية وتجعلها قادرة على الإنتاج بشكل طبيعي وتحول دون مرضها الذي يفقدها القدرة على الإنتاج ويؤثر فيه بشكل كبير، موصيًا بالعمل على توفير ما يلزم من البروتين والمغذيات والعناصر الغذائية ضمن بدائل اللقاح.

وتستهدف مصر زيادة صادرات خلايا النحل إلى 4 ملايين خلية نحل، بعد قيام الحكومة بتنظيم عمل النحالة المصرية لمنع اختلاط أنواع النحل المصرية، كما تستهدف الدخول بقوة على الخريطة العالمية للتصدير، في مواجهة دول تصديرية كبيرة دوليا مثل الصين والأرجنتين وإيران وتركيا، حيث تستحوذ على كميات كبيرة من سوق الصادرات العالمية.