مسيرة إعلامية حافلة.. محطات من حياة وائل الإبراشي

رحل عن عالمنا الإعلامي وائل الإبراشي، مساء اليوم الأحد، بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأصاب خبر وفاة وائل الإبراشي جمهوره والوسط الصحفي والإعلامي بصدمة كبيرة، خاصة أن جميع المؤشرات الخاصة بالحالة الصحية للإعلامي وائل الابراشي الراحل التي أعلن عنها قبل أيام من تاريخ الوفاة تفيد أنه كان يتحسن، وأن عودته من جديد إلى الشاشة لمواصلة تقديم برنامجه "التاسعة مساء" باتت مسألة وقت، ليستأنف وائل الإبراشي نشاطه الذي توقف منذ إصابته بفيروس كورونا، ونقله إلى المستشفى منذ أكثر من 9 شهور.

ويعتبر الفنان خالد الصاوي أول المعلنين والناعين لوائل الإبراشي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فسيبوك"، وكتب الصاوي منشورًا قال فيه: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. ببالغ الحزن أنعي الصديق العزيز والإعلامي الكبير الأستاذ وائل الإبراشي..أسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه.. وأن يلهم الأسرة والأحباء الصبر والسلوان."

وحتى الآن لم يعرف السبب الرئيسي لوفاة الإعلامي وائل الإبراشي، خاصة وأن الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمواجهة كورونا كشف في مداخلة تليفزيونية عن استعادة رئتي وائل الإبراشي لحالتهما، وقوتهما، وأن التحدي الطبي بالنسبة له هو تعافي نسيج الرئة".

وتابع الدكتور حسام حسني: "الإبراشي وصل إلى حالة جيدة للغاية، وسيعود في القريب العاجل إلى شاشته".

وكشف رئيس اللجنة العلمية لمواجهة كورونا عن حالة وائل الإبراشي منذ أسابيع قائلا: "حالته الصحية في تحسن ملحوظ وتحليلات كورونا التي يجريها بشكل دوري أفضل بكثير بالمقارنة مع حالته في بداية إصابته بفيروس كورونا".

ولد وائل الإبراشي في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وبدأ حياته الإعلامية كصحفي بمجلة روز اليوسف، وتدرج وائل الإبراشي في العمل الصحفي، إلى أن وصل إلى رئيس تحرير جريدة صوت الأمة.

وكان وائل الإبراشي من ألمع صحفيي التحقيقات في فترتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وحررت ضده  66 قضية نشر، كان آخرها قضية التحريض على عدم تنفيذ قانون الضرائب العقارية، ونال فيها البراءة بعد رحيل الرئيس مبارك في عام 2011.

سجل وائل الإبراشي باسمه أكثر من سبق صحفي، كان أبرزهم قضية "لوسي أرتين"، "غرق العبارة السلام"، "مقتل المجند سليمان خاطر"، "مذبحة بني مزار"، "معاناة مرضى الإيدز في مصر"، "سلسلة الهاربين في لندن"، "تحقيقات اللاجئين في الجولان"، "تفجير كنيسة القديسين"، "تبديل الجاسوس جبرائيل بـ25 سجينًا مصريًا."

وذاعت شهرة وائل الإبراشي أكثر وأكثر بعد تقديمه برنامج "الحقيقة" على شاشة "دريم"، ثم برنامج "العاشرة مساء" بعد رحيل منى الشاذلي عنه، ثم انتقل إلى قناة "ON TV" ليقدم برنامج "كل يوم" مكان الإعلامي عمرو أديب.

وكان آخر ظهور للإعلامي وائل الإبراشي،  من خلال برنامجه "التاسعة"، الذي يذاع على القناة الأولى المصرية، عقب نشرة التاسعة الإخبارية.   

خضع وائل الإبراشي في بداية إصابته بفيروس كورونا المستجد للعزل المنزلي على أمل أن يتعافى سريعا، إلا أن تطورات المرض أجبرت أسرته على نقله إلى المستشفى ليكون تحت الملاحظة الدائمة في العناية المركزة. 

ونتيجة لنقص الأكسجين، وتدهور الحالة الصحية للإعلامي وائل الإبراشي نقل إلى المستشفى في 30 ديسمبر قبل الماضي، في الوقت الذي طلبت فيه أسرة وائل الإبراشي من وسائل الإعلامي "توخي الحذر في نقل المعلومات والأخبار عن حالته الصحية".

وعاد وائل الإبراشي إلى منزله بعد استقرار حالته الصحية، ليكمل فترة علاجه في عزل منزلي، وطوال تلك الفترة طاردت وائل الإبراشي الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة حول وفاته.

وتعاطف جمهور الإعلامي  وائل الإبراشي معه، بعد ظهوره مع الإعلامي عمرو أديب من خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "الحكاية"، وجه فيها رسالة، قال فيها: "منذ أن حملني الإسعاف من منزلي إلى مستشفى زايد التخصصي، وأنا في حالة حرجة؛ حيث تمكنت كورونا من التهام جزء كبير من الرئتين، ولم تترك لي إلا مساحات صغيرة للتنفس، والآن فقط بدأت حالتي تتحسن، ولكني أحتاج إلى دعواتكم، ورغم صعوبة الحالة إلا أنني على يقين قوي بالشفاء بمشيئة الله سبحانه وتعالى". ورحل وائل الإبراشي عن عمر يناهز 59 عامًا.

ونعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وائل الإبراشي، قائلة: "ببالغ الحزن و الأسي ننعي الإعلامي الكبير الأستاذ وائل الابراشي، و الذى وافته المنية بعد مسيرة إعلامية حافلة."

 وتتقدم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والعاملين في قنواتها الإعلامية و شركاتها وإصداراتها التابعة، بخالص العزاء لأسرة الراحل، داعية الله أن يتغمده بواسع رحمته و أن يسكنه فسيح جناته جزاء صالح أعماله و أن يلهم ذويه الصبر والسلوان.