حرق تمثالي «قاسم سليماني».. دلالات ومؤشرات الغضب الداخلي في إيران
تعرض تمثالان للقائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في مدينتين بإيران، للحرق في الذكرى الثانية لمقتله، فما هي الرسائل التي تحملها مثل هذه التحركات، وهل هناك دلالات على توقيت وقوعها؟.
وبحسب سكاي نيوز عربية، فإنه أضرم مجهولون النار في مجسم لسليماني بعد ساعات من نصبه، الأربعاء، في شهركرد بوسط إيران، كما تكرر الأمر يوم الجمعة في كرمان.
وعقّب محمد علي نيكونام، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، على هذه الأحداث واصفا إياها بأنها "ذروة الغباء".
ومن اللافت أن رئيس بلدية شهركرد، محمد تقي جابلقي، قال إن التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار، كلّف 150 مليون ريال إيراني، الأمر الذي فجر غضب المواطنين الذي يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، إذ أن حوالي 60 في المئة من الإيرانيين تحت خط الفقر، بحسب تقارير رسمية، كما انخفض دخل الفرد بنسبة 22 في المئة بين عامي 2012 إلى 2020.
فشل الدعاية
ولا تعدو واقعة حرق مجسمات سليماني مؤخرا أمرا جديدا، حيث سبق وحدث المشهد ذاته في أغسطس الفائت للمرة الأولى في ياسوج وسط إيران.
وبحسب الناشط السياسي الإيراني مهرداد منصور نيا، فالحكومة أنفقت أموالا كثيرة لتقدم سليماني كـ"بطل قومي"، غير أن قطاعات واسعة من المجتمع تقاوم ذلك.
وأرجع مهرداد في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" الأمر إلى أنه "بعد الانتفاضة الشعبية 2019، ومع نشر وثائق كشفت طبيعة مهام الجنرال سليماني، انكشفت شخصيته الحقيقية، ودوره في قمع الاحتجاجات، وتراجعت صورته الدعائية".
ومنذ ذلك الحين ارتبط سليماني بـ"حقائب الدولارات التي يجري تهريبها لميليشيات في العراق وسوريا، حيث إنه من المسؤولين عن إهدار موارد البلاد في نفقات خارجية لتحقيق الأجندة التوسعية للنظام، وهو ما يستفز المواطنين الذين يعيشون تحت وطأة الأعباء الاقتصادية"، وفق تعبير مهرداد.
جرائم في دول الجوار
وعن دور سليماني في تنفيذ أجندة إيران التوسعية، أوضح المتخصص في الشأن الإيراني نزار جاف، أن "بروز اسم سليماني بدأ في الصعود بالتزامن مع انخراطه في مشاريع الملالي، حتى أطلق عليه لقب (الحاکم المطلق) للعراق ولبنان واليمن وسوريا".
وأضاف جاف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "عمدت الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري إلى تهجير العوائل وتغيير ديموغرافية العديد من المناطق في دمشق وبغداد، وعمد سليماني إلى تنفيذ استراتيجية تعزيز نفوذ قواته في المناطق المحاذية لإيران، وتحديدا محافظة ديالى العراقية لتسهيل مهامهم العسكرية".
واعتبر جاف أن حرق التمثال الكبير لسليماني يمثل "رسالة واضحة برفض السياسات الدموية التي كان سليماني ينفذها".
ولقي سليماني مصرعه في غارة أميركية خلال زيارة له في بغداد مطلع 2020، ويعد أشهر الأسماء التي تولت تنفيذ خطط الحرس الثوري بتوليه منصب قائد فيلق القدس منذ 1998.