يناقشها منتدى شباب العالم.. خبيران يتحدثان لـ«مستقبل وطن نيوز» عن التداعيات النفسية بعد كورونا
وضعت النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم التداعيات النفسية والسلوكية بعد ظهور جائحة فيروس كورونا ضمن أجندتها، لتبرز أهمية التغيرات النفسية والسلوكية التي أحدثها ظهور فيروس كورونا، الذي أجبر أغلب دول العالم على وضع قيود صارمة مثل الإغلاق الكلي في بعض الأحيان لمحاولة السيطرة على انتشار الفيروس، مما قلل من مستوى التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وترتب على ذلك ظهور أعراض نفسية غير معتادة على بعض الأشخاص مثل الخوف والقلق.
وخلال اليوم الثاني من فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، الذي يوافق الثلاثاء المقبل، تُعقد جلسة «التداعيات السلوكية والنفسية في عالم ما بعد الجائحة»، لتبرز هنا أهمية التعرف على آثار جائحة كورونا على الصحة النفسية.
أزمة كورونا غيرت بعض السلوكيات
وللتعرف عما يدور في هذا الشأن، تواصل موقع «مستقبل وطن نيوز» مع بعض خبراء الطب النفسي لتوضيح التداعيات السلوكية والنفسية في عالم ما بعد فيروس كورونا، على النحو التالي:
وكشف الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن أزمة فيروس كورونا غيرت سلوكيات في وقت قصير للغاية وبرزت هنا أهمية نسيان الصراعات والاختلافات، وضرورة التعاون والمساعدة من أجل المرور من آثار الجائحة، والتحلي بالهدوء والثقة والوقوف عند الاختيارات المريحة في كل ما يخص الأمور الحياتية.
وشدد هاني، على أن أزمة كورونا جعلت المواطنين حول العالم يدركون جيدًا أهمية الدعم النفسي وتقديمه للآخر، لافتًا إلى أن الجميع أدرك بعد أزمة كورونا دور الكلمة الإيجابية التي تدفع متلقيها للمرور قدمًا بجوانب نفسية جيدة، لأن الكلمة تؤثر على الصحة النفسية للأشخاص.
وأشار إلى أن الدعم النفسي كان من أهم أسباب تجاوز أزمة كورونا، ويتضح ذلك من خلال الدعم النفسي للمصابين خلال فترة عزلهم في المستشفيات أو منازلهم.
وكشف هاني، أن النظرة إلى الجوانب الحياتية المختلفة تغيرت كثيرًا بعد جائحة كورونا، وهنا يبرز بعض الأمور الضرورية لعودة الاستقرار النفسي للمجتمعات، نرصدها عبر النقاط التالية:
1- ضرورة عودة العادات والتقاليد التي خرج عن إطارها العديد من المواطنين بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وانعدام الخصوصية أحيانًا بسببها.
2- ضرورة إخراج المواطنين لشحناتهم السلبية وتربية الأطفال تربية سليمة وسوية حسب محددات الدين والعادات المتبعة في المجتمع.
3- استخدام الإنترنت بشكل مفيد والابتعاد عن الاستخدام السيئ للشبكة العنكبوتية.
4- زرع القيم الحميدة في نفس الأطفال.
5- الوقوف عند الاختيارات التي تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع مثل اختيار الملابس وطريقة الحديث.
6- عدم السماح للغير لاختراق خصوصيتنا.
7- إعادة قيم التسامح والالتزام بمحددات الحرية الشخصية وفق ما نص عليه الدين وتقاليد المجتمع.
8- احترام وجهات نظر الأخرين.
9- الاجتماع على حب الوطن من خلال الابتعاد عن الشائعات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المستهدفة هدم إنجازات الدولة وإظهار الواقع بصورة سيئة معاكسة لما موجود على أرض الواقع.
10- التعرض للأخبار التي تنشر عبر المواقع ووسائل الإعلام الموثوق من مصداقيتها، حتى لا نتعرض لأخبار سلبية مغايرة للواقع تنشر داخلنا الخوف والقلق.
11- توجد بعض المواقع التي تستهدف نشر الخوف والقلق في المجتمع عبر أساليب "الحرب النفسية الباردة" التي تتبعها بنشر الشائعات والأكاذيب عن الأمور الحياتية.
11- من حق كل شخص أن يعيش السلام النفسي والتصالح مع نفسه وأن يشعر بالأمان وسط أقرانه.
وطالب هاني بضرورة عمل تحليل مخدرات للطلاب بداية من المرحلة الإعدادية بشكل دوري كل ترم دراسي، مع متابعة الأسرة لسلوك ابنها، وعمل ندوات تثقيفية للطلاب وأولياء الأمور في المدارس للحد من مشكلة الإدمان، وحفاظًا على الشباب الذي ينتظر أن يحمل راية مصر في المستقبل.
جائحة كورونا كشفت اختلاف الشخصيات
من جهته، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن جائحة كورونا كشفت اختلاف الشخصيات، إذ ظهرت شخصيات مرنة استطاعت التأقلم مع قيود الإغلاق الجزئي الكلي والجزئي للسيطرة على انتشار كورونا، وعلى النقيض ظهرت شخصيات أخرى أصيبت بالقلق والتوتر جراء البقاء في المنزل لفترات طويلة بسبب قيود الإغلاق.
وذكر فرويز، أن جائحة كورونا كشفت شخصيات نجحت في التأقلم مع إيقاف الراتب الشهري وفقد أشخاص، وشخصيات أخرى ظهرت عليها العصبية والوسواس القهري والأنانية والخوف من الفقد المالي، لافتًا إلى أن جائحة كورونا أظهرت بعض الأشخاص المتعاونة التي ساهمت في توصيل الطعام إلى الأسر المصابة بالفيروس المستجد، بينما فضَّل البعض البقاء منفردًا خوفًا من مخاطر الإصابة.
وأضاف، أن أي أزمة يمر بها أفراد المجتمع تظهر المعدن الأصيل للشخصيات، سواء كانت الشخصيات أنانية وتفضل ذاتها، أو تتسم بالطيبة والتعاون.
موعد النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم
وتنطلق النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الفترة من 10 – 13 يناير الجاري، في مدينة شرم الشيخ، بحضور شباب يمثلون 196 دولة حول العالم، تحت عنوان “النسخة الرابعة عالم ما بعد جائحة كورونا”.
وخلال جلسات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم تنعقد جلسة «التداعيات السلوكية والنفسية في عالم ما بعد الجائحة»، بجانب عدد من الجلسات الأخرى، يمكن إبرازها على النحو التالي:
إجراءات وقائية غير مسبوقة
وأعلنت إدارة منتدى شباب العالم استخدام تقنيات غير مسبوقة في الكشف والاحتراز والوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) خاصة المتحور الجديد "أوميكرون" وذلك خلال فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى الذي يعقد بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، في الفترة من 10 إلى 13 يناير الجاري بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت إدارة منتدى شباب العالم - في بيان، اليوم الجمعة - أن التقنيات غير المسبوقة تضم روبوت متطور يعمل على تعقيم القاعات، وروبوت آخر يقوم بقياس درجات الحرارة للمشاركين وتوزع على الحضور أدوات التعقيم، وتقديم المعلومات عن القاعات وأماكن الفعاليات، بالإضافة إلى روبوت يوزع الأطعمة والمشروبات على الحضور، كما تتميز كل الأبواب الخاصة بقاعات وجلسات ووسائل الانتقال بالمنتدى بأنها ذاتية التعقيم، حيث تمنع هذه التقنية انتقال العدوى في حالة ظهور حالات إصابة.
وأضافت، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة، وفي هذا الإطار أعدت إدارة المنتدى خطة محكمة بالتعاون مع أجهزة الدولة وشركات القطاع الخاص المتخصصة لضمان سلامة جميع المشاركين، بدءا من مراحل التسجيل واشتراط تلقي الجميع للقاحات ضد كوفيد-19، سواء للمشاركين من داخل مصر أو خارجها.
وأكدت أنه تم استحداث لجنة تنظيمية جديدة ضمن لجان التنظيم لتكون مدعومة بفريق طبي ومزودة بإمكانيات متخصصة لفحص ومتابعة أية حالة يتم الشك في إصابتها بأي أعراض كوفيد-19، وتضمنت الإجراءات التأكد من جاهزية الغرف المخصصة للعزل في كل فندق في حال ظهور إصابة لأحد المشاركين في المنتدى مع ضمان تقديم كافة سبل الرعاية الصحية اللازمة.
ولفتت إلى أنه تم تدريب جميع القائمين على تنظيم المنتدى على الإجراءات الوقائية والبروتوكولات التي سيتم تطبيقها طوال فترة الانعقاد، مع إجراء فحص دوري كل 48 ساعة لجميع المشاركين والضيوف، واستخدام الكاميرات الحرارية قبل دخول القاعات، وتطبيق كافة قواعد التباعد الاجتماعي خلال الجلسات وأنشطة المنتدى وغيرها من الإجراءات الوقائية التي تطبق بمنتهى الحرص.