خاص| زراعات عيش الغراب تنتشر في الدلتا بدعم الجدوى الاقتصادية.. ومنتجون: مربح
تمددت زراعات عيش الغراب في محافظات الدلتا خلال السنوات الأخيرة، حيث شجعت مدخلات الإنتاج منخفضة التكلفة والعائد المجزي عشرات الشباب لخوض غمار التجربة، بحسب منتجون ومتخصصون، قالوا في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" إن منتج عيش الفطر يحظى بطلب مرتفع محلياً وعالمياً ويدخل في العديد من الصناعات مثل الصناعات الغذائية والدوائية، كما يستخدم كبروتين عال القيمة ضمن مكونات الأعلاف.
أحمد فكري، أحد منتجي عيش الغراب بمحافظة الدقهلية، قدر عدد مزارع عيش الغراب بالمحافظة بنحو 18 مزرعة، وقال إن هذا العدد قابل للزيادة، وإن كان العدد الفعلي أكبر بكثير من ذلك لاعتماد على جهود بعض الأفراد، مشيراً إلى أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت نمواً في زراعة المشروم.
ألمانيا على رأس الدول المصدرة لمصر
وبحسب تقديرات وزارة الزراعة، تستورد مصر عيش الغراب وخاصة بعض الكميات والنوعيات الخاصة للفنادق والمطاعم وشركات الأدوية من ألمانيا، هولندا، أسبانيا، فرنسا، أمريكا وأيضاً من الصين واليابان وكوريا الجنوبية بحوالي 1000 طن في 5 سنوات بمتوسط مليون دولار، وتمت بعض المحاولات الفردية للتصدير لبعض الدول العربية مثل السعودية، الكويت، لبنان، الإمارات العربية وأيضا بعض الدول الأوربية مثل سويسرا وهولندا.
وقال أحمد فكري - في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" - إن إنتاج المشروم أو عيش الغراب وخاصة المحاري الذي تقل تكلفة إنتاجه من الأصناف الأخرى يحظى بجدوى اقتصادية كمشروع استثماري بعائد مجزي ودون الحاجة إلى رأس مال كبير، حيث يبلغ سعر الكيس 40 جنيهاً ويصل إنتاجه حتى 25 كيلو بسعر 25 جنيه للكيلو.
تكلفة منخفضة وعائدٍ مجزٍ لمشروع عيش الغراب
ويعد عيش الغراب، من المشروعات الاستثمارية الناجحة وخاصة مشروعات التكثيف الزراعي إذ يبلغ إنتاج المتر المربع من20 - 25 كجم في الدورة (3 شهور) و يصل إلى 100 كجم في السنة أي من أعلى معدلات الإنتاج عامة مما يضمن دخلاً مناسباً سواء للشباب والمستثمرين وأيضاً توفير العملة الصعبة، بل يعمل على إيجاد العملة الصعبة بتصديره للدول المحيطة.
وأوضح أحمد فكري، أن طن التقاوي يأتي مستورداً من الخارج وتحديداً فرنسا، وتستغرق دورة إنتاجه (تخميره قبل القسطرة) 21 يوم، لافتاً إلى أهمية تعقيم القش قبل البدء في عملية الإنتاج كأحد أبرز الخطوات الإنتاجية اللازمة لإنجاح عملية التخمير.
20 مليار دولار حجم التعاملات التجارية عالمياً
ويبلغ حجم المستخدم على المستوى التجاري 10 أنواع على مستوى العالم حيث ينتج منها حوالى 6 ملايين طن سنويا بحجم تعامل تجارى يصل إلى 20 مليار دولار سنوياً، وينتشر الآن عيش الغراب في العالم أجمع بسبب فوائده الغذائية والصحية فهو يعتبر عالى القيمة الغذائية ومنخفض السعرات الحرارية، أي يعتبر عيش الغراب الآن غذاء ودواء واستثمار وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول إنتاجاً له تليها فرنسا و هولندا وبريطانيا، ومن الشرق الصين واليابان، وتعتبر ألمانيا الغربية أكثر الدول استخداما له حيث تستورد من هولندا سنوياً أكثر من 7 آلاف طناً طازجا ويعد أحد مصادر الدخل القومى في هولندا.
طلب مرتفع من المطاعم وشركات الأدوية والأعلاف
ومن جانبه، قال د. نبيل فتح الله سكرتير جمعية منتجي فطر عيش الغراب، إن عيش الغراب يشهد طلباً متنامياً على الصعيدين المحلي والعالمي، وأنه مشروع اقتصادي مربح للغاية، ويمكن تصريف إنتاجه لمصانع العلف حيث يستخدم كأحد المكونات العلفية، ويمكن بيعه للمطاعم والفنادق حيث يحظى بطلب مرتفع خاصة من قبل السائحين، وبعض شركات الأدوية.
وبحسب جولة لـ"مستقبل وطن نيوز" بحي الدقي، اتسعت دائرة الشركات الموردة لتقاوي وبذور فطر عيش الغراب في مصر، ومنها ما يُعنى بتوريد التقاوي وتحصيل الإنتاج وتسويقه وتصديره بعد ذلك، بالإضافة إلى تجهيز مزارعه للإنتاج، وذلك بالقرب من منافذ وزارة الزراعة، حيث تتوفر التقاوي هناك لدى مركز البحوث الزراعية وفروعه.
وأضاف نبيل فتح الله - في تصريحات لـ"مستقبل وطن نيوز" - أن الإقبال على عيش الغراب كمصدر بوتين عالي القيمة زاد خلال السنوات الأخيرة وتصل أسعار الطن لبعض أنواعه أكثر من ألفي يورو، وهو ما يشير إلى أن تنظيم وتوطين زراعته على نحو واسع يدفع بزيادة الصادرات وتوفير عملة صعبة للبلاد، بالإضافة إلى تغطية الطلب المحلي.