طقوس احتفال الأقباط بالعيد.. الشجرة والمغارة وعشاء الميلاد وسانتا كلوز
إقامة قداس الميلاد في الكنائس، ونصب شجرة ومغارة الميلاد في كل بيت، وأداء الصلوات الخاصة، واستقبال بابا نويل، وتناول عشاء الميلاد، تعد أبرز طقوس احتفال المسيحيين المصريين بعيد الميلاد المجيد.
يتميز قداس عيد الميلاد المجيد، بالترانيم، ويعد أفرام السرياني، الملقب بـ"شاعر الميلاد"، من أوائل من لحن قصائد الميلاد، ولا تزال الترانيم التي ألفها متداولة حتى اليوم في الكنائس ذات الطقوس السريانية.
احتفالات عيد الميلاد المجيد تبدأ ليلة العيد بإقامة الصلوات، ثم في الصباح تأخذ الاحتفالات طابع اجتماعي، مع تبادل التهنئة بقدوم العيد، والتعبير عن الحب والأخوة في الإنسانية.
ويأتي الاحتفال بـ عيد الميلاد المجيد، بعد انقضاء فترة من الصوم، يتخللها طقوس دينية، تُتْلى فيها مدائح وتراتيل للسيدة العذراء مريم، لما لها من مكانة خاصة بين نساء العالم، كونها نالت شرف "الحمل والميلاد المُعجزي" للسيد المسيح.
وتتميز احتفالات عيد الميلاد بوضع شجرة "الكريسماس"، وتبادل الهدايا، واستقبال بابا نويل، وتناول عشاء الميلاد، وإقامة مغارة "مزود" الميلاد، وتبدأ سهرات عيد الميلاد المجيد بتهنئة المسيحيين للعيد، وهي تتويج وتمجيد في السيدة العذراء مريم، وتبشير بولادة السيد المسيح، وتبدأ الصلاة من الساعة 7 ليلًا إلى 12 صباحا يوميًا حتى يوم العيد.
ومن العادات والطقوس الاجتماعية يوم عيد الميلاد المجيد، شراء الملابس الجديدة، وتعليق الزينة والأنوار المبهجة، وتعليق الهدايا على شجرة الكريسماس.
تجهيز طعام الإفطار الذي يحتوي على اللحوم، يبدأ من ليلة عيد الميلاد، وبعده يذهب المسيحيين إلى قداس العيد في السابعة مساء بالكنائس، ليعودوا بعدها إلى المنزل لتناول الطعام المجهز من قبل. وفي صباح العيد، يحرص الجميع على الاستيقاظ مبكرًا لتبادل التهاني والتزاور والتنزه.
كثيرون يعتقدون، أن شخصية بابا نويل شخصية أسطورية، لكن الحقيقة أنها شخصية واقعية، مستوحاه من شخصية القديس نيقولاس، أسقف ميرا المتوفى عام 341م، الذي لقب بـ"صانع العجائب"، لكثرة العجائب التي أجراها الله على يديه.
كما اشتهر القديس نيقولاس بكثرة الإحسان، وتوزيع الصدقات على الفقراء، فقد باع كل ما ورثه عن والديه ووزعه على البسطاء ماديًا، ومن وحي سيرته واهتمامه بالأطفال، اتخذ كشخص وهمي يوزع الهدايا في عيد الميلاد، وسُمي "سانتا كلوز" أو "بابا نويل"، واسم "سانتا كلوز" جاء من اسمه بالإنجليزية "سانت نيكولاس".
أول رسم لبابا نويل كان سنة 1862م، وهو عبارة عن شخص كبير السن، يبدو قزما، يلبس ملابس حمراء وقبعة صغيرة، وله لحية بيضاء طويلة.
أما مزود أو "المغارة"، فهي رمز البساطة والتواضع، ويرجع إلى القديس فرنسيس الأسيزي، في القرن الحادي عشر، وهو أول من صنعها، فأوحت فيها لنفسه ولنفوس المؤمنين مبعثا للتقوى والفضيلة، وانتشرت هذه العادة شيئا فشيئا، ولذلك اعتاد الناس على إعداد ما يُسمى بـ "مزود البقر"، وهو المكان المتواضع جدًا الذي حل فيه "الطفل عيسى أبن مريم"، لإحياء ذكرى ميلاده.