خاص| مع طرح إصدارات جديدة.. تجار المحمول يخفضون هامش أرباحهم تحريكًا للمبيعات
بينما تستعد عدة شركات عالمية متخصصة في إنتاج الهواتف الذكية واللوحية والحواسيب طرح إصدارتها الجديدة خلال أيام، شهد سوق الأجهزة المحمولة تنازل التجار عن جزء من هامش الأرباح المستهدفة لهم، بهدف تنشيط المبيعات وكسر حدة الركود، والتخلص من مخزون إصدارات 2021 من الهواتف، تمهيدًا للتعاقد على استقبال الإصدارات الجديدة.
وقال تجار ومستوردون لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن ارتفاع الأسعار 10 بالمئة خلال الربع الأخير من العام الماضي أدى إلى تراجع جزئي في المبيعات، وهو ما أدى إلى ركود في سوق أجهزة الهواتف الذكية، تزامن مع استعداد شركات لطرح إصداراتها الجديدة، ما استدعى تخفيض هوامش الأرباح من قبل التجار لتحريك السوق وتحقيق المبيعات المستهدفة.
إقبال متوقع على الإصدارات الجديدة لـ2022
من جانبه، قال محمد إبراهيم، وكيل مبيعات إحدى شركات الهواتف الذكية لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن أغلب تساؤلات العملاء حاليًا عن الإصدارات الجديدة من الهواتف الذكية، ومواعيد الطرح والأسعار المتوقعة، وهو ما يشي بإقبال متوقع على الإصدارات الجديدة من الهواتف الذكية واللوحية «التابلت».
وحسب إحصاءات وزارة الاتصالات، يبلغ عدد مستخدمي خطوط المحمول في مصر نحو 98.6 مليون مشتركًا بنهاية يونيو 2021 مقارنة بـ96.58 مليون مشترك بنهاية يونيو 2020 بنسبة نمو سنوي بلغت 2.08 في المئة، وتسجل نسبة انتشار الهاتف المحمول ارتفعت إلى 95.96 في المئة بنهاية يونيو 2021، بعد أن سجلت 95.73 في المئة بنهاية يونيو.
التنازل عن جزء من هامش الربح بهدف البيع
وأضاف محمد إبراهيم، أن الظاهرة تؤكد على أهمية التنازل عن جزء من هامش الربح بهدف البيع، خاصة مع قرب طرح الإصدارات الجديدة من قبل الشركات، لافتًا إلى أن الأسعار زادت بنسبة 10 في المئة خلال الفترة الأخيرة بعد زيادة التعريفة الجمركية بنفس النسبة تقريبًا على واردات الهواتف الذكية والحواسيب.
وفرضت مصلحة الجمارك المصرية، الشهر الماضي، ضريبة جمركية بما يعادل 10 في المئة على الهواتف المحمولة المستوردة؛ تحفيزًا للصناعة المحلية في تكنولوجيا المعلومات خاصة الهواتف الذكية، مع الإبقاء على أجهزة الحاسب الآلي وملحقاته و«التابلت» معفاة؛ باعتبارها إحدى الأدوات الرئيسية للتحول الرقمي، وتطوير منظومة التعليم، تنفيذًا لموافقة مجلس النواب على القرار الجمهوري 558 لسنة 2021.
محاولة إنعاش الطلب في السوق وتخليصه من الركود
وفي السياق ذاته، قال إيهاب سعيد رئيس شعبة الاتصالات بغرفة القاهرة التجارية ورئيس إحدى شركات الدفع الإلكتروني، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن التجار يلجأون إلى محاولة إنعاش الطلب في السوق، وتخليصه من الركود الذي ظل عدة أشهر الفترة الماضية، لافتًا إلى أن خفض الهوامش الربحية كان أحد تلك الوسائل، لاسيما من قبل كبار التجار والموزعين.
وشهدت مبيعات هواتف المحمول في مصر نموًا بنسبة 9 في المئة، لتصل إلى مليون و427 ألف جهاز في أغسطس 2021، مقارنة بنحو مليون و314 ألف وحدة في الفترة المقابلة من العام السابق، وهيمنت محافظة القاهرة على مبيعات هواتف المحمول بنسبة بلغت 38 في المئة، مسجلة نحو 538 ألف جهاز، من إجمالي مبيعات قطاع المحمول التي بلغت 1.4 مليون جهاز خلال شهر أغسطس الماضي؛ وذلك وفقًا للتقرير الصادرة عن تقرير مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK».
خيارات التقسيط لم تؤدي الدور المأمول
وأضاف رئيس شعبة الاتصالات بغرفة القاهرة التجارية، أن خيارات التقسيط لم تؤدي الدور الذي كان مأمولًا نظرًا لارتفاع نسبة الفائدة على المبيعات الآجلة بنظام التقسيط، وأن الحل تلخص منذ بداية ديسمبر الماضي، في السعي لتخفيض هامش الربح المستهدف مقابل تحقيق المبيعات المستهدفة، متوقعًا أن لا تشهد أسعار الأجهزة الذكية والمحمولة في 2022 ارتفاعًا كبيرًا خاصة مع انتظام الإنتاج وتعافي بعض الشركات المنتجة من أزمة الرقائق الإلكترونية.
ونشطت عدة بنوك وسلاسل تجارية الفترة الماضية في تقديم خدمات التقسيط للسلع المعمرة والترفيهية ومنها الحواسيب والهواتف الذكية، مقابل فوائد وصلت 30 في المئة تقريبًا على فترات سداد تصل 24 شهرًا.
