وزير الأوقاف: نحن في حاجة للتعلم قبل التعبد لنصحح عبادتنا وأمر دنيانا
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة: "إننا في حاجة إلى جميع العلوم التي نعمر بها دنيانا كحاجتنا إلى العلوم التي يستقيم بها أمر ديننا، ونخلصه بها من أباطيل وضلالات الجماعات الضالة المارقة".
وأوضح وزير الأوقاف -في تصريحات مساء أمس-: "أن التعلم قبل التعبد لنصحح عبادتنا وأمر ديننا ودنيانا ، فالعامل على غير علم كالسائر على غير هدى، والعلم النافع يشمل مطلق ما ينفع الناس في شؤون دينهم ودنياهم".
وأضاف وزير الأوقاف قائلا: "إن العلم الذي تحدث عنه القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة إنما يشمل التفوق في كل العلوم التي تنفع الناس في شؤون دينهم أو شؤون دنياهم ولذا نرى أن قول الله (عز وجل): "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" (فاطر: 28)، جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية، حيث يقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ " (فاطر: 27 , 28) ويقول سبحانه: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (آل عمران: 190 , 191).
وتابع وزير الأوقاف قائلا: "وقد قالوا: التعلم قبل التعبد ليكون التعبد على هدى وقال الحسن البصري (رحمه الله): العامل على غير علم كالسّالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر ممّا يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا تضرّوا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضرّوا بالعلم، فإنّ قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتّى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد (صلّى الله عليه وسلّم)، ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا، فالعلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه.
ونبه وزير الأوقاف أن المراد بالعلم النافع كل ما يحمل نفعًا للناس في شؤون دينهم، وشؤون دنياهم، في العلوم الشرعية، أو العربية أو علم الطب أو الصيدلة أو الفيزياء أو الكيمياء أو الفلك أو الهندسة أو الميكانيكا أو الطاقة وسائر العلوم والمعارف , وأرى أن قوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "(الزمر: 9) وقوله تعالى" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " (النحل: 43)، أعم من أن نحصر أيًّا منهما أو نقصُـره على علم الشريعة وحده , فالأمر متسع لكل علم نافع.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن ثواب تعلم الطب لا يقل عن ثواب تعلم الفقه والعبرة بأمرين: الأول إخلاص النية لله (عز وجل) والآخر: مدى حاجة المجتمع إلى علم من العلوم أو صناعة من الصناعات سواء أكان الأمر واجبا كفائيًّا أم ارتقى إلى درجة الواجب العيني.