رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«الطبق الشعبي في الأردن».. مفاجأة جديدة في واقعة «جبن الدهانات»

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعلنت الهيئة القومية لسلامة الغذاء، أن المنتج الذي تم ضبطه بمصنع تلا في محافظة المنوفية، ليست جبنة مطلية بدهانات، ويغشها صاحب المصنع بمواد طلاء كما تردد، إنما هي أحد المنتجات الشعبية المعروفة.

وذكرت الهيئة -في بيان اليوم الثلاثاء- أن المنتج الذي تم ضبطه هو أحد المنتجات الشعبية المعروفة باسم " جميد بلدي"، وهو يستخدم بشكل محدد في المناطق الصحراوية، لسهولة حفظه وتخزينه على شكل مادة جامدة صلبة، ولا يعرض بالأسواق أو المنافذ المرخصة المختلفة لبيع الأغذية.

لكن ما هو "الجميد البلدي"؟.. ومن الذي يأكله؟ وهل له أي أضرار على الصحة العامة؟

"الأقط" أو "الجميد" أو "الجثي" أو "الكثي" أو "البقل" أو "المضير" أو "المريس" كل هذه أسماء تعني "الجميد البلدي"، وهي تطلق على شكل من أشكال منتجات الألبان المجففة والمحمضة التي تترك في الهواء حتى تصل إلى درجة التجمد.

جبن المنوفية المطلي بالدهانات كما تردد

ويصف هذا الشكل من الألبان بـ الجميد البلدي لأنه يصل إلى درجة من التجمد تشبه الأحجار البيضاء، ويستخدم الجميد البلدي في عمليات الطهي، وينتشر استخدامه في المناطق التي بها تجمعات بدوية، ويشتهر أكثر في دولتي فلسطين والأردن، وبعض المناطق بشمال السعودية.

وأوضحت "سلامة الغذاء"، أنه لم يتم تصدير الجميد البلدي الذي ضبط بمصنع تلا إلى أي دولة، مشيرة إلى أن الهيئة الجهة المسؤولة عن الصادرات والواردات من المواد الغذائية، ولا تسمح إطلاقا بتصدير أي منتج من منشأة غير مسجلة أو مرخصة، كما لا تسمح بالتداول المحلي لأي منتجات غذائية إلا من المنشآت المرخصة.
 وتستخدم المجتمعات البدوية والمقيمون في الصحراء بشكل دائم "الجميد البدوي"؛ لسهولة حفظه لفترات طويلة، كما أنه يعتبر المكون الأساسي للطبق الشعبي الأردني الشهير "المنسف".

طبق المنسف الأردني

وأشار بيان الهيئة إلى أن التحاليل المعملية الصادرة من معملين معتمدين تابعين لوزارة التجارة والصناعة، أثبتت أن المنتج الذي تم ضبطه مصدره حليب أغنام وملح، ومكوناته عبارة عن شرش لبن أغنام منزوع الدهن، ولا يحتوي على أي مادة كيميائية مثل طلاء الحوائط أو غيرها.
 ويستخدم الشعبان الأردني والفلسطيني لفظ "الجميد"، بينما يسمى بـ"الأقط" في نجد، وشرق الأردن، و"الجثي" في العراق و"الكثي" بحوران. 

وتابعت "سلامة الغذاء" في بيانها: أن "التحاليل المعملية الواردة من المعامل المركزية المعتمدة بوزارة الصحة أثبتت بعد فحص المنتجات الغذائية لبيان صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ووجدت عدم مطابقته للمواصفات المصرية من حيث التوسيم - بطاقة بيانات المنتج- واحتوائه على أتربة نتيجة عدم اتباع الاشتراطات الأساسية لسلامة الغذاء المحددة في قرار مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء رقم 11 لسنه 2020 ‏التحديد؛ وفقا لما جاء في المادة ثمانية من القرار المذكور؛ حيث تم الإنتاج في مكان مفتوح غير مغلق ومعرض للأتربة."

الجبن الذي تم ضبطه بمصنع المنوفية


ويطلق على "الجميد البلدي" اسم "كشك مايع" في إيران، أي "السائل"، وبلغات آسيا الوسطى يسمى "قروت"، و"الأقط" معروف من قديم الأزل أنه طعام البادية، وهو طريقة للاستفادة من الحليب في أيام الوفرة في الربيع، حيث يكثر الحليب بسبب وفرة المراعي الخضراء بعد هطول الأمطار.

أكلة المنسف

وأضافت هيئة سلامة الغذاء، أنه تبين من الفحص المعملي المعتمد أن البودرة التي تم ضبطها على أنها -طلاء حوائط- هي شرش اللبن المستخلص من حليب بعد فصل المادة الدهنية عنه.
وعن طريقة تصنيع "الجميد البلدي"؛ فيتم عن طريق عملية تسمى "خض الحليب"، حتى يصير لبنا حامض الطعم؛ ثم بعد ذلك يغلى حتى يتبخر الماء، ويترسب في أسفل القدر أشبه ما يكون بالمعجون يشكل لاحقا على عدة أشكال من المستدير والمربع، ومنها ما يشكل على شكل راحة اليد، ثم يترك لينشف تحت أشعة الشمس حتى يصبح يابسا جدا، ويقدم أيضاً مع الشاي، وله مذاق حلو خصوصا إذا كان حديث الإعداد.

أثناء ضبط جبن المنوفية 

وكشفت "سلامة الغذاء" أن المصنع محل الواقعة خالف اشتراطات سلامة الغذاء في عدم الترخيص، وفي عدم الاتباع الاشتراطات الأساسية لسلامة الغذاء؛ ما يعرضه للمسؤولية القانونية والجنائية.
 

وأهابت الهيئة، بالمستهلكين عدم شراء واستخدام منتجات مجهولة الهوية، كما تؤكد الهيئة أنها تفحص أي شكوى تخص احتمالية تلوث الغذاء بكل جدية، وقد أنجزت الهيئة معدل 99% من استيفاء الشكاوى التي وردت إليها خلال عام 2021 .

عاجل