«بيدخل الحمام كتير».. حكاية موظف انتحر بعد رفده من العمل في التجمع الخامس
أظلمت الدنيا في وجه "نور"، بعدما نفذ مديره تهديداته التي لم ينصاع لها طوال الأشهر الماضية، وقدم مذكرة بطرده من العمل. ما إن سمع الشاب الثلاثيني الخبر صعد إلى الطابق الثالث بمقر الشركة وألقى نفسه ليسقط جثة هامدة وسط بركة من الدماء.
أثار انتحار الشاب سخط الرأي العام المصري خلال الساعات الماضية؛ وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي قصته على نطاق واسع، وعلى جانب آخر أعلن عدد من المحاميين تبنيه الدفاع عن الموظف؛ لإعادة حقه والوقوف أمام المدير الظالم.
في الساعات الماضية نشرت إحدى الفتيات والتي تدعى روشان بغدادي، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحكي تفاصيل اللحظات الأخيرة وقت أن كانت رفقة الموظف وإقدامه على الانتحار أمام أعينها، منتقدة نظام العمل داخل الشركة والذي دفع زميلها للانتحار من الطابق الثالث بالشركة.
وقالت الفتاة وهي تبكي: "أنا كنت واقفة جنبه وهو بياخد آخر نفسه في المكان، أنا لحد دلوقتي مش عارفة أقوم من السرير ولا أدخل المكان تاني، متابعة: يا جماعة أنت كتيم ليدر أو مدير حط نفسك مكان أي حد، أنت مسؤول، لازم تحسوا بالناس اللي تحت إيديكم"، مكملة: "أنت الموظف بيقضي معاك وقت أكتر ما بيقضي في بيته، بتعاملوا الناس على إنه عبيد، إحنا مش عبيد، زي ما أنت عاوزه يتعامل مع الزبائن وبتتعاطف معاهم، أنت كمان لازم تشوف مشاكله فين وتتعاطف معاه".
وأكدت البغدادي خلال الفيديو قائلة: "الراجل كان واقف جنبي وهو بيموت، بتاع الأمن بقوله ربنا يرحمه قالي الله أعلم، أنت مين عشان تقول مين ربنا يرحمه ومين ربنا ميرحموش، وحتى الشركة لم تنزل نعي له، وأنا ملحقتش ألقنه الشهادة".
وتباشر النيابة العامة التحقيق في واقعة انتحار موظف ألقى نفسه من الطابق الثالث، بإحدى الشركات الخاصة، إثر خلاف بينه وبين مديره.
وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة التجمع الخامس، بورود بلاغ من الأهالي يفيد بسقوط موظف من الطابق الثالث بالشركة التي يعمل بها، بالانتقال وبالفحص تبين أن الموظف "ن.ع"، انتحر إثر خلاف وقع بينه وبين مديره المباشر، قام على إثره بالتوجه ناحية الشباك الموجود بأحد المكاتب وألقى نفسه من الطابق الثالث ليسقط جثة هامدة، قبل أن تستطع الأجهزة الطبية إنقاذه.
على الفور تم إخطار النيابة التي انتقلت إلى محل الواقعة، وصرحت بدفن جثة المتوفى بعد مناظرة جثته من قبل الطب الشرعي.
فيما أكدت التحريات أن الموظف المنتحر، كان يمر بحالة نفسية سيئة، بسبب وجود خلافات بينه وبين مديره بأحد الشركات الخاصة، والذي كان يتعامل معه بقسوة، وهدده بالفصل من العمل أكثر من مرة.
وقال أحد شهود العيان الذي يعمل بالشركة، إن المتوفى كان يمر بحالة صحية ونفسية سيئة منذ فترة بسبب الخلافات مع مديره المباشر، والذي كان دائم التهديد له بطرده من العمل "كذا مرة يقوله أنا همشيك وهرفدك من الشركة"؛ مشيرًا إلى أن يوم الواقعة حدثت مشادة بينه وبين أحد المديرين بالشركة، بسبب إصراره على توقيع جزاء عليه بالخصم من راتبه الشهري وتهديده بالإقالة، بسبب تكرار دخوله إلى الحمام، منوها إلى أن المتوفى كان يعاني من مرض السكر، ما دفع المجني عليه إلى اتخاذ قرار بإنهاء حياته، فقفز من إحدى النوافذ ليسقط جثة هامدة.
