سامي سرحان.. قصة المعلم جابر الشرقاوي من السجن إلى الكوميديا
بدأ سامي سرحان حياته بارتكاب جريمة قتل واقتحام مقهى شهير، مع اثنين من زملائه، وحكم عليه بالمؤبد، وخرج بعد 10 سنوات – بالواسطة– عندما قدم شقيقه شكري سرحان التماسا للرئيس جمال عبد الناصر ليفرج عنه، خلال تكريمه في «عيد الفن» عن دوره في «رد قلبي»
وبالواسطة أيضا دخل سامي سرحان الفن، فرضه شكري على فيلم الحقيبة السوداء عام 1962، إلا أنه أصيب في سنواته الأخيرة بعدوى النجومية، وأصبح مجرد ظهوره في الأعمال السينمائية، كفيلا بإضحاك الجمهور!
في الوقت الذي كان فيه أخوه الأكبر صلاح سرحان مثالا للأناقة الكلاسيكية، وظل شكري ملتزما بارتداء البدلة حتى في المنزل، تمرد سامي سرحان على رابطة العنق، وسخر من الشوكة والسكينة، وغادر البيت المنظم الهادئ ، إلى دوشة مقاهي بولاق، والتسكع في شوارع السيدة زينب الساهرة وهو يتناول «الحلبسة» مع أصدقاء الطفولة.
صعلكة سامي سرحان تسببت في إهانة شكري، الذي لم يعجبه حال أخيه المايل، فبدأ في الثورة عليه، وهو يأمره بالمحافظة على تقاليد العائلة، في حين رفض سامي سرحان الذي ينتمي إلى هؤلاء البسطاء، ويشعر أن الحياة بدونهم بمثابة حكم بإعادته إلى السجن.
لم يبق الأخان «صلاح وشكري» شيئا لسامي سرحان من ميراث الوسامة، تركا له ملامح حادة، وصوتا أجش، حرض المخرجين على استبعاده من تجسيد شخصية الولد الرومانسي، وإلحاقه بالعصابات ليكون واحدا من أعضائها الأشرار!
شهرة متأخرة
تأخرت الشهرة عن موعدها مع سامي، لكنه لم يمل من انتظارها، كان يتسلى بلعب مجموعة من الأدوار الصغيرة، على مدار سنوات طويلة، منحته تواجدا غير مؤثر، وأبقته قيد الذاكرة.
في الثلث الأخير من حياته، تم إعادة اكتشافه، عن طريق عادل إمام من خلال فيلم «الإرهاب والكباب» 1992، ليكون ضربة البداية في الجزء الثاني من الحياة الفنية لسامي سرحان.
ولم يتخل الزعيم عن مساندة النجم العجوز سامي سرحان، فتح له الأبواب ليجسد العديد من الشخصيات التي أحبها الجمهور من خلال أفلام «النوم في العسل» و«الواد محروس بتاع الوزير"، و«التجربة الدنماركية».
أما أبرز الأدوار التي قدّمها وكيل وزير التربية والتعليم في فيلم (الناظر) عام 2000 ودور والد إنجي في (الأستاذ عبد العظيم) عام 2001 .
وبـ«المعلم جابر الشرقاوي» في فيلم «فول الصين العظيم» 2004 اختتم سامي سرحان مسيرته الفنية التي سجلت حضوره في 122 عملاً ما بين سينما ومسرح وتلفزيون، قبل أن يودع الحياة في مثل هذا اليوم عام 2005.