الأزمة الأوكرانية.. موسكو تُخيّر «الناتو» بين المحادثات الجادّة والرد العسكري
دعا رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا، قسطنطين جافريلوف، اليوم الاثنين، حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى اتّخاذ إجراءات سياسية ملموسة بشأن الأزمة مع أوكرانيا، محذراً من أن البديل سيكون "رداً عسكرياً"، مشيراً إلى أنها "لحظة حقيقة في العلاقات بين موسكو وبروكسل"، وفقا لـ«الشرق نيوز».
وقال جافريلوف - في تصريحات لقناة "روسيا 24" أوردتها وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء - : "يدرك الناتو أنه لا يمكن دائماً أن يخطو على النقاط المؤلمة لروسيا، وإلّا فسيتعين على موسكو تقديم رد عسكري".
وأضاف: "يجب أن تكون المحادثات جادّة، والجميع في حلف شمال الأطلسي يفهم جيداً أنه على الرغم من كل القوة والسلطة، إلّا أنه من الضروري اتّخاذ إجراءات سياسية ملموسة، وإلّا فإن البديل هو الردود العسكرية والتقنية الروسية".
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع أكدوا في بيان الأسبوع الماضي، التزاماتهم "التي لا تتزعزع" تجاه سيادة أوكرانيا وحقها في تحديد مستقبلها الخاص، مطالبين روسيا بـ"تهدئة التصعيد ومتابعة الحوار عبر القنوات الدبلوماسية"، في حين حذروها من "عواقب وخيمة"، إذا قامت بـ"غزو أوكرانيا مجدداً".
وفي سياق متصل، قال السفير الروسي في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف، خلال مقابلة مع صحيفة "إزفستيا"، اليوم الاثنين، إن الاتحاد "يمكن أن يلعب دوراً داعماً" في المفاوضات بشأن "الضمانات الأمنية" بين موسكو وواشنطن.
وتابع: "من الواضح أن الاتحاد الأوروبي كمنظمة غير عسكرية يمكنه أن يلعب دوره الداعم في المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية إذا تمت. بالطبع، من الضروري التحدث مع تلك الدول"، مشيراً إلى أن مصير الأمن الأوروبي "مرهون إلى حد كبير ونحن مستعدون لهذا الحوار".
وأشار تشيزوف، إلى أن الشركاء الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، يظهرون استعدادهم، على الرغم من وجود العديد من الادعاءات المختلفة، مضيفاً: "الجميع يتهمنا بأن لدينا خطوطاً حمراء، لكنهم يفعلون الشيء نفسه بالضبط، فخطوطهم الحمراء تمليها ليس المصالح الأمنية، ولكن من خلال المواقف التفاوضية".
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أن رد فعل الاتحاد الأوروبي على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية قد يكون "غامضاً"، وسيكون مستوى التفاهم والاستعداد لأخذ مخاوف روسيا في الاعتبار مختلفًا، ما يعني أن "العمل القادم لن يكون سهلاً".
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، قال في وقت سابق الاثنين، إن الولايات المتحدة "لم ترد بعد" على مقترحات روسيا بشأن "الضمانات الأمنية".
وذكر في تصريحات أوردتها وكالة "تاس" الروسية للأنباء: "حتى الآن، سمعنا ملاحظات عامة مختلفة، معظمها من أولئك الذين لا يمثلون الولايات المتحدة، لكنها مهمة أيضاً. الشيء المهم هو أن نرى ما يجب أن تقوله واشنطن".
والجمعة الماضي، نشرت وزارة الخارجية الروسية مسوّدة مقترحة لاتفاقية "الضمانات الأمنية" بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تنص على تعهد دول الحلف باستبعاد انضمام أوكرانيا إليه وتوسيعه، قائلة إنها تريد "التفاوض بدءاً من السبت" على هذه الإجراءات لمنع تصعيد التوتر.
ويشير مشروع اتفاقية الضمانات الأمنية إلى السماح بنشر القوات والأسلحة داخل أوروبا في حالات استثنائية بموافقة روسيا وأعضاء الحلف، كما تضمن اقتراحاً روسياً بتخلي الحلف عن أي نشاط عسكري في أوكرانيا، وأوروبا الشرقية، ومنطقة القوقاز، وآسيا الوسطى.