أوروبا وبريطانيا تلوحان بـ"إجراءات غير مسبوقة" ضد روسيا.. وموسكو ترد
توّعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، روسيا بـ"عقوبات اقتصادية وخيمة من المملكة المتحدة وحلفائها" إذا أقدمت على غزو أوكرانيا، فيما لوّح الاتحاد الأوروبي بتشديد عقوباته واتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" تجاه موسكو إذ استمر تصعيدها ضد كييف.
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، اليوم الأربعاء، إن بيان مجموعة السبع بشأن عن خطر "الغزو الروسي" لأوكرانيا غير بناء ويحتوي على تقييمات خاطئة، ويؤجج الصراع الدائر فى منطقة دونباس، بشمال أوكرانيا.
وأضافت المتحدثة أن "حلف الأطلسي (الناتو) والدول المنضوية تحت لوائه تواصل زيادة إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وأن الوضع مقلق".
وأوضحت أن "بيان الأمين العام للناتو بعدم الموافقة على اقتراح موسكو بشأن الوقف المتبادل لنشر الصواريخ في أوروبا لا يوحي بالثقة".
وقالت إنّ موسكو لم تر أي شيء بناء في بيان مجموعة السبع الأخير، مشيرة إلى أنّ البيان، يضم "نفس الأطروحات والنقاط والاتهامات القديمة المعلقة على فكرة خاطئة تماما عن أي تحضيرات عسكرية من قبل روسيا بحق أوكرانيا"، وفقا لموقع “روسيا اليوم”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال في كلمة أمام البرلمان البريطاني اليوم: "إذا كانت روسيا متهورة لدرجة اجتياح أو غزو أراض ذات سيادة أوكرانية، فستكون هناك حزمة صارمة من العقوبات الاقتصادية التي سنفرضها مع حلفائنا".
وأشار إلى أنه سيتم حشد لقوات "ناتو" في مناطق أماكن استراتيجية معينة، مؤكداً أن "أي خطوة من هذا القبيل ستكون كارثية، ليس فقط لروسيا وأوكرانيا ولكن للعالم أجمع".
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد عقوباته واتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" تجاه روسيا، ستكون لها عواقب وخيمة، حال استمرت موسكو في التصعيد.
وأشارت فون دير لاين أمام البرلمان الأوروبي، إلى أن روسيا بدورها، تسعى إلى ترهيب حكومة مولدوفا الإصلاحية عن طريق قطع إمدادات الغاز، واصفة التهديد بـ"محاولة سافرة" ضد الدولة التي تقع في شرق أوروبا بين أوكرانيا ورومانيا، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم.
وكان الاتحاد الأوروبي، أعرب نوفمبر الماضي، عن "قلقه" حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، وذلك بعدما طالبت واشنطن موسكو بتوضيحات.
وأضافت فان دير لاين: "الاتحاد من واجبه حماية مجتمعاتنا وديمقراطياتنا من ألعاب القوة الجيوسياسية"، وذلك في إشارة إلى محاولة ترهيب حكومة مولدوفا الإصلاحية.
ولفتت فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى وضع علاقات جيدة مع روسيا، ولكن الأمر يعتمد أولاً على سلوك الأخيرة، خصوصاً بعد الحشد العسكري على الحدود الأوكرانية.
وذكرت أن التكتل عمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لوضع خيارات يفوق تأثيرها العقوبات الحالية التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا.
وقالت للمشرّعين الأوروبيين: "ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة وتوسيع نطاقها"، مضيفة: "وبالطبع نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا".
بدوره، قال المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس أمام برلمان بلاده "بوندستاج"، اليوم الأربعاء، إن روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا اجتاحت أوكرانيا.
وأضاف: "اسمحوا لي، إذا لم يفهم الجميع ذلك بعد، أن أكرّر ما قالته المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، بأن كلّ انتهاك لوحدة الأراضي سيكون ثمنه باهظاً"، معرباً عن "قلقه الكبير" حيال الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية.
وأعاد إعلان الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، عقوبات على مجموعة "فاجنر" الروسية شبه العسكرية التساؤلات عن حقيقة الشركة، التي تنفي الحكومة الروسية صلتها بها، فيما تفيد التقارير الغربية بأنها تخدم مصالح موسكو في الخارج.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن مقاتلي شركة فاجنر موجودون في عدة دول في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تبحث روسيا عن تعزيز نفوذها، ولا سيما في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، لكنها تنشط أيضاً في ليبيا وسوريا وأوكرانيا.
وتقدم "فاجنر" خدمات صيانة للمعدات العسكرية والتدريب، بالإضافة إلى المقاتلين، لكنها متهمة من قبل الدول الغربية بأنها تتقاضى أجراً من موارد البلدان المضيفة وتخدم مصالح الكرملين.