قرّب بين المذاهب الإسلامية.. محطات من حياة الشيخ محمود شلتوت في ذكرى وفاته
تحل اليوم الذكرى الـ 58 على وفاة شيخ الأزهر محمود شلتوت ، والذى توفى مساء ليلة الجمعة، والتى وافقت " ليلة الإسراء والمعراج "، السابع والعشرين من شهر رجب عام 1383هـ الموافق 13 من ديسمبر 1963م.
ولد الشيخ محمود شلتوت فى قرية منية بنى منصور التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، عام 1893م، وحفظ القرآن الكريم وهو فى سن صغيرة.
دخل الشيخ محمود شلتوت، معهد الإسكندرية ثم التحق بالكليات الأزهرية، ونال شهادة العالمية من الأزهر عام 1918م، وعين مدرساً بمعهد الإسكندرية سنة 1919م، وشارك فى ثورة 1919م، ونقله الشيخ محمد مصطفى المراغى إلى القسم العالى، ولم تنته حياته السياسية عند ثورة 1919، بل شارك في حركة إصلاح الأزهر، وفصل من منصبه واشتغل بالمحاماة، ثم عاد للأزهر سنة 1935م.
وأصبح الشيخ محمود شلتوت، وكيلاً لكلية الشريعة، ثم عضواً في جماعة كبار العلماء، ثم عين شيخاً للأزهر في عام 1958م، وكان أول من حمل لقب الإمام الأكبر "شيخ الأزهر".
واختير الشيخ محمود شلتوت، عضواً فى الوفد الذي حضر مؤتمر لاهاى للقانون الدولي المقارن سنة 1937م، وألقى فيه بحثاً تحت عنوان المسئولية المدنية والجنائية فى الشريعة الإسلامية، وأثنى أعضاء المؤتمر، ونال البحث استحسانهم، فأقروا صلاحية الشريعة الإسلامية، واعتبروها مصدراً من مصادر التشريع الحديث، ونال ببحثه عضوية كبار العلماء.
وتسبب الشيخ محمود شلتوت، بتكوينه مكتب علمى للرد على مفتريات أعداء الإسلام وتنقية كتب الدين من البدع والضلال، والذى يعتبر المقدمة لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
وانتدبت الحكومة المصرية الشيخ محمود شلتوت، لتدريس فقه القرآن والسنة لطلاب دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق عام 1950، وعين مراقباً عام للبعوث الإسلامية.
واختير الشيخ محمود شلتوت، عام 1957، سكرتيراً عاماً للمؤتمر الإسلامي، ثم عين وكيلاً للأزهر.
وفى عام 1958، صدر قرار بتعيين الشيخ محمود شلتوت شيخاً للأزهر، والذى حاول بدوره التقريب بين المذاهب الإسلامية، من خلال زيارته عدد كبير من بلدان العالم الإسلامى.
وحصل الشيخ الشيخ محمود شلتوت، على الدكتوراه الفخرية من 4 دول" بعدة جامعات من بينها إندونيسيا، جاكرتا، الكاميرون، وحصل على وسام العرش من ملك المغرب عام 1960، ووسام الملك محمد طاهر شاه ملك أفغانستان، بالإضافة لحصوله على وسام من الفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان.
وحصل الشيخ محمود شلتوت، على درجة الزمالة الفخرية من أكاديمية شيلى، وحصل على قلادة تقدير الأبحاب العالمية من رئيس الكاميرون.
وصدر قانون إصلاح الأزهر عام 1961، وقبل وفاته بعامين تقريباً، نجح في إدخال العلوم الحديثة إلى الأزهر، وساهم في إنشاء عدة كليات في التعليم الأزهرى، وهو السبب فى السماح للفتيات بالالتحاق بالمعاهد الأزهرية.
وصدرت العديد من المؤلفات لشيخ الأزهر الإمام محمود شلتوت، من بينها «فقه القرآن والسنة، مقارنة المذاهب، القرآن والقتال، ومجموعة فتاوى بعنوان ويسألونك»، كما ألف الكثير من الكتب التي ترجمت لعدة لغات.
وتولى الشيخ محمود شلتوت رئاسة مشيخة الأزهر فى 13 من شهر أكتوبر لعام 1958، وكان أول من يحصل على لقب الإمام الأكبر، بعد صدور قانون تطوير الأزهر فى عام 1961 ، وتقدم باستقالته للرئيس جمال عبدالناصر قبل عام من وفاته.
ورحل الشيخ محمود شلتوت، عن عمر ناهز 70 عاماً، وشيعت جنازته يوم السابع والعشرين من شهر رجب والتي تتوافق مع ليلة الإسراج والمعراج في عام 1963م.