بعد تقلب الطقس.. أستاذ مناخ يكشف أطول وأقصر ساعات النهار خلال ديسمبر

شمس ساطعة بقوة، وطقس مائل للحرارة خلال الصباح، وبرد شديد يشعر به الناس مع قدوم الليل، تزداد لسعاته مع أخره، جميع الظواهر الجوية المتباينة التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، هل تنذر بشتاء عاصف متقلب المزاج؟

الهيئة العامة للأرصاد الجوية أصدرت، اليوم الأحد، بيانًا تتنبأ فيه بـ حالة الطقس حتى نهاية ديسمبر الجاري، إضافة إلى مقارنته بحالة الطقس حتى نهاية ديسمبر بالخمسة أعوام الماضية عن طريق الدراسة المناخية بواسطة قاعدة بيانات المحطات التابعة للهيئة العامة للأرصاد الجوية بمختلف محافظات مصر خلال شهر ديسمبر في الفترة من 2016 إلى 2020، ومقارنتها بالتنبؤ الجوي لشهر ديسمبر هذا العام.

وأوضح بيان هيئة الأرصاد: أنه يتضح تشابه متوسط درجات الحرارة خلال شهر ديسمبر 2021 مع الخمسة أعوام الماضية، وأن تكون درجات الحرارة أعلى من المعدلات المناخية لهذا الوقت من العام.

وقال الدكتور على قطب، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق وأستاذ المناخ بجامعة الزقازيق في تصريحات خاصة لـ"مستقبل وطن نيوز": الطقس الذي نمر به خلال الأيام الجارية لا ينذر بشتاء بارد كما يتوقع البعض."

وأشارت هيئة الأرصاد الجوية في بيانها، إلى أن خرائط التوزيعات الضغطية تشير إلى نشاط منخفضات البحر المتوسط، يصاحبها تبريد في طبقات الجو العليا، مما يؤدي لحالات من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية. 

وأضافت، أن منخفض السودان الموسمي يمتد أحيانا ليؤثر بسقوط امطار متفاوتة الشدة على جنوب البلاد، وسيناء، وسلاسل جبال البحر الأحمر خلال النصف الأول من شهر ديسمبر.

وتابع نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق: "الفصول الانتقالية هي فصول تتسم بصفات الفصل السابق، والفصل اللاحق، بمعنى أن فصل الخريف الذي نعيش أجواءه الآن في نصفه الأول يأخذ صفات من فصل الصيف الذي يسبقه، فتجد به ارتفاع في درجات الحرارة، وفي نصفه الثاني تجده يميل إلى طقس الشتاء الذي يميزه البرد وتساقط الأمطار".

وتوقع بيان هيئة الأرصاد الجوية المزيد من الانخفاض في درجات الحرارة، وخاصة درجة الحرارة الصغرى، وأن تكون معدلات سقوط الأمطار حول المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام على مناطق من الوجه البحري والقاهرة وسيناء وجنوب البلاد .

وأوضح أستاذ المناخ، أننا نعيش الآن حالة طقس الشتاء نظرًا لاقتراب انتهاء فصل الخريف، والمتمثلة في تكاثر السحب، وانخفاض درجات الحرارة خاصة مع الساعات المتأخرة من الليل، ونشاط حركة الرياح.

وذكر بيان الأرصاد الجوية، أن كثافة الشبورة المائية سوف تزداد، وفترة تكونها سيكون صباحا على بعض الطرق المؤدية من وإلى السواحل الشمالية ومدن القناة والوجه البحري والقاهرة الكبرى حتى شمال الصعيد، مما يؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية.

وطمأن الدكتور على قطب المتخوفين من حالة الطقس المتقلبة التي تشهدها البلاد خلال تلك الأيام، قائلاً: "ما يحدث الآن من ظواهر جوية طبيعي جدًا، حتى السيول التي حدثت في أسوان خلال الأسابيع الماضية طبيعية جدًا في هذا التوقيت من العام، بل هي أقل حدة مقارنة بالسيول التي وقعت في أسوان خلال أعوام 2010، 2013، 2017."

وأعاد أستاذ المناخ ما يحدث في جنوب البلاد من سيول وموجة برد إلى الكتل الهوائية المدارية القادمة من شمال السودان، بينما ما يحدث في الإسكندرية والسواحل الشمالية من سقوط الأمطار، وارتفاع الأمواج، ومنسوب مياه البحر فهو تأثر مدن تلك المناطق بالكتل الهوائية القادمة من جنوب القارة الأوروبية.

وصرح نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن فترات الظهيرة ستكون قصيرة جدًا، وأقصر ساعات النهار يوم 22 ديسمبر الجاري، وأطول ساعات الليل سيكون مساء يوم 21 من الشهر الجاري، هذا يعني أن عدد ساعات سطوع الشمس ستقل وهذا ما يشعرنا بالبرودة، وهذا أمر طبيعي.

وأشار الدكتور على قطب، أن ذروة الموجة الباردة التي تشهدها مصر ستكون خلال شهري ديسمبر ويناير، ولا يوجد علاقة بين خريف عنيف وشتاء عنيف، فلا توجد أبحاث تفيد بذلك.

وحذر أستاذ المناخ من التغيرات المناخية خلال السنوات القادمة، التي ستنعكس على حالة الطقس، وتجعله أكثر تطرفًا، فالشتاء يمكن أن يكون بارد بشكل غير معتاد، والحر سيكون شديد بشكل أكثر مما نتوقعه.