في ذكرى ميلاد الأديب العالمي.. 10 اختلافات بين نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم
![نجيب محفوظ وتوفيق](images/no.jpg)
كان نجيب محفوظ يقيد نفسه، يستيقظ في ساعة معينة وينتهي من طعامه في وقت محدد ويخرج من البيت في نفس الموعد، ويقابل الحرافيش في الزمن المتفق عليه، يقدس الترتيب، ويؤمن أن الإنسان حيوان منظم، وعلى النقيض، لم يثق توفيق الحكيم في الزمن، كان يعتقد أنه مخادع، يطول في لحظات الحزن والضجر، ويذوب كفص ملح إذا أتت السعادة، لم يحمل في يده ساعة ولا يعير للوقت اهتماما لأن الوقت –في نظره- من تراب كالإنسان.
![](/Upload/libfiles/25/9/75.jpg)
ونجيب محفوظ، مهندس سرد، يلتزم بالماكيت الذي رسمه منذ البداية، يخطط لرواياته، وقصصه، يحدد مسارات أبطاله، ولا يسمح لهم بالتمرد على أقدارهم، يعرف من أين سيبدأ الكتابة، وإلى أين سينتهي، كل شيء محسوب بدقة شديدة، أما توفيق الحكيم فهو بوهيمي (مطرح ما ترسي يدق لها) يكتب ما يمليه عليه خياله، لا يعترف بالقواعد، وموهوب في تحطيمها، يخلط في رواياته بين الحكي والتنظير، يمتلك ثروة معرفية ضخمة، يستعرضها أمام القارئ بمناسبة وبدون مناسبة.
![](/Upload/libfiles/25/9/77.jpg)
وكتب نجيب محفوظ تحتاج إلى مدرس تاريخ ليشرح أحداثها، ومدرس علم نفس ليفسر طريقته في عرض الشخصية، ويبرر إصراره على سبر أغوارها، في حين أن أعمال الحكيم بدون “باسوورد”، ولا تحتاج إلى فهامة، سهلة كالتنفس، وبسيطة كشرب الماء.
![](/Upload/libfiles/25/9/78.jpg)
كان توفيق الحكيم ينتظر الإلهام بالأيام والشهور، يعمل بحيوية إذا هبط عليه الوحي، ويتحول إلى عاطل كلما انصرف عنه، ولكن نجيب محفوظ كان يستدعيه عندما يجلس إلى الكتابة، يتعامل مع الوحي كخادم مطيع، يأتمر بأوامره ولا يستطيع أن يخالفه.
![](/Upload/libfiles/25/9/79.jpg)
وإبداع نجيب محفوظ مثل رجل وقور ببدلة كاملة ورابطة عنق، جاد، ورزين، في حاجة إلى جو كلاسيكي هادئ، وفنجان قهوة ليتحدث إليك، وتتمكن من التركيز وهو يكشف لك أوراقه، بينما إبداع الحكيم شاب فرفوش، يرتدي ملابس كاجوال، تستطيع أن تصحبه في أي مكان، وتقرأه في كل وقت.
![](/Upload/libfiles/25/9/80.jpg)
شخصيات توفيق الحكيم من دماغه وأبطال نجيب محفوظ من الشارع، وحكايات توفيق الحكيم مسلية مثل قصص قبل النوم وروايات محفوظ (محبكاها حبتين).
الحكيم يقرأ الأساطير ويتخيل ويكتب ونجيب محفوظ يبحث في علم النفس ويراقب ويسجل، والحكيم يؤمن بالعاطفة ومحفوظ منحاز للجسد.
![](/Upload/libfiles/25/9/82.jpg)
نجيب محفوظ حصل على نوبل وتعجب لأن الجائزة لم تذهب للحكيم.
يحترم النقاد نجيب محفوظ ويحب القراء توفيق الحكيم.