رغم التضخم العالمي
سوق الهواتف الذكية تواصل النمو «صناعة واستهلاكاً».. ومسئولون: ليست كماليات
بينما تستعد شركات إنتاج الهواتف الذكية واللوحية، الإعلان عن إصداراتها الجديدة من الهواتف خلال أيام في مؤشر على نمو الصناعة، يرى تجار ووكلاء وموزعون، أن السوق الاستهلاكية تواصل النمو، وأن الطلب في مصر لم يتراجع كثيراً خلال الأسابيع الماضية، رغم تأثيرات جائحة كورونا على السوق، وتطبيق الضريبة الجمركية 10% الشهر الماضي على الهواتف المحمولة المستوردة، حماية للصناعة الوطنية.
وفرضت مصلحة الجمارك المصرية، الشهر الماضي، ضريبة جمركية بما يعادل 10% على الهواتف المحمولة المستوردة؛ تحفيزًا للصناعة المحلية في تكنولوجيا المعلومات خاصة الهواتف الذكية، مع الإبقاء على أجهزة الحاسب الآلي وملحقاته و«التابلت» معفاة؛ باعتبارها إحدى الأدوات الرئيسية للتحول الرقمي، وتطوير منظومة التعليم، تنفيذًا لموافقة مجلس النواب على القرار الجمهوري 558 لسنة 2021.
أزمة عالمية في إنتاج «الهواتف»
إيهاب السعيد، رئيس شعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات باتحاد الغرف التجارية، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن الأسعار عالمياً مرتفعة في مختلف السلع وليست الهواتف الذكية فقط، كما أن أزمة الرقائق الإلكترونية ونقصها، ساهم في تراجع المعروض من الهواتف الذكية وتأثر إنتاج الشركات العالمية.
وعززت اختناقات سلاسل الإمداد وأزمة نقص الرقائق الإلكترونية، وقيام بعض الدول بإغلاق حدودها وفرض تشديدات على انتقال البضائع خوفاً من كورونا ومتحورها الجديد، من أزمة الشحن العالمية، وزادت من التضخم عالمياً.
ليست سلعاً ترفيهية لكنها ضرورة
أضاف إيهاب السعيد، أن سوق الهواتف الذكية تشهد طلباً في الوقت الراهن، والشركات العالمية تواصل طرح إصداراتها، ولا يُنظر للهواتف الذكية باعتبارها كماليات أو سلعاً ترفيهية، لكن في الوقت ذاته، الأسعار زادت الفترة الأخيرة نتيجة الأزمات العالمية، وزيادة مصروفات الشحن والنقل، فضلاً عن قيام المنتجين أنفسهم بزيادة أسعار منتجاتهم.
وشهدت مبيعات هواتف المحمول في مصر نموًا بنسبة 9%، لتصل إلى مليون و427 ألف جهاز (أغسطس 2021)، مقارنة بنحو مليون و314 ألف وحدة في الفترة المقابلة من العام السابق، وهيمنت محافظة القاهرة على مبيعات هواتف المحمول بنسبة بلغت 38%، مسجلة نحو 538 ألف جهاز، من إجمالي مبيعات قطاع المحمول التي بلغت 1.4 مليون جهاز خلال شهر أغسطس الماضي؛ وذلك وفقًا للتقرير الصادرة عن تقرير مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK».
تبدل أولويات المستهلكين الشرائية
من جانبه، قال محمد طلعت، رئيس شعبة المحمول بغرفة الجيزة التجارية، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن السوق تعاني ركوداً مقارنة بفترات سابقة، وأن الأسعار زادت خلال الأيام الماضية بما يتراوح بين 10% و15% وأن الطلب متراجع 30% نتيجة توجه أولويات القاعدة الأكبر من المستهلكين نحو اهتمامات شرائية أخرى، ومنحها الأولوية.
وهيمنت العلامة الكورية «سامسونج» على النصيب الأكبر من مبيعات أجهزة هواتف المحمول التى تم تسويقها عبر السلاسل التجارية، بعدما استحوذت على حصة سوقية 51.6%، من إجمالي مبيعات تلك الفئة التي بلغت 376 ألف وحدة خلال شهر أغسطس الماضي، وجاءت «ريدمي» في المرتبة الثانية بعدما تمكنت من زيادة حصتها السوقية إلى 16%، تبعتها «أوبو» في المركز الثالث بنسبة بلغت 14.4%، فيما توزعت باقي الحصص السوقية البالغة 9.6% على العلامات التجارية الأخرى المطروحة داخل السوق المحلية.
السوق ستواصل النمو بسبب التحول الرقمي
أضاف محمد طلعت، أن المبيعات تأثرت بالجائحة منتصف العام الجاري الأول، و الطلب لن يتوقف والسوق ستواصل النمو، خاصة مع توجه الدولة نحو تفعيل استراتيجية التحول الرقمي ودخول الأجهزة اللوحية للمنظومة التعليمية بالمدارس، متوقعاً أن يشهد العام المقبل ارتفاعاً في الطلب على الهواتف الذكية.
وحسب إحصاءات وزارة الاتصالات، يبلغ عدد مستخدمي خطوط المحمول في مصر نحو 98.6 مليون مشتركاً بنهاية يونيو 2021 مقارنة بـ 96.58 مليون مشترك بنهاية يونيو 2020 بنسبة نمو سنوي بلغت 2.08%. وتسجل نسبة انتشار الهاتف المحمول ارتفعت إلى 95.96 % بنهاية يونيو 2021، بعد أن سجلت 95.73% بنهاية يونيو.