أذربيجان: مهتمون بالتعاون والاستفادة من خبرات مصر في حماية القطع الأثرية
أكد وزير الثقافة الأذربيجاني أنار كريموف، اهتمام بلاده بالتعاون والاستفادة من خبرات مصر في حماية القطع الأثرية الثقافية ودعمها الدائم في المنصات والمنظمات الدولية في إعادة القطع الأثرية إلى أرضيها.
وأشاد وزير الثقافة الأذربيجاني -في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط قبيل مغادرته القاهرة صباح اليوم الخميس- باختيار القاهرة كعاصمة الثقافة الإسلامية من قبل منظمة (الإيسيسكو) وذلك في ضوء أنها من أهم وأكبر مدن التراث في العالم، وتضم عددًا كبيرًا من الآثار من مختلف العصور الإسلامية خاصة المساجد، مثل مسجد عمرو بن العاص، الذي يعد أول مسجد بني في مصر وأفريقيا، وكذلك الأزهر الشريف وقلعة صلاح الدين، ولذا يسميها المؤرخون "مدينة الألف مئذنة".
وقال إن القاهرة تستحق عن جدارة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية في ضوء إسهاماتها الكبيرة في تنمية العالم الإسلامي وكمركز تاريخي وأغنى المعالم الثقافية التي خرج منها العديد من الفلاسفة والعلماء والمشاهير إلى العالم، مشيرًا إلى أنه بحث -خلال زيارته للقاهرة- مع إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة سبل دعم التعاون الثقافي، معربًا عن اعتقاده بوجود العديد من أوجه التشابه والتقاليد مع مصر، مؤكدًا الاهتمام الكبير بتطوير التعاون في مجالات الموسيقى والأوبرا وصناعة السينما، وكذلك مجال المتاحف وحماية التراث الثقافي.
وأشار إلى أنه ناقش مع الدكتور أحمد الطيب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر قضايا التضامن الإسلامي وإعطاء دفعة أكبر للعمل في المجال الإنساني وخدمة التفاهم المتبادل على نطاق عالمي، لافتا إلى أن (باكو) تولي اهتمامًا كبيرًا بتدريس اللغة العربية في ضوء انتشار مراكز تعلم اللغة العربية وأقسام الدراسة اللغة العربية في معظم الجامعات الكبرى.
وتابع قائلا: "إن الطلاب من أذربيجان يعتبرون المركز الثقافي المصري بباكو منارة للتعلم العملي للغة العربية وتحسين مستوي لغاتهم"، موضحًا أنه يتم تدريس اللغة الأذربيجانية للطالبات في قسم اللغة التركية بكلية العلوم الإنسانية بجامعة الأزهر، وهناك أكثر من 550 طالبًا يتعلمون اللغة الأذربيجانية فيها؛ ويعتبر هذا مؤشرًا واضحًا على مدى الاهتمام باللغة الأذربيجانية في مصر.
وعن العاصمة الإسلامية، قال كريموف إن القاهرة تمتلك تاريخًا قديمًا وثقافة غنية ولها مساهمات كبيرة في التراث الثقافي العالمي في العديد من المجالات مثل الفن والفلسفة والعلوم، وكذلك في مجال العمارة والخط؛ إلا أن الإنجاز الأهم هو تسليط الضوء على قيم التسامح والتعايش وتفهم الاختلافات، وهي السمات التي لطالما ميزت مصر على مر العصور.. مشيرا إلى اجتماعات منظمة (الإيسيسكو) التي تهدف إلى توطيد العلاقات، فضلا عن إبراز التراث الإسلامي الغني الذي يعزز مفاهيم التسامح والتعايش في العالم، فضلًا عن تقديم صورة حقيقية للحضارة الإسلامية الراسخة.
وقال "إن أذربيجان تولي اهتمامًا بالتعاون مع مصر في المنصة الدولية التي تسمى "السلام من أجل الثقافة" وهي مبادرة أطلقنها مع تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة والإيسيسكو في عام 2021".. مشيرًا إلى أن هذه المنصة تسعى إلى التعاون والحوار في مناطق ما بعد الصراع.
وأوضح أن أذربيجان تهتم بتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة من خلال خلق سلام دائم الذي يقوم على أساس أفعال حقيقية، مؤكدا أن الهدف من هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس الأذري إلهام علييف عام 2008 هو تعزيز الحوار بين جميع الثقافات في العالم، مضيفا "نؤمن بخلق فرص جديدة من خلال تعزيز مفهوم السلام من أجل الثقافة"، لافتا إلى أن هذه الحملات ستكون أكثر فاعلية في تطبيق الحلول العملية وزيادة الوعي و(باكو) تقدر الجهات المعنية الدولية التي تدعم هذه الدعوة وتتخذ خطوة إلى الأمام نحو تعزيز السلام، معربا عن أمله أن تنضم مصر إلى هذه المنصة في المستقبل.