رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ماكرون يعلن عن مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت

نشر
مستقبل وطن نيوز

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ قليل، عن مبادرة فرنسية سعودية لمعالجة الأزمة بين الرياض وبيروت، وذلك فى نهاية جولته الخليجية التي اختتمها بالسعودية، حسبما ذكرت «سكاي نيوز». 

 

وتفاقمت التوترات بين لبنان ودول خليجية بسبب أزمة دبلوماسية بدأت في أكتوبر الماضي، وفي مقدمتها السعودية التي جمّدت وارداتها من لبنان بسبب انتقاد وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي لمواقف سعودية.

وأعلن الرئيس الفرنسي في جدة أنه أجرى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في إطار مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت.

وصرح ماكرون قبيل مغادرته السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، بأن السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل من أجل "إعادة تواصل العلاقة" بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.

ويسعى ماكرون منذ عام بجد من أجل مساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخه. وتوترت العلاقات بين بيروت ودول الخليج في السنوات الأخيرة بسبب تنامي نفوذ حزب الله الموالي لإيران.

ويفترض أن تستفيد مساعي ماكرون للتقريب بين البلدين من استقالة قرداحي، التي أُعلنت أمس الجمعة، إذ سبّبت تصريحاته وانتقاده التدخل العسكري للرياض في اليمن ذلك التفاقم، فيما رحب إيمانويل ماكرون باستقالة قرداحي وأعرب عن أمله في "إعادة إشراك جميع دول الخليج في العلاقة مع لبنان".

وقال ماكرون أمس الجمعة قبل زيارته للسعودية، إنه من الضروري الحوار مع السعودية، "الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم"، للتمكّن من "العمل على استقرار المنطقة".

وكانت آخر زيارة للزعيم الفرنسي، إلى السعودية في عام 2017، وجاءت بشكل مفاجئ بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني آنذاك سعد الحريري دون مقدمات عبر بث تليفزيوني من الرياض.

ويسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لدور أكثر فاعلية في منطقة الشرق الأوسط، ضمن جولة خليجية، حصدت صفقات عسكرية ناجحة، يختتمها اليوم بزيارة للسعودية، ويستهدف منها مشاركة الدولة الخليجية الأكبر في حل القضايا الإقليمية.

وتأتي الجولة الخليجية للرئيس الفرنسي في أعقاب صفعة أسترالية استُبدل فيها بصفقة غواصات فرنسية أخرى أمريكية، وهو ما أثار حفيظة ماكرون باعتبارها تفرض تحدياً جديداً في معركته الانتخابية التي سيخوضها في أبريل المقبل.

ويوم أمس الجمعة، اتفقت الإمارات على شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" من فرنسا، في إطار صفقة قيمتها 17 مليار يورو (19 مليار دولار)، جرى توقيعها خلال زيارة ماكرون للدولة الخليجية ضمن جولته التي شملت قطر.

وجرى الكشف عن الاتفاق الذي طال انتظاره في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، عقب اجتماع بين ماكرون والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات، على هامش معرض إكسبو 2020 دبي، في إشارة إلى نجاح ماكرون في تعويض جزء كبير من صفقة أستراليا المفقودة.

واستغرقت المناقشات بين باريس وأبوظبي بشأن الطائرات المقاتلة أكثر من 10 سنوات، حسب "بلومبرج"، لكن تلقت المفاوضات دفعة جديدة بسبب شكوك إزاء شراء الإمارات مزيد من مقاتلات "إف-35" من الولايات المتحدة، إذ تضع واشنطن كثيراً من القيود على تسليمها للدولة الخليجية.

تتزامن زيارة ماكرون للسعودية مع موسم فعاليات ترفيهيّ يبرز صورة مختلفة للمملكة، إذ يسعى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لإبراز حضور دولته في قطاعات أخرى غير نفطية.

ومرت العلاقات بين ماكرون والسعودية دون التوافق في كثير القضايا، خصوصاً المتعلقة بدول مثل لبنان واليمن وإيران، ولكن مع ذلك يحافظ البلَدان على العلاقات في مجالات مثل الدفاع، فيما تشارك فرنسا على نطاق واسع في تطوير منطقة "العلا" التاريخية في المملكة العربية السعودية، التي يريد ولي العهد تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.

عاجل